6 _ ما رأيكم عن رجل أخطأ عبده في حقه ، فبقي بعده مدة غاضباً ، ساكتاً على معاقبته ، حتى ولد لنفسه ولداً ، فعمد إلي قتله بذنب العبد الذي كان أذنب له ؟ !!
7 _ أليس الاعقل والاعدل أن يقول هذا الإله للمذنبين : تطهروا من أخطائكم وتوبوا إلي أقبلكم ؟
فلا يكون هناك قتل ولا صلب ، ولا لف ولا دوران !!!
وإذا كان هذا الصلب بسبب ذنب اقترفه آدم _ عليه السلام _ فهو إما أن يتوب الله سبحانه وتعالى عليه ويعفو عنه ، أو أن يعاقبه ، ولا ثالث لهما ، وذلك مقتضى عدل الله ، أما أنه يصلب ابنه الوحيد بزعم العدل ، أوالرحمة ، فهذا لا يقيله من عنده مسحة عقل !!
ونحن نسأل :
هل المسيح كان مستحقاً للصلب حتى الموت أم لا ؟
فإن كان مستحقاً من أجل إثم أو ذنب جناه فلا يكون نائباً عن آدم وذريته وإنما يكون صلبه جزاء ما فعله ، فلا معنى لتكفير الخطيئة عندئذ. وإن لم يكن مستحقاً للموت فإن موته يكون ظلماً واعتداء يتنزه الله سبحانه وتعالى عنهما .
ثـم نقول :
1 _ يلزم من يقبل هذه العقيدة أن يقبل ما يرفضه كل عقـل من أن خالق الكون جل جلاله يمكن أن يحل في رحم امرأة في هذه الارض التي نسبتها إلي سائر ملكه أقل من نسبة الذرة إليها ثم يخرج من فرجها في صورة طفل ملطخ بالاقذار المصاحبة للولادة . وهذا الامر يتنافى مع لاهوته ولا يمكن لإنسان مؤمن بكمال الله المطلق يقبل هذه الفكرة .
2 _ يلزم من عقيدة الفداء والصلب ان يكون خالق الكون عاجز عن اتمام مراده بالجمع بين عدله ورحمته ( تعالى الله ) لأن صفتا العدل والرحمة لا وجود لهما في صلب المسيح ، ذلك لأن الله عذب المسيح من حيث هو بشر وهو لا يستحق العذاب لأنه لم يذنب قط ، فيكون تعذيبه بالصلب لا يصدر من عادل ولا من رحيم من باب أولى ، وهل يعقل أن الله العادل والرحيم ، يخلق ناسوتاً ويوقعه في ورطة الوقوع في انتفاء إحدى هاتين الصفتين ، فيحاول الجمع بينهما فيفقدهما معاً ؟
3 _ ما رأينا أحداً من العقلاء ولا من علماء الشرائع والقوانين يقول :
إن عفو الإنسان عمن اذنب إليه ، أو عفو السيد عن عبده الذي يعصيه ينافــي العدل والكمال ، بل يعدون العفو من أعظم الفضائل ، ونرى المؤمنين بالله من الامم المختلفة يصفونه بالعفو الغفور ، ويقولون إنه أهل للمغفرة ، فدعوى المسيحيين إن العفو والمغفرة مما ينافي العدل مردوة غير مقبولة عند أحد من العقلاء والحكماء .
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة طه : 121 : (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة : 37 (( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ))
4 _ ان عقيدة الصلب والفداء هذه باطلة لأنها تتنافى مع القول بالألوهية حيث تستلزم وقوع الاهانة والعذاب للاله ، والاله لا يجوز ان يعذب أو تلحقه الاهانات كما لا يجوز عليه الموت . والمسيح عند المسيحيين إله مطلق ، حيث إنه : (( إله حق من إله حق من جوهر ابيه )) _ كما يقولون _ وحيث أن موت الاله محــال لذا فإن عقيدة الصلب محالة لما فيها من تناقض . ولو كان ناسوت المسيح هو جزء من الله لكان ما وقع عليه من العذاب والاهانة والقتل قد وقع على الله . وهذا مستحيل .
ولو كان ناسوت المسيح هو جزء من آدم الذي هو أصل البشر لكان ما وقع عليه من عذاب واهانة وقتل هو على الناسوت فقط . وهذا يبطل فكرة الفداء والتكفير التي تقضى ان الله نزل وتجسد ليصلب وانه ليس سوى الله قادراً على حمل خطايا البشر على الصليب . وفي هذا بطلان للاهوت المسيح وزلزلة لفكرة الفداء ..
لأن الله لا يموت .
5 _ هناك العديد من الطوائف المسيحية تعتقد بأن من يؤمن بهذه العقيدة سينال غفران شامل للخطايا اللاحقة والسابقة وبهذا تكون عقيدة الصلب والفداء هي امتداد للخطيئة وليس غفران لها ، فيكون الشريرالذي يعتدى على أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم ويفسد في الارض ويهلك الحرث والنسل ويزني ويشرب الخمر : إذا مات وهو مؤمن بموت المسيح على الصليب سينال الغفران ويكون من أهل ملكوت الله فأين العدل الالهي ؟
وصدق الله العظيم إذا يقول : (( وان ليس للانسان إلا ما سعى ))
ان مؤاخذة بريء بجريرة مذنب ليس مخالفاً للشريعة فحسب ، بل هو يتعارض مع الفكرة الاساسية للعدالة الانسانية قال الله سبحانه وتعالى : (( قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون ))
فأي عدل هذا الذي يتحقق بعقاب برىء لم تقترف يداه ما يوجب له العقاب . وما ذنب الابناء في إثم ارتكبه أبوهم ؟
6 _ انه لو صح وكان هناك فداء لكان من الاعدل والأحكم صلب ( بعلزبول ) رئيس الشياطين الذي أغوى آدم وحواء . أو يطالب آدم بتقديم نفسه قرباناً على الصليب تكفيراً عن خطيته بعد ارتكابه للمعصية .
7 _ يعتقد الارثوذكس أن روح المسيح استطاعت ان تذهب إلي جهنم بقوة لاهوت الكلمة لكي لتخرج الانبياء من لجج الجحيم !
نعم أيها القارىء الكريم ان الارثوذكس يعتقدون ان ابراهيم خليل الرحمن وموسى كليم الله و نوح عليهم السلام وغيرهم من الانبياء كانوا في لجج الجحيم حتى خلصهم المسيح !!
وهل يعقل أن يكون أنبياء الله وهو صفوة خلقه والذين أتوا قبل المسيح لهداية البشرية والدعوة إلي الله كانوا في لجج الجحيم وبسبب الخطيئة الموروثة ؟
وإذا كان كذلك فلم نجى الله نوحاً ومن معه من الغرق ؟ ولم نجى الله إبراهيم بعد إلقائه في النار ؟ ولم فلق الله البحر لموسى وأنجاه من فرعون وكيده ؟