لنتحدث عن نبؤات كاتب انجيل متى الذى يكتب انجيله لليهود هذا باعتراف النصارى الذين يفتخروا ان متى يكتب لليهود و لوقا يكتب لليونانيين ومرقص يكتب للرومان و يوحنا يكتب للكنيسة و هم لا يدركون ان معنى هذه الجملة ان كل واحد يكتب على هوى الفئة التى يكتب لها لمحاولة اقناعها حسب معتقداتها و فى حالة متى او من كتب انجيل متى هو يحاول باى طريقة ان يربط بين القصص التى يكتبها و بين العهد القديم لاقناع اليهود بطريقة واضح تعسفها لاى شخص يستخدم عقله و يفكرو بمعنى اخر يؤلف قصص لاقناع اليهود.
وهذا الكاتب يكتب الصيغة دائما "و هذا كله لكى يتم ما قيل ..." ثم يذكر نص العهد القديم ومن الواضح ان هذه التعليقات اضيفت و يعترف النصارى ان هذه الصيغ هى اسهام خاص من كاتب انجيل متى محشورة بطريقة مصطنعة غير مقنعة انظر على سبيل المثال التفسير الحديث انجيل متى صفحة 31( طبع بموافقة الكنيسة المصرية ) و كل نبؤات متى من الممكن حذفها بدون الاخلال بالسياق مما يؤكد انها مضافة من كاتب له غرض شخصى .
و الامر اللافت للنظر ان متى هو الوحيد الذى اكتشف هذه النبؤات و يعترف النصارى بالاجماع تقريبا ان انجيل متى كتب بعد سنة 80 ميلادية و ليس قبل ذلك و السؤال هنا الم يقرا اى يهودى اى نبؤة من التى يدعى كاتب انجيل متى تحقيقها فى المسيح الم يقرأ هذه قبل متى فى حياة المسيح عليه السلام ولم يلاحظ انها تنطبق على حالة المسيح بل لماذا لم يستغلها المسيح عليه السلام نفسه لاثبات صدق دعوته بين اليهود الذين يعرفون هذه النبؤة و يحفظونها . وما الفائدة ان يذكر كاتب انجيل متى هذا التشابة بعد رفع المسيح عليه السلام اليس من الافضل اذا كانت هذه نبؤة صحيحة ان تذكر فى وقتها و يؤمن بها الجميع او البعض بسهولة . وهذا القول ينطبق على كل ما يذكره كاتب انجيل متى من نبؤات ملفقة بطريقة واضحة كل ما يفعله انه ياخذ مقطع خارج سياقه و بتعسف شديد يربطه بحكاية عن المسيح غالبا ايضا الحكاية ملفقة و احيانا لا تكون نبؤة اصلا كما سوف نرى و اى فرد منصف يقرأ العهد القديم يكتشف فورا ان الكلام لا علاقة له بالمسيح من قريب او بعيد .
النص الاول :
طبعا هو نبؤة اشعيا المشهورة عن العذراء تحبل و تلد ابنا يدعى عمانويل و هذه ذكرناها بالتفصيل اكثر من مرة فنقول هنا باختصار انها لا تصلح نبؤة لان احد لم يدعو المسيح بهذا الاسم طول حياته و ان الكلمة عذراء مترجمة بصورة خاطئة و كاتب انجيل متى وجد كلمة عذراء المترجمة خطأ فربطها بطريقة مكشوفة بميلاد المسيح عليه السلام .
و قصة بشارة الملاك فى لوقا 1 : 31
31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع .
تتعارض ببساطة مع قصة متى و لا ندرى هل نسميه يسوع ام عمانويل و لكن يسوع اسم منتشر فى الانجيل عكس عمانويل الذى لم يذكر مطلقا مما يرجح صيغة لوقا .
و الامر باختصار هاتوا لنا شخص واحد عاصر المسيح اطلق على المسيح لفظ عمانويل و لو كان فى الحلم حتى يمكن ان نصدق النبؤة و الا تعتبر تلفيق من كاتب هذا الانجيل .
و لا اعرف كيف يجرؤ احد على ذكر هذا العدد من الاعداد التى تثبت الوهية المسيح كما فعل القس الداعر جيمس سيجوارت فى المناظرة المشهورة .
النص الثانى :
هو قصة قتل هيرودس للاطفال و هروب السيدة مريم بالمسيح الى مصر ايضا اخترعها كاتب الانجيل نعم اخترعها حتى يقول فى النهاية :
14 فقام واخذ الصبي وامه ليلا وانصرف الى مصر .
15 وكان هناك الى وفاة هيرودس .لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني
لانه قرا المكتوب فى سفر هوشع الاصحاح 11 فى اوله
«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ بْنِي.
و النص فى هوشع لا علاقة له بالمسيح على الاطلاق و ليس نبؤة اصلا حتى نبحث تحقيقها بل هى تتحدث عن خروج بنى اسرائيل من مصر و ما فعلوه بعد ذلك .
الموضوع ان الكاتب الف قصة قتل الاطفال و الهروب الى مصر حتى يذكر هذه الجملة "من مصر دعوت ابنى " التى لا تثبت شيئا لان احد لم يشاهدها فى وقتها فلا فائدة منها الا فى محاولة ربط قصة المسيح بقصة موسى لاحظ التشابة قتل الاطفال الهرب من فرعون و الخروج من مصر . والكاتب يحاول ان يجعل المسيح هو موسى الثانى حتى يؤمن به اليهود الذين يكتب لهم على حسب قول النصارى !!!!!!!!!
و قصة المجوس ايضا كلها ملفقة لا يوجد اى سند تاريخى لها باعترافهم هم و لم تسجل فى اى كتاب تاريخ و انفرد بها متى طبعا و لم تذكر فى اى انجيل اخر و هنا لفق كاتب متى نص اخر من ارميا 31 : 15
. 15هَكَذَا قَالَ لرَّبُّ: [صَوْتٌ سُمِعَ فِي لرَّامَةِ نَوْحٌ بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى عَنْ أَوْلاَدِهَا لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ].
و هذا النص فى متى :
17 حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل .
18 صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير .راحيل تبكي على اولادها ولا تريد ان تتعزى لانهم ليسوا بموجودين .
النص فى ارميا الذى انتزعه كاتب متى من سياقه ليس نبؤة اصلا بل هو وصف لما حدث فى احد غارات نبوخذنصر و لا علاقة لها بالمسيح و لم تخطر على بال احد حتى لفق الكاتب هذه القصص .
(و بالمناسبة و بدون خروج عن الموضوع اسم راحيل هنا ايضا خطأ لانه كان قد مر مائة عام على الاقل على موتها و لكن هذه قصة اخرى !!!!!!!!!!!)
و ساذكر باختصار ما توصلت اليه فى موضوع قصة المجوس و اثبات انها ملفقة :
واضح من كلام كاتب انجيل متى ان المسيح و السيدة مريم الصديقة و يوسف النجار كانوا يقيموا فى بيت لحم قرابة سنتين من عمر المسيح و جاءت المجوس و هو فى بيت لحم و هربوا الى مصر و عادوا بعد موت هيرودس و لا يعرف احد شيئا عن المسيح وكل هذا يتناقض مع ما جاء فى لوقا (الذى يكتب بتدقيق ما وصله من معلومات) من بشارة الملاك للرعاة و ذهابهم لنشر الخبر و هذا يدل على ذيوع الخبر ووصوله الى هيردوس طبعا و لم يفعل هو او الاهالى اى شىء ضد المسيح و لا ذكر لقتل اطفال او الذهاب الى مصر .
و من مضمون الاصحاحين المتناقضين يكون مجىء المجوس و الهروب الى مصر من الكذب الواضح الذى انفرد به كاتب متى دون سائر الاناجيل و الرسائل و لا احد من المؤرخين اطلاقا و لاحظ انه بعد تمام النفاس ذهبت السيدة مريم الصديقة الى اورشليم و لم يقيما فى بيت لحم التى اتى اليها المجوس و قدموا هدايا و لبان للمسيح !!!!
و من قال ان المجوس الكفرة فى انتظار نبى و لماذا لم يؤمنوا به و ينشروا دعوته فى بلادهم و هل ارسل المسيح الى المجوس ؟؟؟؟؟
طبعا كلام غير منطقى و لاحظ ان هيرودس كان يستطيع التحقق من كلام المجوس بسهولة بدون اراقة دم اطفال و خاصة انه هناك سجلات و تعداد كما ينص لوقا :
وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة .
2 وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية .
بعنى الامر سهل على هيرودس و بيت لحم بلدة صغيرة كل شىء معروف فيها وتحت سيطرته تماما سهل التحقق ان المجوس جاؤا الى المسيح و لا يحتاج الامر الى قتل اطفال و من كذب الكاتب ايضا انه يقول ان هيرودس دعا المجوس سرا (و لماذا سرا لا احد يعرف طبعا ) و قال لهم متى وجدتموه اخبرونى لاسجد له !!!! هل كان يكذب عليهم حتى يعرف مكان الصبى و لماذا اذن لم يرسل وراءهم جواسيسه ليعرف مكان الصبى و يقتله و هم يقدمون له اللبان و المر ؟؟؟؟؟ .