عرض المقال :رسوم وقحة تسيء للرسول في صحف دنماركية
  الصفحة الرئيسية » مـقـالات الموقـــع » كشف البلية بفضح النصرانية » فضائح النصرانية » فضائح عالمية

اسم المقال : رسوم وقحة تسيء للرسول في صحف دنماركية
كاتب المقال: الحقيقة
تقرير يكتبه:محمود بكري
إذا قدر لأي قارئ أو مواطن عربي أو مسلم.. بل أي مواطن عاقل علي وجه هذه الأرض أن يشاهد الرسوم الكاريكاتيرية الحقيرة المنشورة في بعض الصحف الدنماركية.. والتي تحمل إهانة وسبا واضحين لرسول الله صلي الله عليه وسلم سوف يصاب بالغثيان.. وسوف يشعر بالألم والخزي.. لأن البعض استباح أشرف الخلق علي صفحات صحف فاجرة.. وداعرة.. وراح يتهكم ويتهجم علي النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه.
حرب قذرة تخوضها بعض الصحف الدنماركية في مواجهة رمز الإسلام والمسلمين.. وخاتم الأنبياء والمرسلين.. وأشرف الخلق أجمعين تحت زعم 'حرية الرأي والتعبير' في صحافة بلاد لا تعرف من حرية الرأي سوي أسوئها.. ولا تعرف من حرية التعبير سوي التعبير الفاضح عن مواقف الحقد والغل الكامنة داخل النفوس المعادية لدين الله ولرسوله صلي الله عليه وسلم.. فالرسومات التي عجت بها الصحف الدنماركية علي مدي الأشهر الماضية تحمل وقاحة غير مسبوقة في التاريخ البشري.. وهي من فرط دناءتها يصعب الإشارة إليها.. أو الحديث عنها لأنها تقدم صورة مريضة لمجتمع بائس لم يجد من شيء ليتحدث به عن رسول الله صلي الله عليه وسلم سوي هذا الفجور واللجوء إلي دنايا الأشياء لكي ينفثوا عن حقدهم ضد الإسلام والمسلمين.
والحملة الوقحة بدأت بمقال لرئيس تحرير جريدة 'اليولاندس بوستن' الدنماركية الذي نïشر في الثلاثين من سبتمبر الماضي.. والذي بدأه الكاتب بالإشارة إلي أن المسلمين يميلون في غالبيتهم إلي الهدوء والعيش المطمئن في هذه البلاد '200 ألف مسلم يعيشون في الدنمارك بين سكان البلاد البالغ عددهم 5 ملايين نسمة'.. وأنهم لن يشعروا بغضاضة تجاه النقد الموجه للإسلام 'يحاول الكاتب تحييد المسلمين المتواجدين في الدنمارك حتي يحقق غايته في التهجم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم'.. ويري الكاتب أن المشكلة تكمن فيمن وصفهم ب'الظلاميين' القادمين بأفكار من العصور الوسطي، والذين يعانون من جنون العظمة، ويحتكرون سلطة التأويل الديني.. الذين وصفهم بأنهم يعانون من حساسية مفرطة تجاه أي نقد يوجه لأشخاصهم، ويïحمٌلون النقد فوق ما يحتمل، ويعتبرونه نقدا لكتابهم 'يقصد القرآن الكريم' ونبيهم.. يقول الكاتب: 'هنا يشعر المرشدون الروحانيون المسلمون بأنهم مضطرون للهجوم علي الخصم، ويتبعهم في ذلك أشتات الناس ممن يحملون ثقافة دنيا ويدفعهم ذلك للقتل المؤكد'.
تابع رئيس التحرير زاعما أن الرسومات النقدية 'الكاريكاتير' والكلمات الساخرة التي تتناول شتي المواضيع وكافة الفئات والأفكار هي عبارة عن نقد وسخرية هادفة وذكية أيضا'!!!'.. وأن هذا أمر مقبول متعارف عليه في العالم بأسره باستثناء ما يخص الإسلام ­ حسب زعمه ­ وعلي هذا يتعجب الكاتب مما وصفها بالحرمة التي ينالها الإسلام في هذا الشأن.. ويعزو هذه الحرمة والهالة والقدسية إلي وجود مجموعة من طبقة القساوسة 'حسب تعبيره' من الإسلاميين و'شلة من المشايخ والملالي' الذين يعطون لأنفسهم حق النقد والتفسير الحصري لكلام النبي صلي الله عليه وسلم.
يمضي الكاتب قائلا: 'سيكون الأمر مسعدا حقا لو تمكنا من إزالة هذا الخوف، وهذا الهراء الكامن وراء جنون العظمة عند هؤلاء.. إلا أن منتجا سينمائيا قد قïتل لأنه تعرض لمشاعر المسلمين.. وأستاذا جامعيا قد ضرب ضربا مؤذيا من طلبة عنده لما قرأ من القرآن جهرة بطريقة لا تليق بالقرآن.. وفسر الفعل بأنه استفزاز فكان من حق المجانين أن يضربوه ويهددوه'.. وفي موضع آخر يقول الكاتب: 'إن المرشدين الروحيين للمسلمين كثيرا ما يهربون من المواضيع المطروحة.. ويلفلفون بعبارة يقولونها بملء أفواههم عن محبة الإسلام وأنه دين سلام.. ويذهبون ويفسرون الموضوع في القرآن علي أنه شأن تاريخي لا علاقة له بالواقع الدنماركي.. ولو سألناهم تحديد أي مقاطع هي تلك التي يعتبرونها غير حرفية ويجب أخذها بتأويل فإنهم يلجأون إلي عبارة غير واضحة ولا دقيقة'.
في نهاية المقال راح الكاتب البذيء يعطي الدروس للمسلمين بالقول: 'إنه يأمل لو أن الغالبية العظمي من المسلمين والتي نعتقد ­ والكلام له ­ أنها راغبة بالعيش بسلام وأمن مع نفسها وجيرانها اتخذت موقفا رافضا الإبقاء علي هذا التاريخ المظلم'.


 


 

وعلي الفور ومع استمرار نشر العشرات من الرسوم البذيئة والمقالات الوقحة في الصحف الدنماركية.. راحت ردود فعل مختلفة تنطلق من القيادات والمراكز والجمعيات الإسلامية في داخل الدنمارك وخارجها.. فالشيخ 'رائد حليحل' كتب ردا علي ما نشرته صحيفة 'اليولاندس بوستن' الدنماركية من صور تخيلية مزعومة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم.. وما تضمنته من إساءة ظاهرة وغير مقبولة تحت أي حجة قائلا: إننا كمسلمين ارتضينا العيش في هذه البلاد بعد أن قيل لنا إن حريتنا الكاملة لاسيما حرية التدين واحترامه ستكون مصانة.. ونود بهذا أن نلفت انتباه الرأي العام العالمي إلي أمور مهمة:
أولا: إن لرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم مكانة في قلوبنا لا تدانيها منزلة.. فهو وإخوانه الأنبياء 'كموسي وعيسي' هم رسل الله ولا يجوز التطاول عليهم.. وإن علي كل ذي دين بل علي كل عاقل ألا يسمح بتطاول علي متبوع له هذا الوزن عند أتباعه بل حتي عند عقلاء خصومه.
ثانيا: هناك سؤال يطرح نفسه بقوة: هل يجرؤ أحد علي النيل من السامية في أوربا بحجة 'حرية الرأي والتعبير' تحت غطاء الديمقراطية؟
ثالثا: إننا لسنا بحاجة لدروس في الديمقراطية.. بل نحن من يدرسها للعالم بأفعالنا وأقوالنا.. وما بقاء منارات الكنائس مصانة محترمة في بلادنا أيام قوتنا وحتي يومنا إلا خير شاهد علي ذلك.
ومضي الشيخ 'رائد حليحل' يقول: إن هذا الأسلوب الديكتاتوري في طرح الديمقراطية مرفوض جملة وتفصيلا.. طارحا في الآن ذاته العديد من التساؤلات منها: هل يصح أن تهدر القيم ولا يعرف لذي فضل فضله، ويجترأ علي مقامات، ولا تراعي لا قيم ولا مبادئ ولا تصان أي حرمة وكل هذا تحت ستار الحرية.. قائلا: يجب أن يكون هناك توازن بين حرية الرأي والتعبير وحرية التدين وإذا طغي أحد علي آخر فلابد أن يحصل خلل لا يعرف بل لا تحمد عقباه.
ومضي يقول: إن المسلمين اليوم يقفون حائرين.. فأي الأمرين يصدق.. أصحيح أن الغرب يعادي شريحة معينة من المسلمين فقط لسلوكها.. ولكنه يقر بأن الإسلام دين سماوي محترم ومهاب.. مشيرا إلي أن ما ورد في الجريدة يدل علي أن الإسلام نفسه بكل رموزه ومقدساته لا قيمة له.. وأن الإرهابي الأول هو نبينا محمد صلي الله عليه وسلم.. فهل تعني الديمقراطية أن يتم الاستهزاء والتهكم علي أقدس مقدسات المسلمين.. وكأن شيئا لم يكن بل يراد لنا أن نتقبل ذلك وألا ننزعج ولا نغضب حتي يطمئن أصحاب الرأي الحر أن المسلمين أخيرا تطوروا وأصبحوا يقبلون النقد والرأي الآخر حتي ولو علي حساب مسلماتهم ومقدساتهم؟! أيعقل أن هذا الأسلوب المتهور هو الوسيلة المثلي للاندماج أم أنه سيزيد الشرخ أكثر وأكثر؟.. إن ما ورد في الجريدة هو بمثابة صب الزيت علي النار.. وأن الأحمق الذي تبني هذا الموقف الأرعن عليه هو لا غيره أن يتحمل عواقب فعلته.. والتي أقلها انقسام حاد في المجتمع الذي يراد له أن يكون موحدا ومنصهرا في بوتقة واحدة.
وفي ختام بيانه طالب الشيخ 'رائد حليحل' جريدة 'اليولاندس بوستن' بالتراجع عن هذه السفسطة الفارغة والاعتذار إلي المسلمين الذين جرحت مشاعرهم، والذين أحسوا بإهانة عظمي لأقدس ما عندهم 'نبي الله صلي الله عليه وسلم'.. مطالبا من وصفهم بالعقلاء في هذا المجتمع بأن يكون لهم دور في وقف هذه المهزلة وعدم استغلال موضة 'الحرب علي الإرهاب' للجرأة علي النبي والإسلام بكل رموزه ومقدساته.


 


 

وهكذا راحت ردود الفعل الغاضبة تتصاعد.. حيث أصدر الوقف الإسلامي في 'أودنسة' بالدنمارك بيانا صحفيا أشار فيه إلي اجتماع ممثلي الجمعيات والمراكز الإسلامية لبحث الرد علي ما ورد في صحيفة 'اليولاندس بوستن' الدنماركية من تعريض وإساءة لشخص النبي محمد صلي الله عليه وسلم حيث أجمع المجتمعون علي إدانة هذا العمل الاستفزازي الذي يمس مشاعر المسلمين ليس فقط في الدنمارك بل في أنحاء العالم.. حيث تجاوزت الجريدة ­ حسب رأي المجتمعين ­ حدود حرية التعبير في مساسها بالمقدسات والرموز الدينية في الوقت الذي كان يجب عليها احترام ذلك علي الأقل مساواة بأمور أخري قد تثير حساسية في المجتمع عند إثارتها بأسلوب السخرية والاستهزاء.. فقد توقفت حرية الرأي عند حدود انتقاد السامية والإساءة إلي العلم الدنماركي وغير ذلك. وطالب المجتمعون في بيانهم الصحيفة التي نشرت المقالات والصور المسيئة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم بالتراجع عن موقفها والتوقف عن الإساءة للمقدسات والرموز الدينية حتي تتحمل المؤسسات الإعلامية مسئوليتها في وحدة المجتمع الدنماركي الذي تتعايش فيه جنسيات وأديان مختلفة.. وقد وقع علي البيان نحو سبع عشرة جمعية ومركزا ووقفا إسلاميا في الدنمارك.
وبدلا من تهدئة الأوضاع في الساحة الدنماركية التي راحت تتصاعد فيها مشاعر الغضب بين مائتي ألف مسلم يعيشون هناك.. كان البعض من الصحفيين الدنماركيين المتعصبين يصبون الزيت علي النار لإشعال الأزمة أكثر وأكثر.. حيث كتب أحد المحررين في إحدي الصحف الدنماركية أشار إلي ما نشرته صحيفة 'يولاندس بوستن' في الثلاثين من سبتمبر بوضعها اثني عشر رسما حول ما يعتقدون بشكل ساخر أنه تصوير للنبي محمد.. حيث إن جزءا كبيرا من المسلمين يرون أن الصحيفة مذنبة في القيام بعمل مؤذ للمشاعر.. بل إن البعض يتجاوز ذلك ويطالب الصحيفة بتقديم اعتذار وسحب تلك الرسومات.
يمضي الكاتب فيقول: 'وبغض النظر عن استحالة سحب مسألة تم نشرها فإننا لا نعتذر عن عمل نعتبره جزءا طبيعيا من العمل الإعلامي.. لقد تم نشر الرسومات ضمن مقالة حول الرقابة الذاتية التي انتشرت في صفوف الإعلاميين والفنانين.. والتي قد تقود إلي شل حرية التعبير بشكل مدمر وغير معقول.. فالعديد شعر بالإساءة لهم بسبب الرسومات ولكن هذا لم يكن الهدف من تلك الرسومات والبعض شعر بأن الحوار الدائر هو بحد ذاته مؤذ للمشاعر.. وهذا ­ بحسب الكاتب ­ ليس رد فعل يحتكره ممثلو الإسلام.. ومضي يقول: إننا في الفترة الماضية عايشنا ردود فعل شديدة من أشخاص شعروا بأن معتقدهم الديني المسيحي تمت الإساءة له عندما قامت الصحيفة بالكشف عن المسائل الخفية وغير المعلنة في معتقدهم المسيحي.. مضيفا: إنه من طبيعة الصحيفة وطبيعة الحوار أن يكون هناك البعض ممن يشعر بالإساءة له حول القضايا والمسائل المطروحة للنقاش ولكن الدين والمعتقد هما ليسا تعبيرات سحرية تقوم بوقف التعامل مع الحوار الديمقراطي.. وعلي ذلك خلص الكاتب إلي القول إنه لن يكون هناك اعتذار أو سحب للرسومات!!


 


 

وإزاء استمرار حملة الهجوم الوقحة علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم وتصويره بأشكال تسيء إلي مقدساتنا.. راحت 16 جمعية ومركزا ووقفا إسلاميا في الدنمارك تصدر بيانا صحفيا حمل الرقم (2).. حيث أشار البيان إلي أنه وعلي إثر صدور البيان الأول الذي يطالب جريدة 'اليولاندس بوستن' الدنماركية بالاعتذار إلي المسلمين وسحب مقالها الذي تضمن رسوما ساخرة تصور النبي صلي الله عليه وسلم علي هيئة تطعن بنبوته وتقلل من شأنه.. مما سبب طعنة كبيرة في أوساط المسلمين.. وبينما كنا نأمل أن تتصرف الجريدة بعقلانية وتستجيب لمطلبنا المحق.. إلا أنها فاجأتنا بإعادة نشرها لتلك الرسومات.. متحدية مشاعر المسلمين.. وإمعانا منها في ذلك أعلنت عن زيادة صفحاتها لتناول نفس الموضوع وبوتيرة أعلي.. ولعل ما جرأها علي ذلك تأييد بعض الساسة لما أقدمت عليه الصحيفة بدعوي احترام 'حرية الرأي والتعبير'.. لذلك ­ والكلام لأصحاب البيان ­ لا نجد بدا من إشراككم والأمة الإسلامية من ورائكم وعبركم بالتدخل في هذا الموضوع للضغط من أجل إيقاف هذه الحملة النكراء علي الإسلام ورموزه.. وإننا نهيب بالمسلمين التحرك للذود عن نبي الإسلام صلي الله عليه وسلم ولاسيما العلماء والدعاة والإعلاميين والأدباء.
ووجه البيان خطابه إلي حكومات الدول الإسلامية لكي تتحمل مسئولياتها تجاه النبي صلي الله عليه وسلم وخص بالذكر بلاد الحرمين الشريفين للضلوع بدور تاريخي في هذه المرحلة العصيبة التي يراد فيها تشويه صورة الإسلام والنيل منه ومن مقدساته بدعوي 'نشر الديمقراطية والحرب علي الإرهاب'.
وباسم الوقف الاسكندنافي للخدمات الأساسية للمغتربين وجه قاسم سعيد عن لجنة التنسيق خطابا إلي السيدة السفيرة مني عمر عطية سفيرة دولة مصر بالدنمارك حول مسألة الرسومات الكاريكاتيرية لشخص النبي صلي الله عليه وسلم.. جاء فيه: إن البشرية اعتادت أن تمر بمفترقات الطرق في كل لحظة حاسمة من التاريخ وكان عليها الاختيار بين التواصل والحوار أو العنف والدمار.. وبرغم نشر صحيفة 'اليولاندس بوستن' للكاريكاتير ورغم مشاعر الانزعاج التي لا تحتمل قررت الجالية المسلمة بشكل واضح الأخذ بالخيار الأول في إطار الالتزام القطعي بالإسلام وقيمه المقدسة.. معبرا عن تقديره لتحرك السفيرة المصرية في مواجهة ما حدث.
ومن جهة أخري وجهت الجمعيات والمراكز الإسلامية في الدنمارك رسالة استغاثة إلي شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي رافعين فيها شكواهم من الجرأة علي الدين باستمرار الحملة المسعورة المتواصلة والتي بدأت في 30 سبتمبر الماضي.. وما اتخذته الجالية الإسلامية من مطالبة الصحيفة بالاعتذار إلي المسلمين وسحب تلك الصور المسيئة لرسول الله صلي الله عليه وسلم.. ولكن دون جدوي برغم قيام سفارات إسلامية وعربية بتقديم احتجاج رسمي إلي رئاسة الوزراء في الدنمارك.. إلا أن هذه الاحتجاجات قوبلت بكثير من الفتور.. وقالوا: أمامكم المحاكم ليس أكثر دون أي اعتذار.. علما بأن القضاء هو السلطة العليا التي يحتكم إليها كافة المواطنين مهما علت مراتبهم لفض منازعاتهم.. وكما تعلمون لا نقبل أن يقلل من شأن مقدساتنا لاسيما ما يتعلق بنبينا صلي الله عليه وسلم فنخضع لدفوع شكلية ومرافعات ونحو ذلك.. بل لابد أن تكون لها قدسية تجعلها أسمي من الجدل والنقاش والعرض علي المحاكم لاسيما وأنها لن تنصفنا ­ تمسكا منهم بأسس ديمقراطيتهم القائمة علي حرية الرأي والتعبير بلا قيود ولا حدود.
وطالبوا الأزهر الشريف بالتصدي لمواجهة هذه الحملة حتي لا تستغل قضية 'الحرب علي الإرهاب' للنيل من عقائد المسلمين وذلك باستضعافهم وإيهامهم أن الاعتراض بحد ذاته يعتبر تطرفا.


 


 

وفي الأسبوع الماضي كان وفد من ممثلي الجمعيات الإسلامية في الدنمارك برئاسة محمد خالد سمحة يزور الأزهر الشريف ويلتقي بشيخ الأزهر الذي عبر عن استنكاره وإدانته لما فعلته هذه الصحيفة من 'قلة أدب' وقبح لا يمكن أن يصدر عن عقلاء.. مؤكدا أن الأزهر لن يقف مكتوف الأيدي ضد هذه الانتهاكات لأن الدفاع عن الرسول صلي الله عليه وسلم واجب وفرض عين علي كل مسلم ومسلمة.. وعلي الفور أجري شيخ الأزهر اتصالا بالشيخ إبراهيم الفيومي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية طالبا منه دعوة جميع الأعضاء لاجتماع طارئ الخميس الماضي لبحث الرد علي انتهاكات صحف الدنمارك ضد النبي صلي الله عليه وسلم والإسلام.. داعيا في الآن ذاته أعضاء وفد الجمعيات الإسلامية بالدنمارك لحضور هذا الاجتماع الطارئ.
وبالفعل عقد الاجتماع ظهر الخميس الماضي حيث أكد الشيخ محمد خالد سمحة أن المسلمين في الدنمارك لن يصمتوا علي ما حدث للنبي صلي الله عليه وسلم من إهانات ليست من باب حرية الرأي.. خصوصا بعد صدمة المسلمين هناك في موقف رئيس الوزراء ووزير الثقافة الدنماركي مما جري.. مؤكدا ضرورة معاقبة الصحفيين الذين أهانوا النبي صلي الله عليه وسلم.
وكان سمحة قد أكد أن زيارة مصر تأتي في سياق الجهود التي بذلت من عدد من سفراء العرب والمسلمين وعلي رأسهم السفير المصري بالدنمارك ثم مجهودات وزارة الخارجية المصرية وأمين عام جامعة الدول العربية، وأن الهدف هو مواجهة تلك الصحيفة التي أساءت في تقدير حساباتها تحت زعم 'حرية الرأي والتعبير'.. فيما راحت تعتدي علي المقدسات الإسلامية التي لا يمكن المساس بها.. وأن القصد من وراء هذا التحرك أيضا هو أن يكون وفد الجالية الإسلامية في الدنمارك شاهد عيان علي ما يحصل للفت نظر حكومات الدول الإسلامية من جهة والحكومة الدنماركية من جهة أخري في اتخاذ ما تراه مناسبا لتحقيق الهدف.. وأن هذا التحرك قد جاء بعد أن أغلق رئيس وزراء الدنمارك كافة منافذ الحوار برفضه طلب سفير عربي للقائه والتباحث معه في هذا الشأن.. وقبل أن ينفلت الموضوع ويخرج من يد العقلاء والحكماء ليتقدم بعض المتحمسين والمتسرعين برد الاعتبار للرسول (

 
) بطرق غير حضارية.. الأمر الذي يتطلب من الدول الإسلامية أن تهب لمساعدة المسلمين في الدنمارك بطرح مشروع قرار في الأمم المتحدة لاستصدار قانون لحماية الأقليات ومعتقداتها في كافة أنحاء العالم.. بما فيها الدول الأوربية التي بدأت تظهر فيها بعض التجاوزات علي معتقدات الأشخاص تحت شعار 'حرية التعبير'.


 


 

لقد اعتبر الدكتور عبد الفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن ما حدث تم لأن البعض اعتبر أن أمتنا أصبحت ملطشة بسبب تراجع مواقف حكامنا للأسف الشديد.. مشيرا إلي أن ما حدث بالدنمارك سوف تتلوه كوارث أخري.
ولعل ما حدث علي هذا النحو المخزي في بلاد تدعي الديمقراطية واحترام المقدسات.. إنما يدفع للتساؤل حول من الذي يصنع الإرهاب؟ ومن الذي يغذيه؟ ومن الذي يستعدي الآخرين؟ فالمسلمون يتعرضون لامتحان عسير بعد الهجوم الوقح والتطاول غير المبرر علي رسول الله صلي الله عليه وسلم.. وحكومات الدول العربية والإسلامية مطالبة بالتحرك علي أعلي المستويات لوقف هذه الوقاحة التي خرجت علي يد أقلام تجاوزت كل الحدود واجتازت كل الحصون وخاضت في أقدس مقدسات المسلمين بتهكمها وإهانتها لرسول الله صلي الله عليه وسلم.
المصدر:
http://www.elosboa.com/elosboa/issues/455/0303.asp
  
اضيف بواسطة :   admin       رتبته (   الادارة )
التقييم: 0 /5 ( 0 صوت )

تاريخ الاضافة: 26-11-2009

الزوار: 1994


المقالات المتشابهة
المقال السابقة
مشاجرة بين رجال دين في كنيسة القيامة
المقالات المتشابهة
المقال التالية
الصين تعتقل أتباع كنيسة محظورة
جديد قسم مـقـالات الموقـــع
القائمة الرئيسية
البحث
البحث في
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك