عرض المقال :الثالوث القدوس .. عند ثيوفيلس الأنطاكي 180 م
  الصفحة الرئيسية » مـقـالات الموقـــع » كشف البلية بفضح النصرانية » مقالات منوعة حول النصرانية

اسم المقال : الثالوث القدوس .. عند ثيوفيلس الأنطاكي 180 م
كاتب المقال: webmaster3

الثالوث القدوس .. عند ثيوفيلس الأنطاكي 180 م


بسم الله الرحمن الرحيم


 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 


حي الله الأحبة جميعا وبارك فيكم ونفع بكم


 


أثناء بحثي عن أول ذكر للثالوث في كتابات الآباء .. وتحديدا في كتابات ثيوفيلس الأنطاكي إذ أنه أول من استخدم هذه الكلمة المبتدعة للتعبير عن الإله الخالق .. فوجدت شيئاً لم أكن أتوقعه ....


 


ثيوفيلس الأنطاكي .. من هو؟!


 


تاريخ ميلاده غير معلوم ولكنه مات بعد 180 ميلادية ..


 


هو الاسقف السادس لأنطاكية ونصب أسقفا في عهد ماركوس أوريليوس .. أي النصف الأخير من القرن الثاني ..


 


له كتب في الدفاع عن الإيمان المسيحي .. وهي ثلاثة كتب .. وله كتابات أخرى ضائعة ذكر منها أسابيوس في تاريخ الكنيسة : ( ضد هرطقة هرموجن ) وأيضاً ( ضد هرطقة ماركيون ) وغيرها ولم يبق من هذه الكتب إلا الكتب الدفاعية الثلاثة ...


 


فهو من أهم آباء القرن الثاني .. وهو أول من ابتدع كلمة ثالوث .. واستخدمها في صيغة ( ثالوث الله )


 


 


ماذا قال ثيوفيلس الأنطاكي؟!


 


في أثناء شرحه لأيام الخلق الستة وعند بداية حديثة عن اليوم الرابع في كتابه ضد أوتوليكوس .. ك 2 ف 15.. قال ثيوفيلس :


 


Chap. XV. — Of the Fourth Day.


 


On the fourth day the luminaries were made; because God, who possesses foreknowledge, knew the follies of the vain philosophers, that they were going to say, that the things which grow on the earth are produced from the heavenly bodies, so as to exclude God. In order, therefore, that the truth might be obvious, the plants and seeds were produced prior to the heavenly bodies, for what is posterior cannot produce that which is prior. And these contain the pattern and type of a great mystery. For the sun is a type of God, and the moon of man. And as the sun far surpasses the moon in power and glory, so far does God surpass man. And as the sun remains ever full, never becoming less, so does God always abide perfect, being full of all power, and understanding, and wisdom, and immortality, and all good. But the moon wanes monthly, and in a manner dies, being a type of man; then it is born again, and is crescent, for a pattern of the future resurrection. In like manner also the three days which were before the luminaries,50 are types of the Trinity,51 of God, and His Word, and His wisdom.52 And the fourth is the type of man, who needs light, that so there may be God, the Word, wisdom, man. Wherefore also on the fourth day the lights were made. The disposition of the stars, too, contains a type of the arrangement and order of the righteous and pious, and of those who keep the law and commandments of God. For the brilliant and bright stars are an imitation of the prophets, and therefore they remain fixed, not declining, nor passing from place to place. And those which hold the second place in brightness, are types of the people of the righteous. And those, again,, which change their position, and flee from place to place, which also are called planets,53 they too are a type of the men who have wandered from God, abandoning His law and commandments.


 


والله إنها لكارثة!!


 


أيعلم المسيحي البسيط من عوام شعب الكنيسة عن الثالوث أكثر من مبتدع لفظه؟!


 


عجبا عجبا ..


 


يرى ثيوفيلس أن في الأيام الثلاثة الأولى قبل خلق الشمس والقمر في اليوم الرابع .. إشارة إلى الثالوث القدوس .. فالشمس والقمر عنده مثل الإله والإنسان .. فالشمس دائمة كاملة أما القمر فينقص حتى يزول ثم يعود من جديد .. كالبشر وليس كالشمس دائمة الإضاءة .. فهو يرى الفرق بين الشمس والقمر كالفرق بين الله والإنسان ..


 


فكانت الثلاثة أيام الأولى إشارة إلى الثالوث عند ثيوفيلس ..


 


ولكن ما هو الثالوث عنده؟!


 


إنه يقول أن الثالوث هو .. الله ( الآب ) .. والكلمـة ( الإبن ) ..


 


و الحكمــــــة


 


فضيحة !!


فإن سألت نصارى اليوم .. ما الحكمة في العهد القديم .. أجابوا يســـــوع .. فالحكمة = الابن = اللوجوس في عرف نصارى اليوم ..


 


والســـؤال الآن .... هل الحكمــــة تعني الروح القـــدس يا نصارى أم أن ثيوفيلس الأنطاكي كان يعبد إلها آخر غير يهوه؟!!!!!


 


قطعا الروح القدس ليس الحكمة ..


 


وفي ضوء عقيدة التمايز بين الأقانيم .. فيجب التمييز بين عمل كل أقنوم .. فالأقانيم لا تعمل نفس الأعمال وإنما لكل أقنوم عمله ..


 


فهل لدى النصارى إجابة عن كلام ثيوفيلس الأنطاكي أم ان الرجل لم يكن يعرف أصل معتقده وأن الروح القدس هو الأقنوم الثالث لا الحكمة!!!


 


وكان للمترجم تعليقا أضعه بين أيديكم .. يقول فيه:


 


 


52 [An eminent authority says, “It is certain, that, according to the notions of Theophilus, god, His Word, and His wisdom constitute a Trinity; and it should seem a Trinity of persons.” He notes that the title sofia, is here assigned to the Holy Spirit, although he himself elsewhere gives this title to the Son (book ii. cap. x., supra), as is more usual with the Fathers.” Consult Kaye’s Justin Martyr, p. 157. Ed., 1853.]


 


52 [ تقول مرجعية بارزة : " إنه من المؤكد أن - بناءً على فكرة ثيوفيلس - الله و كلمته و حكمته تشكل ثالوثاً؛ وتبدو أنها ثالوث من الأقانيم." فقد كتب هنا الكلمة سوفيا σοφία [ أي الحكمة باليونانية ] محددا بها الروح القدس - في ثالوث نصارى اليوم - وبالرغم من ذلك فإنه هو نفسه في أماكن أخرى أعطى نفس اللفظ [σοφία] للإبن ( ك2 ف 10 ) كما هي العادة عند الآباء. " Consult Kaye’s Justin Martyr, p. 157. Ed., 1853.] ا هـ


 


ما كتبته بهذا اللون من عندي.


 


والشاهد عندنا أن الآباء استخدموا الحكمة للإشارة بها عن الإبن لا عن الروح القدس أما ثيوفيلس فعند أول استخدام له لكلمة ثالوث فقد صرح بأن الثالوث عنده هو الآب والابن والحكمة لا الآب والابن والروح القدس كما هو متعارف عليه بين نصارى اليوم ..


 


ووجدت أن المعلق أشار إلى أن ثيوفيلس استخدم الكلمة سوفيا للتعبير عن الابن وأشار إلى أن ذلك موجود في الكتاب الثاني فقرة 10 وعندما عدت إليها وجدته يفرق تماما بين الابن والحكمة .. مما يؤكد أنه كان يظن الثالوث هو الآب والابن والحكمة وقد قال في ف 10 مثلاً :


 


 


 


. For the prophets were not when the world came into existence, but the wisdom of God which was in Him, and His holy Word which was always present with Him.


 


وهنا يتحدث ثيوفيلس عن عقيدته في الابن إذ يظن أن الابن هو الذي أوحى للأنبياء ما نسب إليهم ويقول : "فالأنبياء لم يكونوا قد خلقوا عندما خلق العالم ولكن حكمة الله التي كانت فيه وكلمته المقدسة التي الحاضرة معه دائما."


 


فواضح أنه هنا يتكلم عن ثالوثه ولم يتضمن ثالوث ثيوفيلس الروح القدس كما نرى .. قد نجده أحيانا يستخدم لفظة روح الله ولكن ليست في نطاق التعبير عن الثالوث المقدس كما هو الحال هنا أو في غير هذا المكان .. وقد يطلق على الابن الحكمة بطريق غير مباشر ولكنه قد أطلق على الابن روح الله أيضاً وهذا في الفصل العاشر أيضا في قوله


 


God, then, having His own Word internal36 within His own bowels, begat Him, emitting37 Him along with His own wisdom before all things. He had this Word as a helper in the things that were created by Him, and by Him He made all things. He is called “governing principle” [ἀρχὴ], because He rules, and is Lord of all things fashioned by Him. He, then, being Spirit of God, and governing principle, and wisdom, and power of the highest, came down upon the prophets, and through them spoke of the creation of the world and of all other things.


 


فلو قال قائل أنه قال أن ثيوفيلس اطلق الحكمة على روح الله هنا فنقول أنه اطلق روح الله على الابن ابتداءً لا على الحكمة مما يعني أنه لا يتكلم هنا عن الأقانيم أصلاً وإلا فلزم القول بأن قدرة الله (power of the highest) أقنوم رابع وكذلك مبدأه الحاكم أو حكمه (governing principle) أقنوم خامس وهكذا ..


 


ولو نظرنا بعين فاحصة لما قاله لن نجده أطلق الحكمة على الروح القدس فغاية ما قاله أن الابن بكونه روح الله وقدرته وحكمته وحكمه نزل على الأنبياء ومن خلالهم تكلم عن خلق الكون..


 


فما وصلنا إليه أن روح الله عند ثيوفيلس الأنطاكي ليست هي نفسها روح الله أو الروح القدس عن نصارى اليوم .. وحمكة الله أقنوم متميز عن الآب بغير انفصال مثله مثل الابن وليس هو في عرف ثيوفيلس وفي كلامه تفصيل كثير لا يتسع المجال لمناقشته مثل اعتقاده المخالف تماما لاعتقاد النصارى في الاقنوم الذي يوحي للأنبياء وغير ذلك


 


والحمد لله رب العالمين


..........................................


كتبه الاخ : م. عمـرو المصري 


 

اضيف بواسطة :   admin       رتبته (   الادارة )
التقييم: 0 /5 ( 0 صوت )

تاريخ الاضافة: 26-11-2009

الزوار: 2149


المقالات المتشابهة
جديد قسم مـقـالات الموقـــع
القائمة الرئيسية
البحث
البحث في
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك