مـُلحـِد بني قاديان
كتبه: فؤاد العطار
رجاء الضغط على الصور للتكبير
طالما شنع القاديانيون في الماضي و الحاضر على من تبنى من المسلمين الرأي القائل بأن عيسى عليه السلام لم يمت (1) و بأنه رفع بجسده إلى السماء، فتارة يرمون أولئك المسلمين زوراً و بهتاناً بالشرك أو بتأليه المسيح (ع) أو بتأييد عقائد النصارى الشركية و قد يظنّ من يقرأ كلام عبيد يلاش (2) في هذا المجال بأن أي كائن بشري يغادر الغلاف الجوي للأرض يصير إلهاً.
في هذا المقال سأبرز الأدلة من كتابات الميرزا غلام أحمد القادياني – نبيّ الجماعة الأحمدية المشهورة بالقاديانية – حيث تثبت تلك الوثائق القاديانية بأن الميرزا ظل طوال 52 سنة من حياته يعلن إيمانه بعدم وفاة المسيح عليه السلام و بأنه حيّ بجسده في السماء، و أن الميرزا ظل طوال حوالي 12 عاماً من نبوته المزعومة يؤمن بما سماه هو عقيدة شركية و سماه خليفته الموعود إلحاداً و ظل يبشر بهذه العقيدة مع أنه ادعى لاحقاً بأن إلهه ما أرسله إلا ليهدمها!
و سأبين أيضاً في هذا المقال بأن رأي الميرزا اللاحق حول موت المسيح (ع) ظل يقول بحياته بجسد في السماء و ذلك من خلال عقيدة الميرزا القائلة بأن الأرواح يلزمها أجساد جديدة بعد الموت مباشرة.
الميرزا يقول بحياة المسيح (ع) في السماء في كتابه "براهين أحمدية"
كتب الميرزا سنة 1884م في كتابه الذي يدعي القاديانيون اليوم بأنه هزم النصرانية و جعل من الميرزا مجدداً ما يلي: ((النبي عيسى (ع) ترك الإنجيل بصورته غير الكاملة و رفع إلى السماء، و سيظل الإنجيل غير مكتمل إلى فترة طويلة بين أيدي الناس)) – براهين أحمدية الجزء 4 صفحة 431. أنظر الوثيقة بالأوردو على الرابط القادياني التالي: www.ahmadiyyalibrary.com/see3.php?rk-535
و كتب أيضاً ((عندما يعود عيسى (ع) مرة أخرى إلى هذا العالم فإن الدين سينتشر في كل بقاع الأرض)) – براهين أحمدية الجزء 4 صفحة 593. أنظر الوثيقة بالأوردو على الرابط القادياني التالي:
www.ahmadiyyalibrary.com/see3.php?rk-697
و في الكتاب القادياني التبشيري (حياة أحمد) الذي نشرته الجماعة الأحمدية شعبة ربوة يقول الكاتب ما يلي:
((أحمد (ميرزا غلام أحمد القادياني) أكد في كتابه براهين أحمدية المنشور عام 1884م العقيدة التقليدية بأن المسيح حي في السماء و بأنه سيأتي مرة ثانية إلى الدنيا، أنظر صفحة 361 و 499 في الهامش رقم 3. لم يكن يخاف من العقلانية التي انحنى لها سابقا السير سيد (أحمد خان) باستسلام. لكن في العام 1891م و عندما أخبر الله أحمد بأن المسيح قد مات، عندها فقط غير عقيدته بهذا الصدد)) - حياة أحمد ص 40 الهامش رقم 2.
علماً أن الميرزا ادعى بأنه بدأ باستقبال الوحي عندما كان في الأربعين من عمره أي في حوالي سنة 1879م، أي أنه ظل يستقبل وحي النبوة المدعى حتى العام 1891م دون أن ينكر عليه ذلك الوحي ما سماه لاحقاً شركاً عظيماً. و كفى بهذا الإدعاء كذباً على الله سبحانه الذي لا يرضى لعباده الكفر فكيف يرضى بشرك عظيم لنبي مرسل.
يقول الميرزا في كتابه "مرآة كمالات الإسلام" ص 548: ((و لما بلغت أشد عمري و بلغت أربعين سنة جاءتني نسيم الوحي))
و قال الميرزا سنة 1902م في كتابه "إعجاز المسيح" ص 202 ما يلي: ((و قد أوحي إليّ إلى مدة هي مدة وحي خاتم النبيين و كلمت قبل أن أزنأ من الأربعين إلى أن زنأت من الستين)) (3)
لاحقاً: الميرزا يكفـّر القائلين بحياة المسيح (ع) في السماء
في كتابه "ضميمة حقيقة الوحي" سنة 1907م كتب الميرزا في الصفحة رقم 660 السطر 12 ما يلي:
((فمن سوء الأدب أن يقال بأن عيسى ما مات و إن هو إلا شرك عظيم))
إذاً و حسب رأي الميرزا نفسه فإنه كان مشركاً قليل الأدب خلال السنوات ال 52 الأولى من حياته و خلال 12 عاماً من إرساله نبياً كما زعم.
المجدد الملحد
و الآن لنقرأ ما كتبه الخليفة القادياني الثاني - الملقب بالمصلح الموعود - بخصوص إنجازات والده الميرزا:
((أنقذ الإسلام من الشرك و الإلحاد الشائعين بين المسلمين بإثباته أن المسيح قد مات موتاً طبيعياً)) – مريم تكسر الصليب ص 170. أنظر الوثيقة على الرابط القادياني التالي:
http://www.anti-ahmadiyya.org/ Files/topics/attar/maryam_p116-176.zip
إذاً فرأي مصلح القاديانية الموعود يقتضي أن الميرزا غلام نفسه كان مشركاً و ملحداً معظم حياته و طوال نصف فترة نبوته المزعومة.
كان يعلم بأنه ينشر الشرك و الإلحاد لكنه أخفى الحقيقة
مع أن الميرزا قام في كتابه "براهين أحمدية" سنة 1884م بنشر عقيدته حول حياة المسيح (ع) بجسده في السماء و بأنه لم يمت و سيعود إلى هذه الدنيا بنفسه في آخر الزمان إلا أن الميرزا ظل ينشر و يبيع هذا الكتاب و لم يقل بموت المسيح (ع) إلى أن جاء العام 1891م. لكن الميرزا ادعى في إحدى كتاباته الإلهامية اللاحقة بأنه كان يعلم منذ العام 1881م بأن المسيح (ع) لن يعود و بأن الميرزا هو المسيح الموعود لكنه أخفى الحقيقة لمدة عشر سنين –أي حتى العام 1891م – لأنه لم يكن مستعجلاً في إظهارها!.
يقول الميرزا في كتابه "مرآة كمالات الإسلام" ص 551 سنة 1893م : ((و الله قد كنت أعلم من أيام مديدة أنني جعلت المسيح بن مريم و أني نازل في منزله و لكن أخفيته نظراً إلى تأويله بل ما بدلت عقيدتي و كنت عليها من المستمسكين و توقفت في الإظهار عشر سنين و ما استعجلت و ما بادرت و ما أخبرت حِباً و لا عدواً و لا أحداً من الحاضرين))
ظل مصراً على الشرك مع أن وحيه دعاه لترك ذلك الشرك
لكن ليفتضح تناقضه و دجله فإن الميرزا كتب لاحقاً في كتابه "أيام الصلح" ص271 سنة 1899م ما يلي: ((في براهين أحمدية قمت أنا مخطئاً بتفسير التوفي بأنه إيفاء الجزاء الكامل، و قد استغل القساوسة هذا الأمر ضدي في بعض الأحيان. لكن ليس لهؤلاء ما يبرر كلامهم فأنا أعترف بأني كنت مخطئاً في ذلك التفسير. الوحي الرباني كان واضحاً لكنني مثل غيري من البشر أتعرض للخطأ و للنسيان)) – أنظر الوثيقة بالأوردو على الرابط القادياني التالي:
http://www.ahmadiyyalibrary.com/see3.php?rk-7555
فالميرزا يقول هنا بأنه كان مخطئاً في قوله بعدم وفاة المسيح (ع) و بحياته بجسده في السماء و عودته لاحقاً إلى الأرض كما ذكر في كتابه براهين أحمدية ج4 سنة 1884م. و يقول هنا أيضاً بأن الوحي النازل عليه وقتها كان بخلاف عقيدته المعلنة لكن الميرزا العبقري لم يفهم ذلك الوحي لمدة عشر سنوات. هذا مع أن الميرزا قال سابقاً بأنه كان يعلم الحقيقة لكنه أخفاها لأنه لم يكن في عجلة من أمره! فهنيئاً للقاديانيين زعيمهم الملهم الذي كان يدعو الناس إلى ما سماه هو شركاً مع أن وحيه كان يدعوه طوال عشر سنين لترك ذلك الشرك لكنه لم يفهم.
عيسى عليه السلام يعيش بجسد جديد في السماء!
يقول الميرزا في كتابه "فلسفة تعاليم الإسلام" ما يلي:
)) لا بدّ للروح من مصاحبة جسم على الدوام لأداء واجباتها حق الأداء. صحيح أن هذا الجسم الفاني يفارق الروح عند الموت ولكنها في عالم البرزخ تُعَوَّضُ عنه بجسم آخر((. أنظر النص على الرابط القادياني التالي:
http://www.islamahmadiyya.com/show_page.asp?content_key=6&article_id=14
علماً أن الميرزا ادعى بأن روح عيسى (ع) موجودة في السماء و بأنه ينام و يستيقظ من نومه ليتفقد حال النصارى من بعده، حيث كتب الميرزا في كتابه "سرّ الخلافة" ص 373 ما يلي:
((فيفتح الله عين نبي متوفي كان أرسل إلى تلك القوم فيصرف نظره إليهم كأنه استيقظ من النوم و يجد فيهم ظلماً و فساداً كبيراً)) (4). و يضيف في الصفحة التالية قائلاً: ((فهذا هو نزول عيسى الذي هم فيه يختلفون)).
هذا يعني بأن روح عيسى عليه السلام موجودة في السماء حسب وحي الميرزا غلام، و لا بد لأي روح من جسد جديد بعد الموت حسب كلام الميرزا في كتاب "فلسفة تعاليم الإسلام". فحاصل الكلام الأخير للميرزا هو أن عيسى (ع) بعد أن مات أعطي جسداً جديداً في السماء و إن كان هذا الجسد يختلف بطبيعته عن الجسد الدنيوي.
إذاً فحتى بعد قوله بموت المسيح (ع) فإن رسالة الميرزا إلى البشرية هي أن المسيح (ع) موجود في السماء و لكن بجسد سوبر خاص ينام و يصحو و يفتح عينيه بل و يطلع على أحوال قومه بعد غيابه عنهم و أن هذا ليس تأليها للمسيح (ع) بينما رأي من قال من المسلمين بأن عيسى (ع) موجود في السماء و لكن بجسد بشري عادي هو شرك و إلحاد!!! أقول: هنيئاً للقاديانيين هذه الرسالة اليلاشية التي تثبت ألوهية جميع رواد الفضاء الذين رفعوا بأجسادهم العادية إلى السماء. و هنيئاً للقاديانيين نبيهم المزعوم الذي كان حسب آرائه مشركاً و ملحداً معظم حياته.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فؤاد العطار
Anti_Ahmadiyya@yahoo.com
1- لقد وضحت سابقاً بأنني أؤيد الرأي الإسلامي القائل بوفاة المسيح (ع) و ببعثه قبل يوم القيامة ليقتل الدجال الذي سيظهر بعد إغلاق باب التوبة. قال تعالى: ((هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ )). سورة الأنعام 158. و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص) : ((ثَلاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ)). رواه مسلم. و عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : (( إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا )) رواه مسلم. فعيسى (ع) يبعث لينهي فتنة الدجال، أما من آمن بعيسى (ع) بعد بعثه قبل يوم القيامة فلا ينتفع بإيمانه لأن باب التوبة يغلق بعد طلوع الشمس من مغربها. هذا ما يستنتج من الآية الكريمة و من مجمل الأحاديث الصحيحة في هذا الباب و الله سبحانه أعلم.
2-جاء في كتاب الوحي القادياني "تذكرة" أن الميرزا كتب ما يلي: (( يلاش هو اسم الإله و كلمة إلهامية جديدة ما وجدت على شاكلتها في القرآن و لا في الحديث و لا في كتاب من المعاجم و قد كشف لي عن معناها أي "يا لا شريك")). (( إنه كفر عظيم أن يسمى نبي باسم "يلاش" و لا معجزة أو كرامة خارقة لنبي إلا يشاركه فيها آلاف من الناس)) - عن الترجمة القاديانية الإنجليزية لكتاب "تذكرة" ص 219. أنظر الوثيقة على الرابط التالي: http://www.anti-ahmadiyya.org/Files/topics/attar/40_8.jpg
3- في هذا الوحي يقول الميرزا بأن عمره في سنة 1902م هو حوالي الستين عاماً. أي أنه مات سنة 1908م و عمره لا يتجاوز ال 68 عاماً. و مع أن الميرزا ادعى هنا بأنه بدأ باستقبال الوحي عندما بلغ الأربعين من عمره إلا أن هذا لم يمنعه في كتاب آخر من الإدعاء بأنه كان قد استقبل وحياً عربياً مباشراً عندما كان في الخامسة و العشرين من عمره. أرجو قراءة الوثيقة على الرابط القادياني التالي و هي الصفحة رقم 7 من كتاب الوحي القادياني "تذكرة" http://www.alislam.org/library/books/tadhkirah/?page=7
ففي هذه الصفحة من كتاب تذكرة قال الميرزا بتاريخ 15 ديسمبر 1900م : ((لقد استلمت الوحي التالي قبل 35 عاماً "ثمانين حولاً أو قريباً من ذلك أو تزيد عليه سنيناً و ترى نسلاً بعيداً")). فانظروا إلى الكذب المفضوح لغلام قاديان فها هو يدعي بأنه كان قد استقبل وحياً و خبراً غيبياً عندما كان في الخامسة و العشرين من العمر بينما ادعى في أكثر من كتاب بأنه بدأ باستقبال الوحي عندما بلغ الأربعين من العمر. و هذا الوحي القديم الذي ادعاه الغلام لا يثبت تناقضه فقط بل يثبت كذبه و دجله أيضاً فالميرزا مات في حوالي الثامنة و الستين من العمر و لم يبلغ الثمانين أو حتى قريباً من ذلك.
http://www.anti-ahmadiyya.org/Files/topics/attar/40_9.jpg