الحادثة في عام 1864م حيث عمل الميرزا بعدها موظفاً في مكتب نائب المفوض حتى عام 1868م. و كان عمره وقت الحادثة حوالي 25 عاماً. فانظر هداك الله إلى سيرة من ادعى لاحقاً أنه مهدي الأمة و أنه الظهور الثاني للنبي محمد صلى الله عليه و سلم.
و في كتاب (سيرة المهدي) أيضاً الجزء 3 ص 119 الرواية رقم 672 كتب القادياني ميرزا بشير أحمد ابن الميرزا غلام أحمد القادياني الرواية التالية:
(( أخبرني الدكتور مير محمد إسماعيل أن المسيح الموعود – ميرزا غلام أحمد – لم يقم بتأدية فريضة الحج أبداً، و لم يقم بتأدية سنـّة الإعتكاف أبداً، و لم يدفع الزكاة أبداً، و لم يكن يحتفظ بأية مسبحة للتسبيح، كما أنه لم يأكل يوماً من صدقة و لم يأكل يوماً من زكاة، لكنه كان يقبل الهدايا. و لم يكن يتخذ أي مصلى مثل السادة الصوفيين. كما أنه لم يكن يقرأ الأوراد المشهورة من التسبيح أو التحميد أو الصلاة على الرسول إلخ..
و السبب في عدم تأديته لفريضة الحج هو أنه لم يكن يملك في البداية المال الكافي حيث كانت الأملاك مسجلة باسم جده، ثم تم تسجيلها بعد ذلك باسم عمه. أما لاحقاً فكان مشغولاً بأعمال الجهاد بالقلم و لم يكن عنده الوقت الكافي، فالجهاد كانت له الأولوية الأكبر فوق أي شيء آخر.
أما بالنسبة للزكاة فإنه لم يكن لديه النصاب الكافي للزكاة، لكن أمي الموقرة كانت تدفع الزكاة عن مجوهراتها)).
فانظر هداك الله إلى سيرة نبي القاديانية المزعوم. فهل كان الميرزا أكثر انشغالاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان كثير الإعتكاف و التسبيح و الصدقة؟ و هل الجهاد بالقلم للدفاع عن المستعمر البريطاني عذر مقبول للتخلف عن أداء فريضة الحج؟ و هل كان الميرزا فقيراً حقاً إلى درجة الإعفاء من الزكاة؟لقد اعترف الميرزا بلسانه بأنه و بعد أن ادعى النبوة تبدلت حاله من فقر إلى غنى فامتلأ بيته بالهدايا و الأموال و التحف من أتباعه، فلماذا امتنع عن الصدقة و الزكاة يا ترى ؟! أنظر إلى ما كتبه الميرزا عن نفسه في كتابه (ضميمة حقيقة الوحي) ص 625:
((ثم بعد ذلك أيد الله هذا العبد كما كان وعده بأنواع الآلاء و ألوان النعماء، فرجع إليه فوج من الطلباء بأموال و تحايف و ما يسرّ من الأشياء، حتى ضاق عليها المكان)).
كما أن الميرزا و أفراد عائلته كلهم معفيين من أداء الضريبة القاديانية التي فرضها الميرزا على أتباعه الراغبين في أن يدفنوا في مقبرة الجنة التي استثمرها الميرزا في قاديان و التي لا يتخلف عن الإشتراك فيها إلا المنافقين من أتباعه على حد وصف الميرزا، مع أن عدد الموصين القاديانيين لا يتجاوز 35 ألفاً إلى اليوم . يقول الميرزا في كتابه (الوصية) ما يلي:
((لا يخطر على بال أحمق أن يعتبر هذه المقبرة ونظامها بدعة. لأن هذا النظام هو بإرشاد من الوحي الرباني. ولا دخل للإنسان فيه .... و لكن الله عز وجل استثناني و أهلي وعيالي من دون الناس والواجب على غيرنا أن يتقيد بهذه الشروط بأجمعها رجلا كان أو امرأة . و إن من يشكو فهو منافق ))
ثم يضيف قائلاً : ((و قد أراد الله بهذا النظام أن يميز المنافقين من المؤمنين فكل من يسعى إلى تقديم عـُشر أملاكه و يبدي حماساً أكبر من هذا إنما يبرهن بنفسه على صدق إيمانه))
ثم يقول ((لا شك أن هذا النظام سيثقل كثيرا على المنافقين و بذلك يكشفهم فلا يدفن منهم أحد بعد موته في هذه المقبرة رجلا او امرأة .. لكن السابقين في هذا العمل يدخلون في الصديقين و تتنزل عليهم رحمة ربهم الى أبد الآبدين))
يقول مصطفى ثابت ((تتساءل يا سيدي الفاضل ما هو الشيء الذي فعله مؤسس الجماعة، والجواب أنه فعل كل ما يفعله الأنبياء))
قلت: و هل أتى الأنبياء ليأمروا أقوامهم بطاعة المستعمر و إخلاص الولاء له كما فعل الميرزا؟ فالميرزا أمركم بطاعة الملكة فكتوريا و طاعة حفدتها. و هل قام الأنبياء حاشاهم بنشر الشركيات كما فعل الميرزا؟ لقد ادعى الميرزا بأنه بمنزلة توحيد الله سبحانه و تفريده، و ادعى بأنه بمنزلة روح الله سبحانه، و أنه بمنزلة عرش الرحمن، و أن الله خلق السماوات و الأرض من أجل الميرزا القادياني، و بأن سورة الفاتحة تبشر بظهور الميرزا و بأنها تشير إلى الشخص الذي اتصف بصفات الله سبحانه، و بأن كيفية نزول الملائكة هي نفسها كيفة نزول الله سبحانه، و بأن الله سبحانه يظهر للناس في الكشف على شكل إنساني، و بأن الميرزا رأى نفسه يوماً أنه هو نفسه الله سبحانه، و بأن الله سبحانه خاطبه فقال (إنما أمرك إذا أردت لشيء أن تقول له كن فيكون)، و غيرها من الفظائع التي ادعاها الميرزا على الله سبحانه. و مع ذلك بلغت الوقاحة بالقاديانيين أن يدعوا بأن الميرزا أحيى التصوف الحقيقي ! أف لهم و لإمامهم الدجال.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فؤاد العطار
anti_ahmadiyya@yahoo.com