وهذا الكتاب وثيقة بالغة الخطورة والأهمية فيها تصوير علمي موثق لدور الكنيسة الكاثوليكية في الحياة الأوروبية، منذ العصور الوسطى حتى العصر الحديث، وهو دور نتج عن ظلام الشرك وعلى هذا الأساس نمتلك شهادة لا تدحض على أن أوربا حرمت من الأخلاق والسعادة والهداية وتخبطت بالظلام نتيجة لما حدث في معركة بلاط الشهداء، وسوف تظل هكذا ومعها الإنسانية مالم تعتنق الإسلام، لأن الدين عند الله الإسلام، ولا يصلح زمان ولا مكان بدون الإسلام. وتطرقت الباحثة في كتابها الموثق إلى تطور تاريخ المسيحية، وليتها تعمقت فبحثت فيما ألم بالمسيحية منذ أن قام شاول اليهودي بإعادة صياغتها، فأبعدها عن جوهر التوحيد، وأغرقها بالغنوصية المتهودة فجعلها ديانة باطنية تأويلية، ومع ذلك فإن حديثها عن تدوين الأناجيل الأربعة واعتماد هذه الأناجيل من قبل مجمع نيقية عام 325 م مهم وواضح، فقد ترأس هذا المجمع الامبراطور قسطنطين الكبير، وكان ما يزال وثنياً فجعل من المسيحية أداة من أدوات العمل السياسي، ومطية لأهواء الساسة ومطامعهم، وأسهمت أمه هيلانه بعد ذلك في إكمال مشروعه حين وضعت أسس طقوس المسيحية خاصة ما تعلق بالتثليث وعبادة الصليب