rif"; color: rgb(118, 146, 60);">ولقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة التي منها:
(إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي) صحيح البخاري (ج6/ص2700) .
(إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش) صحيح البخاري (ج6/ص2745) .
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ الله من الخلق كتب على عرشه إن رحمتي سبقت غضبي) قال أبو داود (رحمتي تغلب غضبي وهو فوق العرش) (هذا الأخير قول أبي داود وليس من نص الحديث) السنن الكبرى (ج4/ص417) .
فهذه الأحاديث تبين أن الكتاب هو الذي فوق العرش أو على العرش، وما في هذه الأحاديث يوافق خصوصية العرش وأنه للرحمن، واسم الرحمن يدل على صفة الله المعطي عطاء يكون به سبب الامتداد في الحياة والتمتع بها، وحفظ الكتب المكتوبة لا يكون إلا عند الله فوق العرش؛ كانت هذه الكتب خاصة أو هي جزءا من اللوح المحفوظ، فمن اللوح المحفوظ تنقل أوامر الله فيما سيكون من الأمور المتعلقة بالسموات والأرض وما بينهما وما فيهما، وكل شؤون خلقه.
والخلاصة أن الاستواء يفيد التمام والكمال قبل التدبير والتصريف والتوجه، وهو من الله تصريف وتدبير لأمور السموات والأرض وما فيهما خاصة والكون عامة، ويكون هذا مما خص الله به نفسه وربطه بعرشه.
والاستواء بهذا المفهوم التي تدل عليه اللغة، ودل عليه استخدامه في القرآن، لا يدل على هيئة معينة، فهو ينأى عن كل مترادف يقود إلى التجسيد أو التمثيل أو التشبيه أو الحصر الذي لا يليق بذات الله الذي ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله...
وهناك اشتقاقات واستعمالات في اللغة من مادة "سوي" التي منها "استوى" موضوع بحثنا، لم نذكرها اقتصارًا منا على ما ذكرنا لئلا يطول الموضوع فوق قدرة القارئ.
نرجو من الله تعالى أن نكون قد وفقنا لتقديم البيان الشافي في هذا الأمر المعضل فيما ينزه الله عز وجل عن كل ما لا يليق به، وليرضى عنا... وقد نشرته من قبل في كتابي "حقيقة السموات كما صورها القرآن" ..والله تعالى أعلم وهو الهادي إلى سبيل الرشاد.
أبو مسلم / عبد المجيد العرابلي.