بسم الله الرحمن الرحيم
( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق و لكم الويل مما تصفون ) صدق الله العظيم
نبدأ من اليوم ان شاء الله سلسلة جديدة هدفها : دراسة انجيل متى و اظهار مدى احقيته بالنسبة الى الوحى .
ثم اننا قدر الامكان سنعمل على مقارنة نصوص هذا الانجيل بنصوص القران كتاب الله العزيز و نصوص السنة النبوية الشريفة فى المواضيع المشتركة .
و سنقوم بدراسته مرتبا و قدر الامكان سندرس نصه كاملا و لن نهمل منه شيئا متوخين اولا : وجه الله عز وجل و الحق و ثانيا : الموضوعية فى البحث و الدراسة .
و الله نسال الهداية و التوفيق و الرشاد ...
قبل البداية : يجب علينا ان نقول ان انجيل متى هذا منسوب الى القديس متى الذى يفترض فيه انه احد تلاميذ المسيح عليه السلام و كان جابى ضرائب
و قد كتب هذا الانجيل فى القرن الاول للميلاد تقريبيا بعد العام 85 م ... و ينسب انجيل اخر ابوكريفى - غير قانونى - الى القديس متى نفسه .
نبدأ بأول قضية يثيرها ذلك الانجيل المنسوب الى القديس متى :
انها نسب المسيح عليه السلام ... لنقرأ ايها الاعزاء من الاصحاح الاول الاعداد من 1 : 17
1 كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم
2 ابراهيم ولد اسحق و اسحق ولد يعقوب و يعقوب ولد يهوذا و اخوته
3 و يهوذا ولد فارص و زارح من ثامار و فارص ولد حصرون و حصرون ولد ارام
4 و ارام ولد عميناداب و عميناداب ولد نحشون و نحشون ولد سلمون
5 و سلمون ولد بوعز من راحاب و بوعز ولد عوبيد من راعوث و عوبيد ولد يسى
6 و يسى ولد داود الملك و داود الملك ولد سليمان من التي لاوريا
7 و سليمان ولد رحبعام و رحبعام ولد ابيا و ابيا ولد اسا
8 و اسا ولد يهوشافاط و يهوشافاط ولد يورام و يورام ولد عزيا
9 و عزيا ولد يوثام و يوثام ولد احاز و احاز ولد حزقيا
10 و حزقيا ولد منسى و منسى ولد امون و امون ولد يوشيا
11 و يوشيا ولد يكنيا و اخوته عند سبي بابل
12 و بعد سبي بابل يكنيا ولد شالتيئيل و شالتيئيل ولد زربابل
13 و زربابل ولد ابيهود و ابيهود ولد الياقيم و الياقيم ولد عازور
14 و عازور ولد صادوق و صادوق ولد اخيم و اخيم ولد اليود
15 و اليود ولد اليعازر و اليعازر ولد متان و متان ولد يعقوب
16 و يعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح
17 فجميع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلا و من داود الى سبي بابل اربعة عشر جيلا و من سبي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا
و هنا يعن لنا مقارنة هذا النسب بما ورد فى القرأن الكريم عن نسب المسيح عليه السلام اذ يذكر القران فى غير موضع انه : ( المسيح عيسي بن مريم )
مثل ما ورد فى سورة ( آل عمران ) الأية 45 : ( إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم وجيها فى الدنيا و الآخرة و من المقربين )
دعونا الان ايها الأعزاء نطرح خواطرنا - ام هل أقول تساؤلاتنا - حول هذه الأعداد السبعة عشر من الاصحاح الاول من انجيل متى ...
اولا : و بادئ ذى بدء : كيف ينسب المسيح عليه السلام الى يوسف النجار - بل لو شئنا الدقة كيف ينسب الى اى رجل على الاطلاق و امه كانت عذراء ولدته بغير ما يمسها بشر حسب قول القران : ( قالت رب أنى يكون لى ولد و لم يمسسنى بشر )
و لم تكن تعرف رجلا حسب قول انجيل متى : ( لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى)
و كما يقول لوقا على لسان مريم رضى الله عنها : لوقا 1:34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا.؟؟؟
ايها الاعزاء ... ما يكون موقفكم من امراة يدعى الانجيل انها لم تكن متزوجة ... ثم انها انجبت ... ثم ينسب ابنها الى رجل - اى رجل ؟؟
ثانيا : كيف ينسب العدد الاول المسيح عليه السلام الى داود قائلا : ( يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم ) ؟؟؟!!!
فالواقع ان المسيح نفسه أنكر هذه النسبة فى مناظرة ناظر فيها اليهود ... و اقرأوا معى ايها الاعزاء نص هذه المناظرة كما جاءت فى انجيل متى نفسه فى اصحاحه الثانى و العشرين :
41 و فيما كان الفريسيون مجتمعين سالهم يسوع
42 قائلا ماذا تظنون في المسيح ابن من هو قالوا له ابن داود
43 قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا
44 قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك
45 فان كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه
46 فلم يستطع احد ان يجيبه بكلمة و من ذلك اليوم لم يجسر احد ان يساله بتة
( ملحوظة : العدد 44 مقتبس من وصف داود عليه السلام للمسيح المنتظر فى مزاميره المزمور 110 العدد الاول )
هنا ايها الاعزاء نجد ان المسيح ابن مريم عليه السلام ينكر كون المسيح الذى ينتظره اليهود من نسل داود و لا يستطيع اليهود الرد عليه حتى ان احدا منهم لم يجسر على سؤاله بعدها .
و هنا نجد انفسنا منطقيا امام طريق من اثنين :
- اما ان المسيح ابن مريم هو المسيح الذى انتظره اليهود و بشر به العهد القديم و لكنه ليس من نسل داود ( و بهذا يثبت ان انجيل متى محرف لادعائه ادعاءا غير صحيح فى نسب المسيح عليه السلام )
- و اما ان المسيح ابن مريم عليه السلام ليس هو ذات المسيح الذى انتظره اليهود و بشر به العهد القديم .
هكذا ايها الاعزاء نكون اليوم قد عرضنا تساؤلين حول نسب المسيح عليه السلام و ان شاء الله نواصل طرح خواطرنا حول هذا الانجيل المنسوب الى القديس متى .
كنا قد طرحنا فى سؤالين هما باختصار :
- كيف ينسب المسيح عليه السلام الى رجل - اى رجل - فى حين ان امه عذراء لم يمسها بشر بشهادة القران و بشهادة الاناجيل نفسها ..؟
- ثم كيف يدعى انجيل متى ان المسيح عليه السلام من نسل داود عليه السلام فى حين ان المسيح نفسه ينكر هذا فى متى ( 22 : 41-46 ) ؟؟
و هنا تطرقنا الى احتمال من احتمالين :
- اما ان المسيح ابن مريم هو المسيح الذى انتظره اليهود و بشر به العهد القديم و لكنه ليس من نسل داود ( و بهذا يثبت ان انجيل متى محرف لادعائه ادعاءا غير صحيح فى نسب المسيح عليه السلام )
- واما ان المسيح ابن مريم عليه السلام ليس هو ذات المسيح الذى انتظره اليهود و بشر به العهد القديم .
و ننتقل الى مجموعة جديدة من التساؤلات ....
ثالثا : العجيب ايها الاعزاء ان الاناجيل مع ادعاءها بأن المسيح عليه السلام هو الاله و هو المخلص من الخطيئة و اعتقاد النصارى انه قد ولد بلا ميراث خطيئة ليكون طاهرا فيصبح جديرا بان يكون ذبيحة لله تكفيرا عن الخطايا .
اقول : بالرغم من هذا فان الاناجيل لم تتورع عن نسبة المسيح عليه السلام الى الزنا فى عدة مواضع ...!!!
و قد راينا موضعا منها فى تساؤلنا الاول : و قلنا ماذا عن امراة يخبرك الناس انها غير متزوجة و انجبت ابنا من رجل معين ؟؟!!!
هنا كان القران واضحا فى نسبة المسيح عليه السلام الى مريم وحدها دون رجل ... اما الاناجيل فقد نسبت المسيح الى رجل هو يوسف النجار - نجد هذا فى متى الاصحاح الاول و لوقا الاصحاح الثالث - مع انكارها كون مريم متزوجة !!
و هذا الاسلوب فى العرض يثير شبهات عديدة بالتاكيد الا اننا سنتغاضى عنه هنا باعتباره خطأ فى العرض - و هو بالتاكيد خطأ غير مقصود و ان كان مستحيل الحدوث بالنسبة لكتاب موحى به من عند الله عز وجل .
لكن كيف نفسر نسبة المسيح عليه السلام الى الزنا فى نسبته الى فارص ابن زنا المحارم من يهوذا و ثامار ؟؟؟!!!
ان متى يقول فى اصحاحه الاول فى سلسله نسب المسيح عليه السلام :
3 و يهوذا ولد فارص و زارح من ثامار
و تعالوا نعود ايها الاعزاء الى سفر التكوين لنرى قصة ميلاد فارص من يهوذا و ثامار :
6 واخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار.
7 وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب.فأماته الرب.
8 فقال يهوذا لأونان ( ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها واقم نسلا لاخيك.)
9 فعلم أونان (ان النسل لا يكون له).فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه.
10 فقبح في عيني الرب ما فعله.فاماته ايضا.
11 فقال يهوذا لثامار كنته اقعدي ارملة في بيت ابيك حتى يكبر شيلة ابني.لانه قال لعله يموت هو ايضا كاخويه.فمضت ثامار وقعدت في بيت ابيها
12 ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امرأة يهوذا.ثم تعزّى يهوذا فصعد الى جزاز غنمه الى تمنة هو وحيرة صاحبه العدلامي.
13 فاخبرت ثامار وقيل لها هوذا حموك صاعد الى تمنة ليجزّ غنمه.
14 فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلفّفت وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة.لانها رأت ان شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة.
15 فنظرها يهوذا وحسبها زانية.لانها كانت قد غطت وجهها.
16 فمال اليها على الطريق وقال هاتي ادخل عليك.لانه لم يعلم انها كنته.فقالت ماذا تعطيني لكي تدخل عليّ.
17 فقال اني ارسل جدي معزى من الغنم.فقالت هل تعطيني رهنا حتى ترسله.
18 فقال ما الرهن الذي اعطيك.فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك.فاعطاها ودخل عليها.فحبلت منه.
19 ثم قامت ومضت وخلعت عنها برقعها ولبست ثياب ترملها
20 فارسل يهوذا جدي المعزى بيد صاحبه العدلامي ليأخذ الرهن من يد المرأة.فلم يجدها.
21 فسأل اهل مكانها قائلا اين الزانية التي كانت في عينايم على الطريق.فقالوا لم تكن ههنا زانية.
22 فرجع الى يهوذا وقال لم اجدها.واهل المكان ايضا قالوا لم تكن ههنا زانية.
23 فقال يهوذا لتاخذ لنفسها لئلا نصير اهانة.اني قد ارسلت هذا الجدي وانت لم تجدها
24 ولما كان نحو ثلاثة اشهر أخبر يهوذا وقيل له قد زنت ثامار كنتك.وها هي حبلى ايضا من الزنى.فقال يهوذا اخرجوها فتحرق.
25 اما هي فلما اخرجت ارسلت الى حميها قائلة من الرجل الذي هذه له انا حبلى.وقالت حقّق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه.
26 فتحققها يهوذا وقال هي ابرّ مني لاني لم أعطها لشيلة ابني.فلم يعد يعرفها ايضا
27 و في وقت ولادتها اذا في بطنها توامان
28 و كان في ولادتها ان احدهما اخرج يدا فاخذت القابلة و ربطت على يده قرمزا قائلة هذا خرج اولا
29 و لكن حين رد يده اذ اخوه قد خرج فقالت لماذا اقتحمت عليك اقتحام فدعي اسمه فارص
30 و بعد ذلك خرج اخوه الذي على يده القرمز فدعي اسمه زارح
و هكذا ولد فارص من نسل زنا يهوذا بامرأة ابنه حسب ادعاء الكتاب المقدس ...!!!
و اتساءل : كيف يكون هذا ؟؟!!! كيف يؤمن النصارى بان نسب الههم حوى هذه النجاسة ؟؟!!
و لكى يتصور القراء حجم هذه الكارثة فعليهم ان يعلموا ان الزنا هو ابشع الجرائم عند اليهود حتى ان كتابهم لم يجد وصفا للكفر و المعصية اشد من الزنا لينعتهما به ... فكيف ينسب النصارى الههم الى نسل زنا ؟؟!!
و ما الفارق بينهم و بين اليهود الذين اتهموا المسيح بانه ابن زنا عدة مرات حسب الاناجيل ؟؟؟
وجهت هذا السؤال من قبل الى النصارى فصمتوا طويلا قبل ان يجيب احدهم على استحياء : انه سعيد بان الهه جاء من نسل زنا ليحمل خطايا الزناة ...!!!
و امام هذا المنطق فقد كان من اللازم على المسيح - حسب تخيل النصارى - ان يصير عربيدا ماجنا ليحمل خطايا المعربدين ...!!!
و كان عليه ان يكون سارقا قاطع طريق ليحمل خطايا اللصوص ..!!! و كان عليه ان يكون مرتشيا و قاتلا ووووو
ما هذا المنطق ؟؟!!! كيف يفكر هؤلاء ؟؟!!!