كتب لوقا في [ 1 : 1 ] : " اذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الامور المتيقنة عندنا كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به " ثم بدأ قصته قائلاً : " كان في أيام هيرودوس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا . . ." [ ترجمة الفاندايك ]
يتبين لنا من مقدمة الخطاب الموجه من لوقا إلى العزيز ثاوفيلس أن كثيرين هم الذين كتبوا مثل ما كتبه لوقا في بيان حال المسيح ، فأين هي تلك الأناجيل ؟
يقول ما كنيكل J. McNicol في شرحه لعبارة : " إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة " : هذه الكلمات هي الخبر اليقين الوحيد الذي بحوزتنا عن وجود سجلات مكتوبة قبل الشروع في تدوين الأناجيل الثلاثة الأولى ، لكن تلك المؤلفات اندثرت جميعها . [ تفسير الكتاب المقدس تأليف جماعة من اللاهوتيين لدار منشورات النفير - بيروت ]
من الملاحظ أن لوقا قد كتب انجيله حوالي عام 60 ميلادي كما يذكر قاموس الكتاب المقدس / ص 823 وعليه فإن تلك السجلات المفقودة تعود لذلك التاريخ وما قبله .
والسؤال الذي يطرح نفسه : أليس من الممكن ان تكون تلك الاناجيل المندثرة قد احتوت ونقلت بعض الحقائق ، كعدم صلب المسيح وانه بشر رسول ليس أكثر وانه مبشراً بالرسول الخاتم ؟
وعلى ذلك لم تكن الأناجيل الأربعة التى يتضمنها حالياً الكتاب المقدس هى الأناجيل الوحيدة التى كانت قد دُوِّنت فى القرون الأولى بعد الميلاد ، فقد كان هناك الكثير من الأناجيل. وهذا هو السبب الذى دفع لوقا أن يكتب رسالته إلى صديقه ثاوفيليس التى اعتبرتها الكنيسة فيما بعد من كلام الله : " اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به " ثم بدأ قصته قائلاً : " كان في أيام هيرودوس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا . . ."لوقا 1: 1-4
ومن المعلوم ان المجامع الأولى قد حرمت قراءة الكتب التي تخالف الكتب الاربعة والرسائل التي اعتمدتها الكنيسة فصار أتباعها يحرقون تلك الكتب ويتلفونها ، فنحن لا ثقة لنا باختيار المجامع البشرية لما اختارته فنجعله حجة ونعد ما عداه كالعدم . ومما هو معلوم فإن المؤرخون يختلفون في عدد المجامع المسكونية فبعضهم يقول أنها سبعة وآخرون يقولون أنها 19 مجمعاً. وكما أن المؤرخين يختلفون في عددها هكذا تختلف الكنائس في الاعتراف بها. فالكنيسة القبطية مثلاً لا تعترف إلا بالأربعة الأولى منها . وها هي كنيسة روما ومعها الكنيسة اليونانية لا تعترفان بالمجمع المسكوني الرابع ( أفسس الثاني ) .
وفي مجمع (ترنت) الذي عقد في القرن الخامس عشر والذي صادق على قرارات مجمع ( قرطاج Carthage ) سنة 397 بشأن الاسفار السبعة وحكم بقانونيتها ، نجد ان الكنيسة البروتستنانية جاءت بعد ذلك في اوائل القرن السادس عشر ورفضت قرارات هذين المجمعين بمجمع آخر !
يقول القس السابق عبدالأحد داود :