إسلام ممثل ألباني شهير



الاذان ...مفتاح هداية ممثل ألبانى



كانت الموافقة على لعب دور البطل في فيلم جديد بعنوان "حـب العبـادة"، والاجتهاد في دراسة شخصية ونفسية بطل الفيلم المسلم السبب الرئيسي في التحول الكبير لمجرى حياة ممثل ألباني شهير وإقباله على أداء الفروض الإسلامية؛ ليشهد رمضان 1425 هجرية أول تجربة صيام في حياته.



ويروي الفيلم، الذي كان سببا في هداية ممثل ألبانيا الكبير "ميروش قاباشي"، قصة حقيقية لشاب ألباني أنهى الدراسة الثانوية الشرعية، وتم تعيينه بوظيفة مؤذن بأحد مساجد مدينة بيرات بجنوب ألبانيا، لكن القدر لم يشأ له أن يستمر طويلا في وظيفته؛ إذ سرعان ما أصدر النظام الشيوعي الألباني عام 1967 أمرا بتجريم الأديان، وحظر كافة المظاهر الدينية؛ مما ترتب عليه تدمير وهدم معظم المساجد.



وكغيره من الأئمة، الذين أصروا على الاستمساك بدينهم عقب هذا القرار، تم وضع هذا الشاب المتخرج حديثا في السجن لمدة 8 سنوات، غير أن تمسكه بأداء فريضة الصلاة، والمداومة على العبادة داخل السجن، دفع بالحزب الشيوعي الحاكم في ألبانيا إلى تمديد فترة سجنه لمدة 8 سنوات أخرى.


عهد الشيوعية


ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت" لشئون البلقان: إن وسائل الإعلام الألبانية اهتمت كثيرا في الأيام القليلة الماضية بالتحول الذي طرأ على حياة الممثل الشهير الذي تربى وترعرع في عهد الشيوعية، ولم يكن متاحا له -كغيره من الألبان- فرصة التعرف على الدين الإسلامي الذي كان والداه يتمسكان به.



وأراد قاباشي -من باب الفضول- فهم شخصية ونفسية هذا الشاب الألباني المسلم الذي فضل البقاء في السجن 8 سنوات أخرى عن التوقف عن صلاته وعبادته لله.



وبدأ "قاباشي" في قراءة الكتب الإسلامية، والتدرب على أداء الأذان من خلال شرائه شرائط كاسيت بأصوات مختلفة لمؤذنين متعددين، رافضا اقتراح لمخرج الفيلم بأن يذاع الأذان في الفيلم من خلال تسجيل شريط كاسيت، وفضل أن يكون الأذان بصوته، ليس من باب عشقه للأذان ولكن من باب إتقانه لعمله وحبه لمهنته؛ ما دفعه إلى الشروع في دراسة معاني كلمات الأذان، وعدم الاكتفاء بحفظها أو التدرب على إلقائها.


"مسجد طباق"


وذكرت صحف ألبانية أن نور الله بدأ يتسرب إلى قلب الممثل الألباني الشهير، مع ذهابه إلى مسجد "طباق" بالعاصمة تيرانا؛ للتعرف على إمام المسجد والمصلين به، وسؤالهم عن الإسلام، وكيف يقضي المسلم يومه.


ومن جانبهم، لم يبخل أهل المسجد، وفي مقدمتهم إمام المسجد "إمام إلفيس" و"بليدار مفتاري" نائب مفتي ألبانيا في الترحيب بـ"قاباشي"، والإجابة عن تساؤلاته؛ تلبية لرغبته في فهم أصول الإسلام وطبيعة دور المؤذن وقيمة الإيمان والأخلاق بالنسبة للمسلم.


أول صوم


وعلى مدار عام ونصف تردد "قاباشي" على المسجد من وقت إلى آخر، للاستماع إلى الدروس وخطب الجمعة؛ وهو ما أصابه بالدهشة والانبهار مما سمعه عن الدين الإسلامي، وبدأ يترك آثارا إيجابية في نفسيته، تتزايد مع الوقت، إلى أن قرر منذ 6 أشهر الالتزام بتعاليم الإسلام، ومن وقتها وهو محافظ على أداء الصلوات الخمس في جماعة بالمسجد.


وأوائل أكتوبر 2004 أنهى الممثل الألباني الشهير تدريباته مع إمام مسجد طباق على إلقاء الأذان بصوته في الفضاء الخارجي بمنطقة البحيرة حيث وصل لدرجة لم يكن يتوقعها منه إمام المسجد نفسه. ومع دخول شهر رمضان المعظم لعام 1425 هجرية بدأ يصوم لأول مرة في حياته.


حزين لتشويه الإسلام


وعبر "قاباشي" عن حزنه لحملات الهجوم على الدين الحنيف وتشويه صورته في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، مؤكدا أنه يكفي أي إنسان أن يطلع بشكل سريع على بعض الكتب الإسلامية، أو يقابل بعض ممثلي المسلمين حتى يدرك بنفسه أن الاتهامات الموجهة للإسلام والمسلمين بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع.


ويدلل على ذلك بقوله: "يكفي أن نتذكر أن التسامح الديني الذي تعيشه ألبانيا منذ قرون بين أبناء الإسلام والكاثوليكية والأرثوذكسية يعود فضله للدين الإسلامي حيث يشكل المسلمون أكثر من 70% من الشعب الألباني".


ويضيف الممثل الشهير: "لا أدعي أنني أعرف الإسلام جيدا، ولكنني أستطيع أن أؤكد أن عصرنا الحالي يحتاج إلى الإسلام كما تحتاج الصحراء إلى الماء".


وتابع: "الآن فقط فهمت الإسلام، لقد كان فيلم حب العبادة السبب الرئيسي في معرفتي حقيقة الإسلام من الجذور، ومعايشة واقع المسلمين بنفسي، الآن أوقن بنفسي أهمية الإسلام للإنسان والمجتمع" .


وحصل "قاباشي" على جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1997، فضلا عن حصوله على عدة ميداليات وجوائز عالمية أخرى.


يذكر أنه في عام 1943م تسلم الشيوعيون الحكم في ألبانيا بقيادة أنور خوجة الذي طمس الهوية الإسلامية تماما من خلال نظام ستاليني فولاذي، قضى على حرية الشعب وتدينه.


وأقام خوجة ستارا حديديا على ألبانيا جعلها معزولة عن العالم، وحولها من الدولة الإسلامية الوحيدة في أوروبا إلى الدولة الوحيدة الكاملة الإلحاد لا في أوروبا وحسب، بل في العالم أجمع، وحارب الأديان كلها، وأصدر على مدار سنوات حكمه العديد من القرارات التي هدفت إلى تجريم ممارسة الشعائر الدينية وإلى تحويل المساجد إلى متاحف ومخازن ومتاجر ومراقص.


.......................


هاني صلاح- إسلام أون لاين.نت/24-10-‏2004‏‏


 

تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة