عشر كلمات أعجزت الإنس والجن
( رداً على برنامج كشف القناع )
بقلم / محمود القاعود
منذ نزول القرآن الكريم وحتى يومنا هذا ، مافتئ الأنجاس أعداء الطهر والنقاء يُحاربون القرآن الكريم ويطعنون فيه بكل حيلة قذرة وطريقة منحطة .
كلما يزداد طعنهم فى القرآن الكريم ، كلما يزداد القرآن الكريم تألقاً وشهادة على أنه من عند الله رب العالمين .. يعتقد الأغبياء السفلة أنهم سيلوثون القرآن الكريم بكلامهم الرقيع الباهت ! واعتقادهم هذا ككلب ينبح ليضرُ السحاب ! أو كذبابة تطن تعتقد أن صوتها يجوب الأفاق ولا أحد يسمع صوتها إلا هى !
وإن حاولنا أن نجد مبررا لهذه الحملة الشرسة على القرآن الكريم نجد أن مصدرها هو أن القرآن الكريم يدعو للطهر وهم يدعون للنجاسة والقذارة .. القرآن الكريم يدعو للفضيلة وهم يدعون للرذيلة .. القرآن الكريم يدعو للسلام وهم يدعون للإرهاب .. القرآن الكريم يدعو للإخلاص وهم يدعون للنفاق والغش والتدليس .. القرآن الكريم يدعو لعبادة الله الواحد وهم يدعون لعبادة الخروف والثلاثة آلهة ..
ومن ضمن الحرب القذرة التى يشنها النصارى على القرآن الكريم ، ما جاء فى برنامج تنصيرى يُسمى " كشف القناع " يُبث عبر فضائية الحياة ، المذيع فيه نصرانى مغربى أفّاق يُدعى " رشيد " والضيف فيه أعور " يضع عصابة على عينه اليسرى ، مثل " موشيه ديان " – رئيس وزراء الكيان الصهيونى الأسبق فى فلسطين المحتلة - ويُدعى " الأخ إلياس " وفى رواية أخرى " الشيخ المقدسى " !
والبرنامج عبارة عن أقوال ساقطة وقديمة وسخيفة ومملة .. إلا أن ما لفت نظرى تلك الجرأة فى الوقاحة التى يتحدث بها النصرانى الكذاب الذى يدعى أنه تنصر وضيفه الأعور وحقاً : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ..
عدم الحياء الذى يتمتع به القائمين على البرنامج جعل من السفيهين ( المقدم والضيف الأعور ) أن يخوضا فى القرآن الكريم وفى تحديه للإنس والجن أن يأتوا بمثله ..
وسنناقش ما جاء فى الحلقة ال 15 والحلقة ال 16 من هذا البرنامج وتوضيح ما بالحلقتين من أكاذيب وافتراءات على القرآن الكريم :
أولاً : ما جاء بالحلقة ( 15 ) " التحدى القرآنى "
يقول الضيف الأعور : " كيف ممكن لله الكائن اللامحدود يتحداني أنا المحدود ؟ "
ونقول : إذا كنت تستنكر أن يتحدى الله الإنس والجن بكتابه ليُبين لهم عجزهم وأنهم لا يقدرون على الإتيان بمثله ، فكيف تؤمن بتجسد الله اللامحدود فى الجسد البشرى المحدود ؟!
يقول الضيف الأعور : " ظلم و لا يليق بالقدرة الإلهية أن تتحدى البشر مثل أنه لا يمكن لإنسان أن يتحدى ابن سنة وهو ابن ستين سنة ، هذا كلام مرفوض . "
قلت : الله أكبر ولله الحمد ! إن هذا القول لهو دليل على عجز هذا الأعور وأهل الأرض أجمعين على أن يأتوا بمثل القرآن الكريم .. ثم إن المسألة ليست ظلماً ، وإنما هى للتدليل على أن هذا الكلام ليس بكلام البشر وإنما هو كلام خالق البشر عز وجل .
فمثلاً إذا جاء طفل ابن سنة – كما يقول الأعور – وقال لأبيه ابن الستين ، أريد أن أكتب سيرتى الذاتية مثلما كتبتها أنت ! فيقول له الأب : يابنى أنت صغير .. فيرد الابن : لا أنا فى عمرك ! فيقول له الأب : حسناً طالما أنا فى عمرك فلتكتب سيرتك الذاتية ولن تفعل أنت وجميع أقرانك من الأطفال .. فأى ظلم فى هذا ؟!
يقول الأعور : " أصل التحدى موجود فى سورة القصص آية 49 وهو تحدى بالإتيان بمثل الكتاب المقدس قبل أن يكون بالقرآن "
قلت : الأعور يقصد الاية القرآنية الكريمة : (( قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) ( القصص : 49 ) .
المضحك أن الأعور يدعى أن التحدى القرآنى للعرب كان للإتيان بمثل الكتاب المقدس !! أى كتاب مقدس هذا ؟؟
وهل قال الله فأتوا بكتاب هو أهدى من العهد القديم والجديد ؟!
الآية السابقة لهذه الآية الكريمة تقول : (( فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ )) ( 48 ) .
تتحدث الآية عن التوراة التى جاء بها موسى عليه السلام من ربه ، ولكن اليهود كفروا بها .. ومثلما كفروا بها فقد كفروا بالقرآن الكريم .. من أجل ذلك دعاهم الله أن يأتوا بكتاب " أهدى " – لاحظ دقة الفظ القرآنى – منهما ، لم يقل الله فأتوا بكتاب مثل التوراة أو القرآن ، بل كان التحدى أن يأتوا بكتاب به تعاليم " أهدى " من تعاليم القرآن الكريم " و " التوراة " .
فأين هذا التحدى المزعوم الذى يتحدث عنه الأعور بأنه تحدى بما يُسمى " الكتاب المقدس " ؟!
يقول الأعور : " حينما نزلت آية ( قلن لئن اجتمعن الإنس والجن على أن يأتون بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) لم يكن نزل من القرآن ، سوى خمسون سورة . "
قلت : أى عقل هذا الذى تخاطب به الناس أيها الأعور ؟!
هل توقف القرآن الكريم عند سورة الإسراء ؟! وهل لابد للآية – وفق منطقك المريض – أن تنزل فى آخر القرآن الكريم حتى يكون التحدى بالقرآن الكريم بأكمله ؟! وهل ما ينزل فى الأول يختص بالجزء الذى نزل فيه ولا يختص بباقى القرآن الكريم ؟!
يقول الحق سبحانه وتعالى : (( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا )) ( المزمل : 1- 4 ) .
ومعروف أن سورة المزمل هى السورة الثالثة بعد سورتى العلق والقلم ، فهل يا تُرى كان الله يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرتل سورتى العلق والقلم فقط وألا يُرتل شيئاً ينزل بعد ذلك ؟!
إذاً فنزول الآية الكريمة : (( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )) ( الإسراء : 88 )
لا علاقة له بعدد السور النازل قبلها ، بل هى تشمل القرآن الكريم بأكمله
يقول الأعور :" ماهو التحدى بالبلاغة أم بالفصاحة أم بعدد آياته أم بأحكامه ؟! "
قلت : التحدى واضح وصريح ، ولا لبس فيه إلا على عقول من يعبدون الخروف .. جميع نصوص التحدى تقول ب " مثله " أى ما يُماثله ويُعادله سواء أكان فصاحة أم بلاغة أم عدد آيات أم أحكام ..
فمثلاً إن قلت لإنسان : أحضر لى سيارة مثل هذه التى رأيتها الآن ، فهل سيقول لى : أنت لم تحدد هل تريد فيها " راديو " أم " تكييف " أم أزرار أتوماتيكية أم ماركة فرنسة ؟!
لا يُعقل أن يقول ذلك لأنى أخبرته أن يُحضر لى سيارة مثل هذه ، وقد رآها هو وعرفها ... كذلك رأى الناس القرآن الكريم وعرفوه وعقلوه ، فليأتوا بمثله إن كانوا صادقين .
يقول الأعور : " يونس ( أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله) ثم في سورة هود ( قل فأتوا بعشر سور) ثم في الطور ( فليأتوا بحديث مثله) ثم في البقرة و هي آخر آيات التحدي قال: ( و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله).
مزاد علني.. مثل القرآن ثاني شيء سورة مثله ثم عشر سور ثم حديث مثله ثم سورة
هل الله لا يعرف قدر الناس مرة يساومهم بمثل القرآن و مرة بعشرة و يرجع ثاني مرة سورة و يرجع بحديث مثله ثم يرجع ثاني سورة. !! "
قلت : ليس فى الأمر مزاداً كما يتوهم الأعور ، وإنما كانت الآيات لإثبات عجزهم وفشلهم فى الإتيان بأى شئ من القرآن الكريم ..
يقول عز وجل : (( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ )) ( الأنفال : 31 ) .
إذاً فهؤلاء الشجعان ! الذين يدعون أنهم لو شاءوا لقالوا مثل هذا تحداهم الله بأن يأتوا بمثل القرآن الكريم :
(( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )) ( الإسراء : 88 ).
(( فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ )) ( الطور : 34 )
وحينما عجزوا قلل التحدى لإثبات عجزهم أيضاً :
(( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) ( هود : 13 ) .
وحينما ازداد عجزهم ازداد الله إمعاناً فى إذلالهم وهم أهل البلاغة والفصاحة والأدب
(( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) ( يونس : 38 ) .
(( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )) ( البقرة :23 - 24 ) .
فليس هناك مزاداً أو مساومة ، بل هناك إعجاز فى القرآن الكريم وقف أمامه أهل البلاغة والفصاحة مكتوفى الأيدى ، رغم ادعائهم الباطل الفارغ أنهم لو شاءوا لقالوا مثل هذا .
يقول الأعور : " لماذا اختفت آيات التحدى فى العهد المدنى ؟ كان التحدى الأول بالكلمة ثم صار بالسيف ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس) آية تدل على أن محمد استخدم السيف . "
قلت : ما أتعسك أيها الأعور الكذّاب .. إن الآية التى نزلت لتوضح عجز البشر جميعاً عن الإتيان بعشر كلمات لم تنزل إلا فى العهد المدنى ، وهى آية سورة البقرة :
(( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )) ( البقرة : 23 – 24 ) .
ثم أى تحدٍ هذا الذى جاء بالسيف ؟
الآية الكريمة تقول : (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )) ( الحديد : 25 ) .
والآية الكريمة تتحدث عن تأييد الله لأنبيائه الكرام بالمعجزات الباهرات وإتيانهم بالعدل ليقوم الناس بالقسط ، وأنه تعالى أنزل الحديد فيه بأس شديد يُستخدم فى الآلات الحربية للدفاع عن الدين والعرض وأنه فيه منافع للناس ...
ولا يوجد بالآية كلمة سيف أو أن الله يقول للرسول اقطع رقاب الناس بالسيف ..
واعتقد أن قول هذا الأعور هو محاولة ليُدارى فضائح الكتاب المقدس الذى يتحدث عن السيف وقتل الناس وإراقة دمائهم :
((ومَلعونٌ مَنْ يَمنَعُ سَيفَهُ عَنِ الدَّمِ. )) ( إرميا 48 : 10 ) .
(( قالَ الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ: على كُلِّ واحدٍ مِنكُم أنْ يحمِلَ سيفَه ويَطوفَ المَحلَّةِ مِنْ بابٍ إلى بابٍ ويَقتُلَ أخاهُ وصديقَه وجارَهُ )) ( خروج 32 : 27 ) .
(( فإذا اَستَسلَمَت وفتَحَت لكُم أبوابَها، فجميعُ سُكَّانِها يكونونَ لكُم تَحتَ الجزيةِ ويخدِمونكُم. وإنْ لم تُسالِمْكُم، بل حارَبَتكُم فحاصَرتُموها فأسلَمَها الرّبُّ إلهُكُم إلى أيديكُم، فاَضْرِبوا كُلَ ذكَرٍ فيها بِحَدِّ السَّيفِ. وأمَّا النِّساءُ والأطفالُ والبَهائِمُ وجميعُ ما في المدينةِ مِنْ غَنيمةٍ، فاَغْنَموها لأنْفُسِكُم وتمَتَّعوا بِغَنيمةِ أعدائِكُمُ التي أعطاكُمُ الرّبُّ إلهُكُم. هكذا تفعَلونَ بجميعِ المُدُنِ البعيدةِ مِنكُم جدُا، التي لا تخصُّ هؤلاءِ الأُمَمَ هُنا. وأمَّا مُدُنُ هؤلاءِ الأُمَمِ التي يُعطيها لكُمُ الرّبُّ إلهُكُم مُلْكًا، فلا تُبقوا أحدًا مِنها حيُا بل تُحَلِّلونَ إبادَتَهُم، وهُمُ الحِثِّيّونَ والأموريُّونَ والكنعانِيُّونَ والفِرِّزيُّونَ والحوِّيُّونَ واليَبوسيُّونَ، كما أمركُمُ الرّبُّ إلهُكُم )) ( تثنية 20: 11- 17 ) .
(( فَزِعتُم مِنَ السَّيفِ فأنا أجلُبُ علَيكُمُ السَّيفَ، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ )) ( حزقيال 11:8 ) .
(( وجميعُ الذينَ حَولَهُ مِنَ الأعوانِ والجنودِ أُذرِّيهِم لكُلِّ ريحِ وأستَلُّ السَّيفَ وأُطاردُهُم )) ( حزقيال 12 : 14 ) .
(( فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.)) (تثنية 13: 15- 17)
(( لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا )) ( متى 10 : 34- 35 ).
هذا هو السيف أيها الأعور .. كتابك هو من يدعو للقتل بالسيف ، ومن العار أن تسقط عيوب كتابك على القرآن الكريم .ونتحداك أيها الأعور أن تخرج لفظة " سيف " ولو مرة واحدة فقط من القرآن الكريم .
يقول الأعور : " كل آيات التحدى كانت عبارة عن رد فعل لما يقوله كفار قريش على محمد ، فهل يأتى الله بردود أفعال على كلام الناس ليثُبت لهم أنه الأفضل ؟! هذا التحدى يُشبه حرب إعلامية " .
قلت : هذا هو حال الكفّار منذ بداية دعوة الإسلام ، إذ أن اعتقادهم العقيم أن نزول القرآن منجماً يدل على أنه رد فعل ! يقول عز وجل :
(( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا )) ( الفرقان : 32 ) .
والحكمة واضحة من نزول القرآن الكريم منجماً وهى تثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم لما يُقابله كل يوم . فليس الأمر رد فعل لإثبات أن الله الأفضل ، بل لتثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم ليصبر على ما يُلاقيه من الأذى وبعلم الله الأزلى لما سيقوله الكفّار فقد سجل أقوالهم وردود أفعالهم قبل أن يقولوها .
يقول الأعور : " كيف يكون التحدى لكل البشر وهناك العديد من اللغات غير اللغة العربية ؟
القرآن قرر النتيجة منذ البداية بأنهم لن يستطيعوا . لنفترض أنا جئت بسورة تعادل القرآن من سيكون الحكم بيننا "
قلت : حقاً إذا لم تستح فاصنع ما شئت !
فإذا كنتم تؤمنون بأن القرآن الكريم كلام بشر ، فلماذا لا تأتون بمثله ؟! لا علاقة لذلك باللغات الأخرى ، فلو درس الأجنبى اللغة العربية وأتقنها وعكف عليها عشرات السنين فلن يستطيع أن يأتى بمثل هذا القرآن مطلقاً .
وتقرير القرآن الكريم للنتيجة بأنهم لن يفعلوا ولن يأتوا بسورة واحدة مثل أى سورة من سور القرآن الكريم ، هو تحريض وتهييج لهم وتشجيع ليأتوا بسورة من مثل سور القرآن الكريم .. فمثلاً إن قلت لطفل صغير أنت لن تستطيع أن تعبر الشارع بسبب سرعة السيارات .. فيضطر الطفل لبذل أقصى ما عنده لعبور الشارع ليبرهن لى على استطاعته وليُثبت لى أنى كنت مخطئاً .. وليس الأمر إحباط لهم بل إثارة وتحريض ، ورغم ذلك لم ولن يفعلوا .
أما القول بإتيان سورة وتوقف الأمر على الحكم فتلك هى المهزلة الكبرى والأضحوكة التى لم يرد لها مثيل .. فلم نسمع أن أحداً مطلقاً جاء بأى شئ يرقى أن يتحدى القرآن الكريم ، وهاهم نصارى المهجر العجزة ينشرون ما يسمونه " قرآن رابسو " و " الفرقان الحق " وغيرها من الهذيانات والهلوسات التى تُضحك الناس عليهم وعلى جهلهلم وحمقهم ، ولن يستطيعوا أن يأتوا بمثل سورة واحدة من القرآن الكريم ..
إنهم يسيرون على خطى " مسيلمة الكذاب " الذى حاول معارضة القرآن الكريم فلم يكن فى جعبته إلا كلام من قبيل :
" والليل الأطخم والذئب الأولم ، والجذع الأزلم ، ما انتهكت أسيد من محرم " !!
أو " واليلل الدامس ، والذئب الهامس ، ما قطعت أسيد رطب ولا يابس " !!
أو " والشاة وألوانها ، وأعجبها السود وألبانها ، والشاة السوداء واللبن الأبيض ، إنه لعجب محض ، وقد حرم المذق ، فما لكم لا تجتمعون " !
أو " يا ضفدع بنت ضفدعين ، نقى ما تنقين ، أعلاك فى الماء ، وأسفلك فى الطين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، لنا نصف الأرض ، ولقريش نصفها ، ولكن قريشاً قوماً يعتدون " !!
أو " والمبذرات زرعا، والحاصدات حصدا ، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا، والحافرات حفرا ، والخابزات خبزا ، والثاردات ثردا ، واللاقمات لقما، لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر، ريفكم فامنعوه، والمعتر فآوه ، والباغي فناوئوه " !!
أو " ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وأحشا ، ومن ذكر وأنثى " !!
أو " ألم تر أن الله خلقنا أفواجا ، وجعل النساء لنا أزواجا ، فنولج فيهن الغراميل إيلاجا ، ثم نخرجها إخراجا ، فينتجن لنا سخالا إنتاجا " !!
أو " الفيل ما الفيل ، وما أدراك ما الفيل ، له ذنب وثيل ومشفر طويل ، وإن ذلك من خلق ربنا لقليل " !!
أو " إنا أعطيناك الجواهر ، فصل لربك وهاجر ، إن مبغضك رجل فاجر " !!
أو " والشمس وضحاها ، في ضوئها وجلاها ، والليل إذا عداها ، يطلبها ليغشاها ، فأدركها حتى أتاها ، وأطفأ نورها ومحاها " !!
وكما هو واضح ، فكلام مسيلمة كلام سخيف وركيك ومبتذل وردئ وباهت وأقل من أن يُرد عليه أو أن يُلتفت إليه ، فما هو إلا سارق لآيات القرآن الكريم ومحرف لها ، ليأتى بسجع ثقيل وسخيف فى محاولة يائسة لمحاكاة نظم القرآن العظيم ، وقد ذهب كلام مسيلمة الكذاب إلى مزابل التاريخ مثلما ذهب كلام صناع " قرآن رابسو " و " الفرقان الحق " وغيرها من المحاولات الفاشلة التعيسة التى تثبت أن القرآن الكريم هو وحى الله الخالد الذى لا يُمكن لبشر أن يأتى بعشر كلمات من مثل كلماته !
أما قول الأعور : هل يُعقل أن يتحدى الله الصينى بلسان عربى ؟ تحدى القرآن ببلاغته طعن فى عالمية الإسلام أهل الكتاب لا يدخلون ضمن التحدى القرآنى لأنه من اللاعقلانية والتخلف والعبث أن أتحدى إنسان صينى بلغتى العربية
قلت : نعم يُعقل جداً أن يتحدى الله الصينى بلسان عربى ، فطالما أن الصينى لا يؤمن أن القرآن الكريم ليس من عند الله فليأت بمثله .. وليست اللغة هى التى تعوقه ، فالآن الإنسان يُتقن أى لغة إن أراد أن يتعلمها .. لكن هل بعد أن يتعلم اللغة العربية سيأتى بمثل القرآن ؟!
والقرآن الكريم لم يتحد بالبلاغة فحسب ، بل تحدى بمثل القرآن بجميع ما يحتويه من بلاغة وفصاحة وإعجاز تشريعى وعلمى وفكرى وتربوى وعددى ... إلخ
والتحدى القرآنى هو العالمية ذاتها لأنه تحدى الإنس والجن ، فلا يُعقل أن يكون القرآن الكريم خليط ( إنجليزى – أوردى – فارسى – صينى – روسى – تركى – ألمانى – إيطالى – عبرى – يونانى – صربكرواتى – عربى – هيلو غريفى ) حتى نقول أنه تحدى لجميع البشر !!
وقول الأعور أن أهل الكتاب لا يدخلون ضمن التحدى القرآنى ، فهذا أكبر دليل على تخلفه ولا عقلانيته وعبثه وجبنه وهروبه المشين ، فإن كان وهو العربى يجلس مثل الثكلى ويندب حظه ولا يستطيع الإتيان بمثل سورة من القرآن الكريم ، فكيف يُسقط التحدى عن أهل الكتاب رغم أن الآية تقول ( الإنس والجن ) ؟!
يقول الأعور : " المسيح التحدي الأكبر الذي وجهه لنا أنه طلب منا أن نحب بعضنا البعض و قال ليس لأحد حب أعظم من هذا ، أنه يبذل نفسه من أجلنا، التحدي الأكبر كان هو ضد الخطية، المسيح هزم إبليس و هزم الخطية و تحدى الخطية في موته على الصليب و قيامته المجيدة. "
قلت : إن ما تزعمونه من تحدى بموت المسيح هو عين التخلف والهذيان ، إذ جعلتم من موت الإله المزعوم تحدياً !! إذ جعلتم فى صلب الإله المزعوم تحدياً !! إذ جعلتم فى اختراع ما تُسمى " الخطية " تحدياً !!
فهل بتلك الخزعبلات والسفاهات يكون التحدى ؟!
وأى تحد هذا الذى جاء به إله المحبة الذى جاء بالسيف والقتل ؟! وأين هو هذا الحب المزعوم الذى تتحدث عنه ؟!
ثانياً : ما جاء بالحلقة ( 16 ) " الإعجاز البلاغى للقرآن "
يقول الأعور : " القرآن لا يمكن تصنيفه كعمل أدبى لا هو شعر ولا هو ينتمى إلى أى جنس أدبى لهذا أسماه العلماء قرآن لأنه شئ قائم بذاته . "
قلت : هذا دليل على إعجاز القرآن الكريم .
يقول الأعور :" موقف القرآن من الشعر سلبى رغم أن الرسول كان لديه شاعر هو حسان ابن ثابت وهذا تناقض . "
قلت : أين التناقض أيها الأعور المخبول ؟!
الآيات الكريمات قاطعة وصريحة : (( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )) ( الشعراء : 224 – 227 ) .
القرآن الكريم يحمل على الشعراء الذين لا هم لهم إلا الإفساد فى الأرض والتحدث بمنكر الأقوال ، واستثنى من هؤلاء الشعراء الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ... وحسان بن ثابت رضى الله عنه كان ينتصر للرسول صلى الله عليه وسلم إذا هجاه أو تعرض له زنديق أثيم مثل هذا الأعور المختل .
يقول الأعور : " الحروف المقطعة تتنافى مع البلاغة وتعريفها ، ماهى الفائدة من الحروف المقطعة .. كيف تفيد إيمان المسلم ؟ . المتنبى جاء ببيت أكثر إعجازاً من القرآن جعل فيه جميع حروف الهجاء ففى قصيدة (سألت الله فيك) يقول المتنبى :
عش ابق سد جد قد مر انه اثر فه تسل غض ارم صب احم اغز رع زع دل اثن نل
و هذا دعاء لو سكت كوفي كه لأني سألت الله فيك و قد فعل
الصفحات [1] [ 2]