عدة الشهور والأيام في السنة البهائية
شرع الله تعالى للناس جميعا تقويمات يعتمدون عليها في شئون حياتهم، ودلّهم على تلك التقويمات تصريحاً وتلميحاً، وبيّن أنها في كل عام اثنا عشر شهراً ، لا تزيد عليها ولا تنقص عنها ..
قال سبحانه وتعالى {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة36
ويأتي ذلك المخبول ليدعى أن "عدة الشهور تسعة عشر شهراً في كتاب الله قد أوّلها بهذا الاسم المهيمن على العالمين"
اقتفى البهاء خطوات الباب في تقسيم السنة و تسعة عشر شهراً ، وكل شهر تسعة عشر يوماً ، وسمى الأيام الباقية التي يتم بها 366 يوما على الحساب الشمسي وهي خمسة أيام سمّاها البهاء وهو مستفاد من طائفة الباطنية، ولكن قد حرّف وجعل لكل شهر من شهور السنة اسماً خاصاً به: فالأول (بهاء)، والثاني(جلال)، والثالث (جمال)، والرابع (عظمة) والخامس(نور)، والسادس(رحمة)، والسابع (كلمات)، والثامن (كمال) والتاسع (أسماء) والعاشر(عزة)، والحادي عشر ( مشيئة)، والثاني عشر (علم)، والثالث عشر (قدرة ) والرابع عشر (قول)، والخامس عشر (سائل)، والسادس عشر (شرف)، والسابع عشر (سلطان)، والثامن عشر (ملك)، والتاسع عشر (علاء )، و به يتم الحول. . وجعل لكل يوم من أيام الأسبوع اسماً خاصاً به أيضاً : فالأول(جلال)، والثاني(جمال)، والثالث(كمال)، والرابع(فضال)، والخامس(عدال)، والسادس(استحلال)، والسابع(استقلال)، و به تتم أيام الأسبوع وهذا مأخوذ من قدماء الفرس إذ جعلوا لكل يوم من أيام الشهر الثلاثين اسماً خاصاً به فلا يعدون، ثم إن البهائيين يؤرخون وقائعهم هكذا فيقولون: حدث ذلك في يوم كذا من ميلاد حضرت أعلى ، أو نقطة أولى، أو طلعت أعلى- أي الميرزا على محمد الباب
وهكذا أراد ذلك البهاء ومن شابهه التحريف في عقائد المسلمين ليشوهها .
يقول الحافظ ابن كثير: إن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجته فقال:" ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا : منها أربعة حرم ، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان" .
وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ( فيه تقرير منه صلوات الله وسلامه عليه) وتثبيت الأمر على ما جعله الله في أول الأمر من غير تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولا نقص ، ولا نسيء ولا تبديل، كما قال في تحريم مكة: " إن هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة، وهكذا قال ها هنا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض.
وقد قال بعض المفسرين والمتكلمين على هذا الحديث إن المراد بقوله: (قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض) إنه اتفق أن حج رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك السنة في ذي الحجة، وأن العرب قد كانت نسأت النسيء يحجون في كثير من السنين بل أكثرها في غير زى الحجة ، وزعموا أن حجة الصديق في سنة تسع كانت في ذي القعدة.
فمن أين أتى البهاء والباب من قبله بهذا التقويم العجيب إلا أنهما أرادا أن يخالفا الإسلام في كل شيء حتى في تقويمه، وهذا ليس بغريب عليهما، فقد خالفا العقيدة الصحيحة بكل صورها، فما الضير من تكملة سلسلة المخالفات!