*- يا صاحب الرسالة أنت تنكر أن الجماعة الأحمدية يحجون إلى قاديان ، اسمع يا صاحب الرسالة هذا الخبث من أفواههم ، لقد أولوا الآيات التي نزلت تتحدث عن مكة والمسجد الأقصى على أنها قاديان ، وزعموا أنها الأرض الحرام ، وأن الله تعالى ذكرها في القرآن الكريم ، وهي المراد من المسجد الأقصى في سورة الإسراء ، فالمسجد الأقصى هو مسجد المسيح الموعود في قاديان ، وزيارة قاديان واجبة ، وأن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب ، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته وليفي بغرضه " انظر : حاضر العالم الإسلامي للرقب ، ص 163 " .
*- فمن التأويلات القادياني للقرآن الكريم المخالفة للحق تأويله للمسجد الأقصى في سورة الإسراء بمسجد قاديان في الهند حيث يقول " إن المراد بالمسجد الأقصى في قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ } (الإسراء:1) هو مسجد قاديان ، وإذا كانت قاديان تناهض البلد الحرام وربما تفوق عليه ، فلا بد أن السفر إليها يساوي الحج بل يفوق عليه " هذا هو كلامهم وهذه هي عقيدتهم ينشروه في كتبهم وصحفهم ، وهذا أوردوه في صحيفة الفضل القاديانية عدد 33 " فراجعها لعلك ترجع إلى رشدك
*- ولذلك اعتبرت القاديانية أن قاديان هي ثالثة المقامات الثلاثة ، حيث يقول محمود أحمد القادياني " لقد قدس الله هذه المقامات الثلاثة ( مكة والمدينة وقاديان ) واختار هذه الثلاثة لظهور تجلياته " – المرجع السابق - .
*- يا صاحب الرسالة وقبل أن أنهي جوابي هذا بالرد عليك أحببت أن أعرفك على حقيقة نزول عيسى عليه السلام وأدلة ذلك من الكتاب والسنة والذي تدعي أنك مؤمناً بهما ولكن ويا للأسف لم تطبق هذا الادعاء على قلبك ولسانك وجوارحك ، ولم تتعرف إلا على ذلك الادعاء المزيف ولم تنظر إلى حقيقة الأمور إلا من عدسة عين القادياني وجماعته الهالكة ، فكان الناتج إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، ويا حسرة على من باع دينه بدنيا غير !!!!!!!!
*- الأدلة من الكتاب و السنة التي تثبت نزول عيسى عليه السلام، و تدحض كثيراً من أقوال المتشدقين والمجادلين الذين لا يرون نزول عيسى عليه السلام من السماء حقيقة واقعة لا محالة،
أولاً: قال تعالى : { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } (آل عمران:55)
قال ابن كثير في تفسيره : المراد بالوفاة هاهنا النوم كما قال تعالى {وهو الذي يتوفاكم بالليل} الآية وقال تعالى {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} الآية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من النوم : (( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )) متفق عليه. وقال تعالى {وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيم وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم} إلى قوله {وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيز حكيما * وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا} والضمير في قوله قبل موته عائد على عيسى عليه السلام أي وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة ، وقال ابن أبي حاتم حدثنا الربيع بن أنس عن الحسن أنه قال في قوله تعالى {إني متوفيك} يعني وفاة المنام رفعه الله في منامه.
وقال تعالى {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم} أي رأوا شبهه فظنوه إياه – وجاء عن ابن عباس في تفسير هذه الآية نحو من هذا وهو : أنه لما تيقن عيسى عليه السلام أن بني يهود أتوْا لقتله ، وكان في بيت ما من إحدى البيوت ، وكان معه بعض أصحابه الحوارين ، قال لهم عيسى عليه السلام من يجلس في مكاني فيلقي الله عليه شبهي ويكون رفيقي في الجنة فبادر لذلك شاب منهم ، ورفع الله تعالى عيسى إليه فدخل المجرمون من بني يهود فقتلوا ذلك الشاب وصلبوه ووضعوا على رأسه الشوك وطافوا به إلى غير ذلك ، فشاع الخبر بين الناس أن المسيح عليه السلام قد قتل ثم صلب - ولهذا قال تعالى : {وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا إتباع الظن} يعني بذلك من ادعى أنه قتله من اليهود ، ومن سلمه إليهم من جهل النصارى كلهم في شك من ذلك وحيرة وضلال وسعر . أورده ابن كثير في تفسيره 0
*- ثانياً : جاء من قوله تعالى في محكم تنزيله:{ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ } (الزخرف: 57- 61).
وقوله تعالى {وإنه لعلم للساعة} جاء في تفسير القرآن العظيم لابن كثير قوله : أي هذا عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } أي قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام {ثم يوم القيامة يكون عليهم شهيدا } ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى {وإنه لعلم للساعة } أي أمارة ودليل على وقوع الساعة قال مجاهد {وإنه لعلم للساعة } أي آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا وقوله تعالى {فلا تمترن بها } أي لا تشكوا فيها إنها واقعة وكائنة لا محالة {واتبعون } أي فيما أخبركم به {هذا صراط مستقيم } .
وجاء عن الشنقيطي رحمه الله قوله : وإيضاح هذا أن الله تعالى قال : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ } ثم قال تعالى : { وَمَا قَتَلُوهُ } أي عيسى ، {وَمَا صَلَبُوهُ } أي عيسى {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } أي عيسى {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ } أي عيسى ، { لَفِي شَكٍّ مِنْهُ } أي عيسى ، { مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ } أي عيسى {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } أي عيسى ، { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ } أي عيسى ، {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ } أي عيسى ، { قَبْلَ مَوْتِهِ } أي عيسى ، { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } أي يكون عيسى عليهم شهيدا.
وكذلك في قوله تعالى : { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } {وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } أي عيسى ابن مريم وهذه الآية عائدة على ما قبلها {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } (الزخرف:58) {إِنْ هُوَ } أي عيسى ، { إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } أي أنعم الله تعالى على عيسى وهي الرسالة والمعجزات {وَجَعَلْنَاهُ } أي عيسى ، {مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ } (الزخرف:59) { وَإِنَّهُ } أي عيسى، { لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } أي عيسى انه من علامات الساعة { فلا تَمْتَرُنَّ بِهَا } (الزخرف:61).
ثالثاً : قال تعالى : {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ } أي عيسى بن مريم (آل عمران:46).
حيث جاءت هذه الآية بعد قوله تعالى : {إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } (آل عمران:45).
جاء هنا تفسيران أو معنيان لأهل العلم لكلمة " كهل " كما جاء في تفسير القرآن للقرطبي ، فمنهم من قال : يكلم الناس في المهد " آية " ويكلمهم كهلاً " بالوحي والرسالة " آية أخرى
ومنهم من قال كلمهم في المهد وقد حدث ، وسيكلمهم وهو كهل وهذا بعد نزوله بأمر الله تعالى من السماء ، كما قال أبو العباس : كلمهم في المهد حين برَّ أمه فقال " إني عبد الله " وأما كلامه وهو كهل فإذا أنزله الله تعالى من السماء أنزله على صورة ابن ثلاث وثلاثين سنة وهو الكهل فيقول لهم : " إني عبد الله كما قال وهو في المهد " 0 قال النحاس في كتاب إعراب القرآن " 1/378 " إنما الكهل عند أهل اللغة من ناهز الأربعين . فبهذا يتبين لنا أن عيسى عليه السلام كلَّم الناس وهو في المهد ، ولكن لم يكلمهم وهو كهل وخاصة بعد ما علمنا من علماء اللغة كما قال النحاس أن الكهل ما بلغ الأربعين
ومن المعلوم عند علماء التفسير أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، وينزل من السماء إلى الأرض وهو في هذا العمر . وقد يسأل البعض : كيف رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين وينزل وهو في نفس العمر ابن ثلاث ثلاثين ؟ نقول : أولاً : أن الأمر كله بيد الله تعالى فله الأمر من قبل و من بعد ، ثانياً : أن السماء وما فيها من مخلوقات الله تعالى لا يجري عامل الزمن عليهم كما هو الحال على الأرض ، حيث أن الشمس والقمر اللذان جعلهما الله تعالى سبباً لمعرفة عدد السنين و الحساب في هذا الكون و ما فيه من أراضي و كواكب و كل ذلك في ما دون السماء الدنيا فعامل الزمن إذاً في السماوات مختلف عن عامل الزمن في الأرض و ما شابهها من الكواكب، قال تعالى : { وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (الحج: من الآية47).
رابعاً : لقد جاءت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي وصلت حد التواتر والتي يشير فيها عليه الصلاة والسلام إلى نزول عيسى بن مريم عليه السلام آخر الزمان من السماء إلى الأرض ، ويعيش فيها سنين عديدة بعد أن يقتل عدو الله الدجال ويتزوج ويحج البيت إلى غير ذلك ،
وإليك أخي القارىء بعض هذه الأحاديث:
فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما مقسطا وإماما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ).رواه ابن ماجه وصححه الألباني وعنه أيضاً قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم ، حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ). ثم يقول أبو هريرة:فاقرؤا إن شئتم [ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ] متفق عليه.
* وقد جاء وصف المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام على لسان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فبين صفة خلقه ، ومتى ينزل وما وسيلة المواصلات لنزوله أو بمعنى أصح هبوطه من السماء، وعن هيئته حين نزوله وأين أول محطة لنزوله ، مما لا يدع لأحد الحجة أن يستدرك بشيء تبليغ ما أوحى الله إليه ،ومما يقطع به شك المتشككين ممن أعمى الله بصره وبصيرته عن هذا الحق المبين. فقد جاء في سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الخامس من قوله عليه الصلاة والسلام: ( الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، أي دين التوحيد - وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه؛ رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، …)الحديث. و قال أيضاً : عليه الصلاة والسلام:(.. ينزل بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل،..) معنى ممصرتين أي ثوبين إزار ورداء. وجاء أيضاً من قوله عليه الصلاة والسلام:( ليلة أسري بي رأيت موسى و إذا هو رجل ضرب كأنه من رجال شنوءة و رأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس …)رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة. معنى ديماس أي:حمام.
* وأما وسيلة هبوطه من السماء فتكون بأمر الله تعالى بواسطة ملكين من ملائكته سبحانه، وأول محطة وصول له عليه السلام هي المنارة البيضاء شرقي دمشق.
وزمن هبوطه من السماء يكون في الوقت الذي أمضى الدجال لعنه الله تعالى في الأرض مدة الأربعين يوماً التي منحه الله تعالى إياها بعد خروجه من مكان حبسه – وهي كما بينا سابقاً يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وباقي الأيام تكون على هيئتها الحالية – قال عليه الصلاة والسلام (… فبينما هو كذلك – أي المسيح الدجال عليه لعنة الله - إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذ طأطأ رأسه قطر و إذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ …) رواه مسلم. فعيسى عليه السلام رجل شاب مربوع أي بين الطويل والقصير أبيض مع احمرار ممزوج في البياض، وهذا من جمال الخلقة حيث وصفه النبي صلى الله عليه وسلم كأحسن ما أنت راءٍ من أُدْمِ الرجال، سبط الشعر أي ناعم الشعر يقطر بالماء له لمة – أي شعره ناعم مضروب على الكتفين – قد رجَّلَه – أي سرَّحه - وكأنه خارج من حمام إذا طأطأ رأسه قطر منه الماء وإذا رفعه تحدَّر منه حبات كاللؤلؤ ، ينزل لابساً ثوبين إزار ورداء مصبوغين ( بين مهرودتين ) قال النووي : معناه لابس مهرودتين : أي ثوبين مصبوغين بورس , ثم بزعفران . وقيل هما شقتان , والشقة نصف الملاءة . ( ممصرتين ) - الممصرة من الثياب- التي فيها صفرة خفيفة , واضعا يده على أجنحة ملكين، أول نزول له يكون شرقي دمشق عند المنارة البيضاء، قال النووي : هذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق.
فيكون وقت نزوله عند الفجر ، تحديداً بعد الإقامة لصلاة الفجر، وبعد أن يتقدم المهدي عليه السلام ليؤم القوم وقد كبَّر للصلاة ، وإذا به يسمع أصوات تنبعث من خلفه، وتبشر بنزول نبي الله عيسى عليه السلام من السماء وأنه أصبح بين أظهرهم وهو على الوصف الذي وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بيَّنا ذلك آنفا، فيرجع المهدي إلى الوراء مقدِّماً المسيح عليه السلام ليؤم هو بالنَّاس فيأبى ذلك عليه السلام ويضع يده على كتف المهدي ويقول أنت صلِّي بالناس، بهذا أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال:(.. وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصل بهم إمامهم …).
وجاء أيضاً في سلسة الأحاديث الصحيحة من قوله عليه الصلاة والسلام:( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة ).
وعن أبي هريرة قا ل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم " متفق عليه. وجاء أيضاً عند مسلم: ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم ، وإمامكم ( وفي رواية: وأمكم ) منكم ؟ ) . فرجع ذلك الإمام ينكص- يمشي القهقرى – ليتقدم عيسى، [ فيقول: تعال صل لنا ]. فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: [ لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة ]، تقدم فصل. فيصلي بهم إمامهم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري:" وجاء عند أحمد أيضاً من حديث جابر في قصة الدجال ونزول عيسى " وإذا هم بعيسى, فيقال تقدم يا روح الله, فيقول ليتقدم إمامكم فليصل بكم " وقال أبو الحسن الخسعي الآبدي في مناقب الشافعي: تواترت الأخبار بأن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي خلفه حدثنا الجوزقي عن بعض المتقدمين قال: معنى قوله:" وإمامكم منكم" يعني أنه يحكم بالقرآن لا بالإنجيل. وقال ابن التين:معنى قوله:" وإمامكم منكم " أن الشريعة المحمدية متصلة إلى يوم القيامة, وأن في كل قرن طائفة من أهل العلم. وهذا والذي قبله لا يبين كون عيسى إذا نزل يكون إماما أو مأموما, وعلى تقدير أن يكون عيسى إماما فمعناه أنه يصير معكم بالجماعة من هذه الأمة . قال الطيبي : المعنى يؤمكم عيسى حال كونه في دينكم . ويعكر عليه
قوله في حديث آخر عند مسلم " فيقال له : صل لنا , فيقول : لا , إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمة " وقال ابن الجوزي : لو تقدم عيسى إماما لوقع في النفس إشكال ولقيل : أتراه تقدم نائبا أو مبتدئا شرعا , فصلى مأموما لئلا يتدنس بغبار الشبهة وجه قوله : " لا نبي بعدي " . والصحيح بين هذا وذاك " أن عيسى عليه الصلاة والسلام في حال أول نزول له عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عند صلاة الفجر ، يكون مأموماً وليس إماماً كما صح الخبر من الأحاديث الصحيحة التي أوردناها آنفاً ، ثم بعد ذلك لما يتحول إلى فلسطين تحديداً إلى بيت المقدس وهي المحطة الثانية له ، بعد نزوله عليه الصلاة والسلام شرق دمشق ، كذلك يكون عند صلاة الفجر ، فيكون هو الإمام ، وبذلك يكون قد انتهى الإشكال إن شاء الله تعالى ، وقبل أن أنتقل بكم للحديث عن المحطة الثانية لنزوله عليه الصلاة والسلام ، فلي مداخلة هنا لا بد منها وهي : من المعلوم من الضرورة في التوحيد أن أعظم ركن في الإسلام هي هذه الكلمة الطيبة :
" أشهد أن لا إلـه إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله "
المعنى في الشطر الأول من الكلمة : أن لا معبود بحق إلا الله ، ولا نعبد إلا الله ، ولا نعبد الله إلا بما شرع الله ، نفهم من هذا أن الأمر من قبل ومن بعد كله لله تعالى ، ولا يكون العبد عبداً بحق لله تعالى إلا إذا تقيد والتزم بكل أوامر الله تعالى ، وهذا عيسى عليه الصلاة والسلام كان مثال العبد المخلص والملتزم والمتقيد بأوامر سيده سبحانه وتعالى ، خلقه الله سبحانه وتعالى من أمه العذراء البتول بكلمة منه فكان من أم دون أب ، بمشيئة الله تعالى ، وأوصاه سبحانه بهذه الوصية ، والتي نطق بها من أول يوم من ولادته بأمر الله تعالى ، فقال أول ما نطق : { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ } وهذه وصية الله له : { وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً } وقال : {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } (مريم:33) . ثم لما شب و بلغ رشده ، أوحى الله إليه ومنَّ عليه بالنبوة ، وبعثه برسالة سماوية وهي الإنجيل إلى بني اسرائيل ، فكان عليه السلام من الخمسة الأفاضل من أولي العزم من الرسل ، وهم : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . ثم لما ينزله الله تعالى إلى الأرض بعد أن رفعه إليه ، تتمثل العبودية عنده لله تعالى حينما يصلي مؤموماً خلف رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو في المكانة التي ذكرناها آنفاً .
وللمزيد راجع رسالتنا في الموقع حول أشراط الساعة فستجد فيها مايروي العليل من هنا
*- يا صاحب الرسالة لم أستشهد على ضلال وكفر الجماعة القاديانية أو ما تسمى الأحمدية إلا من كتبهم وخاصة كتاب زعيمك وحتى لا تقول أن يفترون على الجماعة كذبا وهذا يذكرني بحديث للنبي – ص- فقد جاء عن أنس قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مما أضحك ؟ . قال قلنا الله ورسوله أعلم . قال من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ قال يقول بلى . قال فيقول فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني . قال فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا . قال فيختم على فيه فيقال لأركانه انطقي . قال فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام . قال فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل . رواه مسلم .
- فهناك كتب كثيرة كتبت عنهم وعلماء كثر أفتوا بكفرهم ، فمن تلك الكتب " الفكر الاسلامي الحديث وصلته بالاستعمار – وكذلك كتاب الملل والمحل – وكذلك أضواء وحقائق – وكذلك ما هي القاديانية للمودودي – وكذلك كتاب البرية – وكذلك كتاب القول الحق في القاديانية – حاضر العالم الاسلامي للرقب – وكذلك كتاب اسلام بلا مذاهب للشكعة – وكذلك تاريخ المذاهب الاسلامية لأبي زهرة إلى غير ذلك من الكتب .
- ومن العلماء المعاصرين الذين ذهبوا لتكفيرهم : الشيخ الألباني – وابن باز – وابن عثيمين – وامام الجرح والتعديل الشيخ ربيع المدخول – والشيخ مقبل الوادعي وغيرهم كثر .
*- يقول الشيخ الألباني أن جماعة القاديانية وإن كانوا يصلون الصلوات الخمس ويحجون بيت الله الحرام إلا أنهم ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة ومن ذاك ، ينكرون وجود الجن وإذا قلت لهم أن في القرآن سورة تسمى بسورة الجن قالوا ، إن الجن هنا نوع من أنواع الإنس ، حيث الانس – والبشر – والجن ، مسمى واحد ، وإذا قلت لهم :؛ إن الله تعالى بين أن خلق الجن من نار ، فيجيبون على ذلك أنه ليست نار حقيقية وإنما هي مجاز – وقد سبق وذكرنا أنهم ينكرون جسمانية الجنة والنار - وفي الحديث قال – ص- " خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم " .
*- وقال الشيخ أن أتباع غلام أحمد لا يحبون أن ينسبوا إلى القاديانية وإنما لخبث في أنفسهم يسمون أنفسهم بالأحمدية نسبة لميرزا غلام أحمد ، ومن المعلوم في اللغة الهندية أن معنى غلام أحمد أي خادم أحمد والمقصورد بذلك أي خادم نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- ولكنه أي غلام أحمد ادعى المهدية ثم ادعى النبوة وأوَّلَ كتاب الله كما يتمشى مع أهوائه ومن ذاك قوله تعالى { وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }(الصف: من الآية6) فقال أنا من بشر به النبي – ص- وليس المقصود هو محمد بن عبد المطلب مما حذا به إلى تغيير اسمه في مؤلفاته ، فغير اسم ميرزا غلام أحمد إلى اسم أحمد .
*- وأخيراً يا صاحب الرسالة عد إلى دينك تمسك بكتاب ربك وسنة نبيك واقتفي أثر الصحابة رضوان الله عليهم جميعا تجد سعادة الدنيا والآخرة ، قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (التحريم:8)
- وقال تعالى { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} (النساء:69)
- ولا تخاصم وتجادل نصرة لأعداء الله فتكون خصيماً لله ورسوله وللمؤمنين ، عندها الخيبة والندم والخسران المبين ، قال تعالى { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)}
وقال تعالى { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً } (النساء:115)
وقال تعالى { قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } (الزمر: من الآية15)
*- يا صاحب الرسالة أختم كلامي بهذه الأحاديث وأنا لك ناصح أمين
*- جاء عن حذيفة قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني قال قلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال نعم وفيه دخن . قلت وما دخنه ؟ قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر . قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت يا رسول الله صفهم لنا . قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم . قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك . متفق عليه .
*- وجاء عن العرباض بن سارية قال " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا قال قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد " صحيح ابن ماجه
*- وقال عليه الصلاة والسلام *- تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي صحيح الترمذي
*- " وجاء عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم " تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " . الحاكم عن أبي هريرة – صحيح الجامع.
المشرف على موقع العودة الإسلامي // أبو محمود رزوق
6-8-1427 هـ