فيض المعبود في الرد على شبهة مصحف ابن مسعود :
الحمد لله و كفي و سلام علي عباده الذين اصطفي , اما بعد
فهذه الشبهة التي يلقيها النصاري و من قبلهم القرآنيون ليست الا دليلا علي جهلهم و سنثبت من خلال الرد عليهم انهم بإثارة هذه الشبهة قد ردوا بانفسهم علي سائر الشبهات التي اثاروها بانفسهم !!!!!
نذكر الان الحديث من البخاري :
عن زر بن حبيش قال : سألت ابي بن كعب قلت يا ابا المنذر ان اخاك ابن مسعود يقول كذا و كذا
فقال ابي سالت رسول الله فقال لي :قيل لي فقلت
فنحن نقول كما قال رسول الله صلي الله عليه و سلم
انتهي الحديث من رواية البخاري
طبعا السؤال البديهي الان : هو اين انكار ابن مسعود؟؟؟؟
الحديث ورد مبهما و لم يرد فيه اي تصريح مطلقا !!!
و اليكم تعليق الحافظ بن حجر في الفتح
قال رحمه الله : الحديث ورد مبهما و قد ظننت ان الذي ابهمه البخاري و لكني رجعت الي رواية الاسماعيلي فوجدته مبهما ايضا اي ليس فيه تصريح!!!
بالطبع النصاري و اخوانهم من القرآنيين الان سيشتموا رائحة النصر المزيف و يتهمونا بالجهل و ذاك لان التصريح ورد في رواية الامام احمد في مسنده حيث جاء الحديث علي النحو التالي : (( ان اخاك يحكها من المصحف ))
و في رواية للامام احمد ايضا (( ان عبد الله كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ))
و في رواية في زيادات المسند (( ان ابن مسعود كان يحكها من مصحفه و يقول انهما ليستا من كتاب الله ))
قلت : اذن فالنصاري و القرانيون الان يعترفوا بما يسمي (( بجمع طرق الحديث ))
فحديث البخاري يفسروه بحديث مسند الامام احمد و يجعلوا حديث الامام احمد ملزم لحديث البخاري
اذا اتفق معنا االنصاري و اخوانهم القرآنيون علي ذلك فإذن اقول قد انتهت الان جميع الشبهات لان مشلكتهم هي تقطيع الايات و الاحاديث و عدم الجمع بين طرق الحديث
و سأضرب لكم مثلا حديث (( انما جئتكم بالذبح )) هذا الحديث في مسند الامام احمد و له تفسير في صحيح البخاري فإذا قرأت الحديثين فهمت معني حديث مسند الامام احمد فإذا خاطبنا اهل الجهل من النصاري و اخوتهم بذلك قالوا ( لا , لا نقبل هذا بل نريد تفسيرا لكل حديث علي حدة !!! )
ثم الان هم يجمعوا بين طرق الحديث لاثبات ما يسمونه بالشبهة !!!!
عموما و علي اي حال نقول بعون الله :
ان الرد عليهم بحديث واحد, و هذا الرد كفيل بان يزيل الشبهة تماما و يرفعها
و الرد عبارة عن حديث في مسند الامام احمد ايضا و هو : عن زر بن حبيش قال قلت لأبي بن كعب إن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أن جبريل عليه السلام قال له قل أعوذ برب الفلق فقلتها فقال قل أعوذ برب الناس فقلتها فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم
ما رايكم بهذا الحديث؟؟
طبعا سيتهلل النصاري و اخوتهم و يقولوا هذا دليل علي الشبهة
اقول بل هذا دليل علي جهلكم
فقد روي الطبراني في الاوسط ان ابن مسعود قال مثل قول ابي !!! فما رايكم ؟؟
اي ان ابن مسعود اثبت كونهما من القرآن !!!
و هنا ثار اهل الكفر من القرآنيين فقال احدهم بل ان القائل في حديث الطبراني هو ابي بن كعب و حدث (( اقلاب )) عند الراوي و استدل بما قاله الحافظ في الفتح حين قال (( و ربما يكون القائل هو ابي و حدث انقلاب عند الراوي ))
قلت : اولا ابن حجر يقول هذا من وجهة نظر الجمع بين الحديثين و لم يؤكد ابن حجر القول بأن الحديث انقلب علي راويه بل قال (( لعل )) و نص قول ابن حجر (( و وقع في الاوسط ان ابن مسعود ايضا قال مثل ذلك و المشهور انه من قول ابي فربما يكون انقلاب من الراوي ))
فاستخدم اهل الجهل كلمة ربما علي انها تأكيد !!!! يبدو اننا نواجه جهلا مركبا من جهل بعلوم الدين الي جهل بعلوم اللغة
عموما لننتقل الي نقطة اخري و هي :
كل الاحاديث في هذه القصة هي عن زر بن حبيش و كلها علي لسانه اي لم يرد فيها تصريح بقول من ابن مسعود
مثال : لا يوجد حديث واحد مثلا يقول عن زر عن ابن مسعود انه قال : ان المعوذتين ......
عموما و مازلنا مع مسند الامام احمد الذي تجاهل فيه النصاري تماما هذا الحديث :
حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم عن زر قال قلت لأبي إن أخاك يحكهما من المصحف فلم ينكر
قيل : ابن مسعود
قال نعم وليسا في مصحف ابن مسعود كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه
و هذا الحديث هو تفسير من زر و سفيان ان ابن مسعود ((( ظن ))) انهما ليستا قرآنا و لماذا ظن؟؟ لانه لم يسمع النبي يقرأ بهما .... اين ؟؟؟؟؟؟؟
في الصلاة..... و سياتي تفسير هذا لاحقا
قلت: جميع و كل هذه الاحاديث هي كما ذكرنا من طريق زر بن حبيش و زر كان كثيرا يسأل ابن مسعود في المسألة فلا يفهم منه فيعود الي ابي بن كعب فيسأله اما لزيادة في الفهم او التأكد
و مثال ذلك من مسند الامام احمد ايضا :
حديث القدر
حديث ليلة القدر
اذن فهذه الاحاديث الواردة في ذكر المعوذتين كلها استنتاج من زر لذا فإن :
1-النووي في شرح المهذب
و ابن حزم في المحلي
و فخر الرازي في اوائل تفسيره
و الباقلاني
قد اجمعوا علي ان هذه الاحاديث (( اي احاديث مسند الامام احمد )) شاذة (( في المتن اقصد و ليس السند طبعا ))
و اليكم دليلهم :
1-في اسانيد القراءات العشر قراءات تدور علي عبد الله بن مسعود و لم نجد في هذه القراءات انكارا للمعوذتين و اصحاب هذه القراءات هم :
قراءة ابي عمرو البصري
عاصم بن ابي النجود
حمزة بن حبيب الزيات
علي بن حمزة الكسائي
يعقوب بن اسحاق الحضرمي
خلف بن هشام البزار