حملت فرقة البهائية الضالة كثيراً من الأفكار التي ظهرت بوضوح في كتبهم المزيفة ويحاولون نشرها على نطاق واسع في العالم بشتى الطرق والسبل مستخدمين في ذلك الوسائل الإعلامية التي وضعت خصيصاً في خدمتهم ، وحينما نتأمل هذه الأفكار كل واحدة على حدة يمكننا في النهاية أن نـحكم عليها، ونعلم يقيناً أن البهائية ما هي إلا دمية في أيدي خبثاء بني صهيون الذين جنّدوا مثل هذه الفرق في خدمة أهدافهم وتحقيق أغراضهم وأمانيهم، على الرغم من تعدد الأسماء واللافتات، إلا أن وضوح الصلة بين أفكار البهائية والماسونية واضح كشمس الضحى في كبد السماء، وحينما نتعرف على الأفكار الرئيسية للبهائية نترك للعقلاء حرية الحكم على مدى الاتفاق والمطابقة بين الفريقين لأنهما خرجا من مَعين واحد
ومن أهم هذه الأفكار:
1- وحدة الأوطان:
يقول البهاء:"قد قيل في السابق حب الوطن من الإيمان، وأما في هذا اليوم فلسان العظمة ينطق ويقول ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم "(1)
ويقول نبي البهائية( عباس أفندي) :" 00 التعصب الجنسي . . فهذا وهم وخرافة واضحة لأن الله خلقنا جميعاً جنساً واحداً، ومن الابتداء لم تكن هناك حدود بين البلدان المختلفة،فلا يوجد في الأرض جزء مملوك لقوم دون غيرهم"(2)
ونقول:
وبهذا أرادت البهائية جمع كل أ تباعها تحت مظلة واحدة وهى نـحلتهم دون التعصب لأي جنس أو وطن،حتى تذوب كل الاختلافات بين الأتباع ولا يجمع بينهم إلا الكفر بملة الإسلام ، والانغماس في الرذائل والموبقات
.
2-وحدة الأديان:
يقول البهاء : "يا علماء الأمة غضوا الأعين عن التجانب وانظروا إلى التقارب والاتحاد وتمسكوا بالأسباب التي توجب الراحة والاطمئنان لعموم أهل الأوطان، وعاشروا مع الأديان بالروح والريحان"(3)
ويقول أيضاً :"أن يتحد العالم على دين واحد ويصبح جميع الناس إخواناً، وتتوثق عرى المحبة والاتحاد بينهم وتزول الاختلافات الدينية وتمحى جميع الاختلافات بين جميع البشر"(4)
ويضيف قائلا : "وما جعله الله ربما كانت (الترياق) الأعظم والسبب الأتم لصحته هو اتحاد مَن على الأرض على أمر واحد وشريعة واحدة"(5)
و نقول:
إذا كانت البهائية لا تؤمن بأي دين ولا تعترف بأي رسول ولا ترضخ لأي تعاليم أو تلتزم بأي أخلاق، فأي اتحاد بين الأديان يتقدون وأي وحدة يريدون - إنها في حقيقة الأمر فكرة يهودية ماسونية قصد بها الهيمنة والسيطرة على النصرانية والإسلام معاً، ولكن البهائيين يقلدون أسيادهم بغباء مستحكم ، ويرددون أقوالهم دون وعي أو إدراك .
3- وحدة اللغة :
يقول البهاء في الأقدس: " يا أهل المجالس في البلاد اختاروا لغة من اللغات ليتكلم بها من على الأرض وكذلك من الخطوط ! إن الله يبين لكم ما ينفعكم ويغنيكم من دونكم إنه لهو الفضال العليم الخبير هذا سبب الاتحاد لو أنتم تعلمون، والعلة الكبرى الاتفاق والتمدن لو أنتم تشعرون، وإنا جعلنا الأمرين علاقتين لبلوغ العالم الأول وهو الأس الأعظم نزلناه في ألواح أخرى، والثاني نزل في هذا اللون البديع".
ويقول عبد البهاء : " إن تنوع اللغات من أهم أسباب الاختلاف بين الأمم في أوربا ومع أنهم جميعا ينتسبون إلى ملة واحدة ولكن اختلاف اللغة بينهم أصبح من أعظم الموانع لاتحادهم، فأحدهم يقول أنا ألماني، والآخر طاليانى وهذا إنجليزي والآخر فرنسي، ولو كان عندهم لسان واحد إضافي عمومي لأصبحوا متحدين"(6)
ونقول:
إن الشعارات البراقة التي تطلقها البهائية لكي يخدعوا بها البسطاء من الناس، والسذج من العامة لم يكن في استطاعتهم تحقيقها ولا تنفيذها فأي لغة هذه التي يريدونها ويحبون أن يجتمع الناس عليها، هل هي اللغة الإنجليزية التي ارتمى البهاء في أحضان أصحابها أم إنها اللغة العبرية التي أخرجها أسياده اليهود من الكهوف والمغارات، ومن سراديب الماضي السحيق ليجعلوها لغة رسمية لدولتهم المزعومة وليجمعوا عليها اليهود المهاجرين من جميع أنـحاء العالم، وليربطوا بها الأتباع ، ويبدو أن الهدف من وحدة اللغة عند البهائية ولا يقصد به إلا لغة معينة وهى اللغة الانجليزية، اللغة الرسمية للماسونية ، وإذا أرادوا لغة واحدة لتجمعهم فما هو عيب اللغة العربية التي يتكلمون بها ويعيشون في وسط أهلها، ولكنه الضيق الكامن في صدورهم من لغة القرآن الكريم التي جمعت المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، والغيرة التي ألهبت صدورهم وأحرقت قلوبهم، وعلى عكس ما تصور هذا الزنديق المتنبى فقد توحدت أوربا مع اختلاف ألسنتها وتعدد لغاتها وأصبحت تشكل كياناً واحدا متصل الأركان مترابط البلدان .
4- المساواة بين الرجال والنساء :
لم يدر في خلد البهائية مساواة المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، ولم يكن ذلك هو فهمهم، بل كانت الغاية القصوى من وراء هذه الدعوى إفساد المجتمع عن طريق النساء بعد أن تصبح قرة العين( الطاهرة )؟ ! مثالا يحتذى ونموذجاً يقتدى ، . . . فهي التي يقول عنها عبد البهاء :" من بين نساء عصرنا هذا (قرة العين) ظهر منها في زمان ظهور الباب شجاعة عظيمة وقوة جعلت كل الذين سمعوها مندهشين، فطرحت حجابها جانباً رغم وجود العادات القديمة المتبعة بين الفرس المسلمين"(6)
وقال عنها أيضاً: " وقد أفتت قرة العين بجواز نكاح المرأة من تسعة رجال"(7)
ويقول رب البهائية في الأقدس : " قد كتب الله عليكم النكاح، إياكم وأن تتجاوزوا عن اثنتين ومن اتخذ بكراً لخدمته لا بأس عليه، وكذلك الأمر من قلم الوحي بالحق ربما كانت مرقوماً "
وموافقة الوالدين عند الزواج أمر شكلي لا غير عند البهائية أما عند البابية فلا داعي له بالمرة:
يقول البهاء : ضروري في النكاح رضا الطرفين أولاً ثم إخبار الوالدين بعد ذلك، كذلك قضي الأمر من القلم الأعلى، إنه هو الغفور الرحيم "(8)
أما في كتاب البيان للباب فيقول : " وما كان حتى ولا الإطلاع للوالدين"
ونقول:
معنى ذلك أن المرأة عندهم تفعل في نفسها ما تشاء دون رادع من ضمير ولا وازع من خلق ولا سلطة من كبير ، فإذا نزعت سلطة الوالدين وولايتهم على أبنائهم وبناتهم انقلبت الموازين وضاعت الحقوق واختلط الحابل بالنابل، فأي عقيدة هذه، وأي مساواة تلك التي ينادون بها.
5-السلام العالمي و ترك الجهاد:
وفى هذه النقطة يكمن الداء الذي أصابهم طويلاً. وذاقوا منه الأمرين، كان ولابد من انتشار مثل هذه الأفكار في العالم الإسلامي حتى يسهل صيدهم ويطيب أكلهم، وتزرع بين أظهرهم دولة بني صهيون دون جهد أو معاناة.
يقول البهاء:" قد نهيناكم عن النزاع والجدال نهياً عظيماً في الكتاب، هذا أمر الله في هذا الظهور الأعظم. ولِأن تُقتَلوا خيرٌ من أن تَقتُلوا، ولا يجوز رفع السلاح ولا حتى للدفاع عن النفس"(9)
ونقول:
بأنه على عادة البهاء المعهودة بأن يأمر أتباعه بشيء مناقض لفعله ، سقط في هذه النقطة فلم يسلم من تصفية معارضيه جسديا، ونكّل بهم وبطش بكل من وقف في وجه أطماعه وأحلامه حتى أخوه وأتباعه لم ينجوا منه، فإنه لم يدْعُ إلى تلك الأفكار إلا لهدف خبيث وقصد معين ، وغايته إيجاد أجيال من المسلمين لا تغار على دينها وعقيدتها وحرماتها وأوطانها ولا تثأر لشرف ولا لعرض.
ويقول : "البشارة الأولى التي منحت من أم الكتاب في هذا الظهور الأعظم محو حكم الجهاد من الكتاب "
ويقول البهاء في موضع آخر : " ينبغي لوزراء بيت العدل أن يتخذوا الصلح الأكبر حتى يخلص العالم من المصاريف الكبيرة الباهظة للحروب، وهذا واجب لأن المحاربة والمجادلة أساس المصائب والمشقات "(10)
ويقول أيضاً : سوف تتبدل الإنسانية في هذا الدور الجديد وتلبس خلع الجمال والسلام وتزول المنازعات والمخاصمات ويتبدل القتل والقتال بالوئام والسلام والصداقة والاتحاد وتظهر بين الملل والأقوام والبلدان روح المحبة والصداقة ويتأسس التعاون والاتحاد وتزول في النهاية الحروب وترتفع خيمة السلام العامة بين الملل المتعادية والأقوام المتضادة"
ونقول:
أن الجهاد في الإسلام لا يكون إلا لإحقاق حق أو إزهاق باطل أو إخماد فتنة، وهل من فتنة أكبر من البهائية ؟ أو زرع جسد دخيل بين أوطان المسلمين؟
وعند الرد على كل نقطة من هذه النقاط الخمس التي تشكل الدعامات الأساسية لفكر البهائية نجد استحالة تصور أو حدوث أو تحقيق أية واحدة منها، إلا أن دعاوى الماسونية وذيولها المعروفة من روتاري وليونز وغيرهما لا تدعو إلا لنبذ الخلافات والتعصبات الدينية والمذهبية والسياسية والجنسية والوطنية واللغوية فهل يوجد ثمة فارق بينهم ؟
1- بهاء الله والعصر الحديث ص161
2- محادثات باريس
3- نبذة من تعاليم البهاء ص123
4- بهاء الله والعصر الحديث ص121
5- لوح ملكة فيكتوريا ص24
6- خطابات عبد البهاء في مؤتمر حرية المرأة المنقول من كتاب بهاء الله والعصر الحديث ص149
7- مفتاح باب الأبواب ص 176
8-لوح زين المقربين
9- بهاء الله والعصر الحديث ص123
10- لوح العالم ص229