سؤال من طلبة الجامعات للشيخ/ رشيد رضا

البابية ودين البهائية


الشيخ/ محمد رشيد رضا


   من طائفة- من طلبة المدارس العليا:


جناب الأستاذ الفاضل:


سلاماً واحتراماً وبعد، فقد قرأنا في بعض الكتب الإفرنجية الموضوعة حديثاً أنه ظهر في بلاد العجم منذ ستين عاماً رجل يقال إنه هو المهدي المنتظر ، وبشر بمجئ نبي، ويزعمون أن نبوته قد صحّت فقد جاء رجل اسمه بهاء الله، وآمن به خلق كثير من كافة الأديان وخليفته الآن هو ابنه عباس أفندي نزيل مصر الآن. فنرجوا إيقافنا على حقيقة هذا المذهب الجديد وإبداء رأيكم فيه بما أنكم ممن يلجأ إليه في مثل تلك المسائل ولكم الفضل من بعد الله عز وجل.


 


الجواب:


البابية فرقة من الباطنية، والبهائية منهم يعبدون الرجل الملقب ببهاء الله، وبقد بينا حقيقة أمرهم في مجلدات المنار الماضية، ولما جاء زعيمهم عباس أفندي القطر المصري عدنا إلى الكلام في بيان حالهم وذكرنا نبذاً تاريخية من سيرة سلفهم الغسماعيلية والقرمطة فراجعوا هذا في المجلد الماضي، فإن أشكل عليكم بعد ذلك من أمرهم فراجعونا فيه


   ثم إن مسألة كون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين على ثبوتها بنصوص الكتاب والسنة هي ثابتة بالعقل عند كل من يعرف حقيقة الدين الغسلامي، ووجه حاجة البشر إلى الدين مطلقاً، فإن كتابه القرآن الحكيم وسنته في بيانه قد بينا للناس كل ما يحتاجون إليه من أمر الدين في طور استقلال نوعهم، ورشده بالعقل والعلم فقد كانت الأديان السماوية قبله مؤقته، كما بين ذلك المسيح عليه الصلاة والسلام في معرض البشارة به غذ قال ما معناه: إنه لا يمكن أن يبين لمن بعث فيهم كل ما يحتاجون إليه_ أي لعدم استعدادهم- وغن الذي ياتي بعده هو الذي يبين لهم كل شيء؛ لأن الدين سارٍ كالمخاطبين به على سنة الارتقاء، وقد بين الأستاذ الإمام هذا المعنى بإجمال بليغ في رسالة التوحيد، وذكرناه مراراً في المنار. وسنشرحه شرحاً وافياً إن شاء الله تعالى قي مقدمة التفسير التي نبين فيها كليات الإسلام بالتفصيل ووجه الحاجة إليها واكتفاء البشر بالاهتداء بها في الوصول إلى منتهى الكمال البشري الممكن (1)




جزى الله خيرا




(1)فتاوى الإمام محمد رشيد رضا



تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة