أايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم منقبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون. سفرأعمال الرسل 22:2
انه من المؤسف عندما تسأل المسيحي ما الذيدلك على كون المسيح إلهاً ؟ فيقول لك : دل عليه ظهور الافعال والمعجزات العجيبة علىيديه كإحياء الموتى والسلطان على الطبيعة وشفاء البرصى والعمي وتكثير الطعام .
وفي الحقيقة اننا نقول لمثل هذا المسيحي انك غافل عن نصوص اناجيلكفي هذا الموضوع ذلك أن المسيح صرح بأن المعجزات والافعال العجيبة ليست دليل علىالنبوة فضلاً عن الالوهية فهو يقول : في متى [ 24 : 24 ] : (( سيقوم مسحاء كذبة وأنبياءكذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا المختارين))
ونحن نسأل :
إذا كان المنافق الكاذب يستطيع أن يأتي بالمعجزات والافعالالعجيبة فعلى أي قياس يمكننا أن نميز بين الانبياء الحقيقيين ومدعي النبوة ؟! . . . وإذا كان الحال كذلك فهل نستطيع اعتبار معجزات المسيح دليل على نبوته فضلاً عناتخاذكم إياها دليلاً على ألوهيته المزعومة ؟!
فحقاً انه لأمر غريب من النصارى أن يعتبروا المعجزات دليل علىالالوهية مع كون المسيح نفسه ينكر كون المعجزة دليل على النبوة فضلاً عن الالوهية . بل الأغرب والأعجب من ذلك هو اقرار المسيح بأن القدرة التي كان يمتلكها هي مدفوعةله من الله تبارك وتعالى وذلك بقوله في إنجيل مـــتى [11 : 27 ] (( كل شيء قد دفع إلي من أبي)) . فالربهو الدافع والمسيح هو المدفوع له و لا شك بأن هناك فرق عظيم بين الدافع والمدفوع له .
وبالتالي فإننا نطرح هذاالسؤال المهم على النصارى وهو :
هل كان قيامالمسيح بصنع المعجزات والافعال العجيبة استناداً إلي قوته الذاتية وسلطانه ، أماستناداً إلي قوة الله العلوية ؟
والجواب :
إضافة إلى ما تم ذكره نقول :
ان نصوص الاناجيل تؤكـد على أن المسيح لم يكن يمتلك بذاته أي قدرةو قوة ، و أن السلطان الذي أوتيه إنما دُفِع إليه من قِبَلِ الله تعالى .
فقد نقلت الأناجيل الأربعة عن المسيح تصريحات متكررة يعلن فيهابكل وضوح أنه كان لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئا ، و لا يفعل إلا ما أقدره اللهتعالى عليه و أمره به ، و أن ما لديه من سلطان و ما أوتيه من قوة، هو مما منحه اللهتعالى و دفعه إليه. و في كل هذا نفي صريح لإلـهية المسيح و تأكيد واضح لعبوديته للهعز و جل و افتقاره إليه. و فيما يلي بعض النصوص في هذا المجال :
(1) جاء في إنجيل يوحنا : [ ]
(( فأجاب يسوع و قال لهم: الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل )) .
(2) و فيه أيضا في نفس الإصحاح [ ] :
(( أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين و دينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني )).
(3) و في نفس الإنجيل و الإصحاح أيضا [ ] :
(( و أما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنَّا. لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأعملها، هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب قد أرسلني)) .
(4) و في إنجيل يوحنا [ ] :
(( الآبُ يحبُّ الابن و قد دفع كل شيء في يده )) .
(5) و في إنجيل متى [ 28 : 18 ] :
(( فتقدَّم يسوع و تمهَّل قائلاً: دُفِعَ إليَّ كلسلطان في السماء وعلى الأرض)).
(6) و في إنجيل لوقا [ ـ 22 ] :
((و التفت (أي المسيح) إلى تلاميذه و قال : كل شيء قد دُفِـعَ إليَّ منأبي)) .
(7) و في إنجيل لوقا : [ ] يقول المسيح :
((و لكن إن كنت أنابإصبع الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله))
فلم يفعل عيسى عليهالسلامهذه المعجزاتإلا بإذن الله مصداقاً لقولهالسالف: ((وَلَكِنْ إِنْكُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْمَلَكُوتُ اللهِ.))لوقا 11: 20
ومن المؤكد أنه مهما جرت من آيات وعجائب على أيدى المؤمنين فإنها ليست مبرراً لأي خلط بينهم وبين الله على أية صورة من الصور ، فالإنجيل يذكر قولاً للمسيح في هذا الصدد يهدم نظرية إتخاذ المسيحيين المعجزات برهاناً على الالوهية فهو يقول على لسان المسيح: (( الحق الحق أقول لكم : من يؤمن بي فالاعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها)) [ يوحنا 14 : 12 ]
إننا نقول للمبشرين إذا كان المسيح إلهاً لقيامه بالمعجزاتفكان الواجب أن ينسبها لنفسه ، أما وقد ذكرت اناجيلكم أن عيسى كان ينسبها إلى اللهفهذا يبطل زعمكم بألوهيته فقد كان المسيح قبل أن يقوم بالمعجزه يتوجه ببصره نحوالسماء ويطلب الله ويشكره طبقاً لما جاء في إنجيل يوحنا [ 11 : 41 ] وإليك النص : (( وَرَفَعَ يَسُوع عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَاالآبُ ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماًتَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِيلِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي))
ان قيام المسيح بأن رفع نظره نحو السماء هو فعل منافي للألوهيةلأن هذا الفعل يأتيه الإنسان عادة عندما يطلب الإمداد السماوي من الله وهذا لا يتفقمع كون المسيح صورة الله وان الاب متحد معه ، كما يزعم المسيحيون .
وقد تكرر منه هذا الفعلطبقاً لما جاء في إنجيل متى [ 14 : 15 _21 ] : (( وَأَمَرَ الْجُمُوعَأَنْ يَجْلِسُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَوَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَالأَرْغِفَةَ، وَأَعْطَاهَا لِلتَّلاَمِيذِ، فَوَزَّعُوهَا عَلَى الْجُمُوعِ. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا.))
لقد قام المسيح برفع نظره نحو السماء قبل أن يقوم بالمعجزة وقبلأن يبارك ، ويحق لنا أن نتسائل :
لماذا رفع المسيح نظره إلىالسماء ؟ ولمن يتجه ويطلب إذا كان الآب متحداً به ؟! أم أن الأمر واضح وهو :
أن المسيح عليه السلام كانيدعو خالق السموات والأرض ليمنحه القوة على تحقيق المعجزة ؟
هذا وإذا عرفنا أن أعظم معجزة للمسيح عليه السلام كانت إحياءالموتى ، وإذا اعتبرنا إحياء الموتى دليل على الالوهية عند المسيحيين عندئذ نقوللهم لماذالم يقم المسيح نفسه من الموت المزعوم ؟ ألم يرد في سفرأعمال الرسل أن الله هو الذي أقامه من الموت ؟! [ 13 : 30 ] ، [ 2 : 24 ] وهذاأولاً.
ثانياً : لماذالا تتخذون النبي ( اليشع ) إلهاًلأن كتابكم المقدس في سفر الملوك الثاني [ 4 : 32 ] قد نص ان( اليشع ) قد أحيا طفلاً ميتاً .
بل انه جاء في كتابكم المقدس عن( اليشع ) ما يجعله كبيرالالهة وذلك إذا أخذنا إحياء الموتى قياساً فقد ورد عنه في سفر الملوك الثاني [ 13 : 20 ] انه أحيا ميتاً وهو ميت !!!