الصواعق المرسلة علي ردود ابن الورقاء المهلهلة
الجزء الأول- بقلم مسلم فور ايفر
بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي نبيه الكريم سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين وبعد:
كنت في نقاش مع أحد البهائيين في مدونته عن مسألة صلب المسيح عليه السلام و فجأة ظهر ابن الورقاء و أدلي بدلوه في الموضوع و كنت قد قرأت رده المتهافت علي الاخ مسلم موحد حيث حاول ابن الورقاء ان يثبت صلب المسيح وأن يرد علي أدلة أخينا ولكن لم تسعفه هشاشة خرافة الصلب. و كان بودي أن أعلق علي رده ووجدت مداخلته هذه فرصة لي لابين له بعض الاخطاء الفادحة التي وقع فيها.
الي الاستاذ ابن الورقاء أقول وعلي نفسها جنت براقش
أنت تقول “عن ماذا تتحدث الأناجيل؟
الأناجيل الأربعة تؤرخ لحادثة الصلب كما حدثت تاريخياً من قبل مجىء الإسلام بحوالى ستة قرون و التاريخ الإنسانى طوال هذة الفترة لم يسجل اعتراض على حادثة الصلب ولكن كان هناك سؤال مطروح من الذى صلب السيد المسيح هل الرومان ام اليهود ؟ الى ان صرح الفاتيكان فى عصر البابا بولس ان الرومان هم الذين صلبوا المسيح . هذا هو التاريخ”
فأقول أي تاريخ هذا ومن أين استقيت معلوماتك؟؟؟ ولا أدري أتتجاهل الحقائق العلمية أم انك تجهلها
فان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم
أولا الاستشهاد بأي وثيقة في أي أمر مهما كان يستلزم صحة هذه الوثيقة. أن أبسط محاكمة اذا تقدم فيها أحد الشهود وأدلي بشهادته وسأله القاضي أرأيت الحادثة فقال لا, فان شهادته غير مقبوله. وعليه فحين تقول “الاناجيل الاربعة” فنرجوا أن تذكر لنا اسماء “متي ولوقا ومرقص ويوحنا” من هؤلاء النكرات الذين لا يعرف لهم أصل ولا فصل؟؟ وأنا أتحداك أن تذكر اسم أحدهم بالكامل فضلا أن أن تثبت أنه أهل لكتابة كلام الله تعالي. ثانيا لوقا ومرقص لم يريا المسيح عليه السلام قط و لا قابلاه فكيف تقبل شهادتهما في أمر لم يرياه؟؟؟ لو أدليا بشهادتيهما في قضية مرور لردت عليها وبسرعة. فاثنان من هؤلاء الشهود هما شاهد ما شافش حاجة والاثنان الاخران مجهولان. و هذه الاناجيل الاربعة لم يرهاالمسيح عليه السلام و قرأت عليه و لا أملاها فكيف توصف بأنها لانجيل الذي آتاه الله لعيسي عليه السلام؟؟ وكما يقول الدكتور منقذ السقار حفظه الله في كتابه “هل العهد الجديد كلمة الله” “لكن المتفق عليه عند مؤرخي الكنيسة أن الأناجيل الأربعة ورسائل بولس قد أقرت في أواخر القرن الثاني ، وكان أول من ذكر الأناجيل الأربعة المؤرخ أرمينيوس سنة 200م تقريباً ، ثم ذكرها كليمنس اسكندريانوس ودافع عنها واعتبرها واجبة التسليم” فكيف تكون هي الانجيل الذي اعطاه الله للمسيح عليه السلام وكان المسيح يتلوه حق تلاوته و يحكم بين الناس به؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثم علي أي أساس اختارت الكنيسة هذه الاناجيل دون عشرات الاناجيل الاخري؟ ولماذا لا تكون تلك هي الصحيحة مادام الامر لا يعتمد علي سند الي المسيح عليه السلام وانما علي أهواء اولائك الذين اجتمعوا في مجمع نيقية ؟ و لست من أنا يقول هذا بل العالم الالماني تولستوي في مقدمة إنجيله الخاص الذي وضع فيه ما يعتقد صحته ” لا ندري السر في اختيار الكنيسة هذا العدد من الكتب وتفضيلها إياه على غيره ، واعتباره مقدساً منزلاً دون سواه مع كون جميع الأشخاص الذين كتبوها في نظرها رجال قديسون …. وياليت الكنيسة عند اختيارها لتلك الكتب أوضحت للناس هذا التفضيل …إن الكنيسة أخطأت خطأ لا يغتفر في اختيارها بعض الكتب ورفضها الأخرى واجتهادها … ” فهنيئا لك أنت و النصاري هذه الاناجيل التي تم انتخابها بالقرعة.
ثم أتحفنا ابن الورقاء بمعلومة قيمة لم يسبقه اليها أحد ولا النصاري أنفسهم ألا وهي قوله ” و التاريخ الإنسانى طوال هذة الفترة لم يسجل اعتراض على حادثة الصلب ولكن كان هناك سؤال مطروح من الذى صلب السيد المسيح هل الرومان ام اليهود ؟”
وأنا أقول لو سكت يا ابن الورقاء لكان خيرا لك.
لقد جهل ابن الورقاء أو تجاهل أن الكثير الكثير مما لا يعد كثرة من فرق النصاري كانت تنكر خرافة الصلب وتؤكد أن المسيح عليه السلام لم يصلب ولم يقتل حتي أن فرق النصاري الاخري عدت هذا المعتقد من الهرطقات
“أن قدماء النصارى كثر منهم منكرو صلب المسيح، وقد ذكر المؤرخون النصارى أسماء فرق كثيرة أنكرت الصلب. وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون. وبعض هذه الفرق قريبة العهد بالمسيح، إذ يرجع بعضها للقرن الميلادي الأول ففي كتابه “الأرطقات مع دحضها ” ذكر القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري أن من بدع القرن الأول قول فلوري: إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء. ويبدو أن هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول فنتون شارح متى: ” إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع”. وقد استمر إنكار صلب المسيح، فكان من المنكرين الراهب تيودورس (560م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م) وغيرهم. ولعل أهم هذه الفرق النكرة لصلب المسيح الباسيليديون؛ الذين نقل عنهم سيوس في ” عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرانية ” والمفسر جورج سايل القول بنجاة المسيح، وأن المصلوب هو سمعان القيرواني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي، ولعل الاسمين لواحد، وهذه الفرقة كانت تقول أيضاً ببشرية المسيح. ويقول باسيليوس الباسليدي: ” إن نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح”. ولعل هؤلاء هم الذين عناهم جرجي زيدان حين قال: ” الخياليون يقولون: إن المسيح لم يصلب، وإنما صلب رجل آخر مكانه “.
ومن هذه الفرق التي قالت بصلب غير المسيح بدلاً عنه: الكورنثيون والكربوكراتيون والسيرنثيون. يقول جورج سايل: إن السيرنثيين والكربوكراتيين، وهما من أقدم فرق النصارى، قالوا : إن المسيح نفسه لم يصلب ولم يقتل، وإنما صلب واحد من تلاميذه، يشبهه شبهاً تاماً، وهناك الباسيليديون يعتقدون أن شخصاً آخر صلب بدلاً من المسيح. وثمة فِرق نصرانية قالت بأن المسيح نجا من الصلب، وأنه رفع إلى السماء، ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية. وهذه الفرق الثلاث تعتقد ألوهية المسيح، ويرون القول بصلب المسيح وإهانته لا يلائم البنوة والإلهية. كما تناقل علماء النصارى ومحققوهم إنكار صلب المسيح في كتبهم، وأهم من قال بذلك الحواري برنابا في إنجيله. ويقول ارنست دي بوش الألماني في كتابه ” الإسلام: أي النصرانية الحقة ” ما معناه: إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس، ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح، لا في أصول النصرانية الأصلية. ويقول ملمن في كتابه ” تاريخ الديانة النصرانية ” : ” إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدقهم القرآن “. وأخيراً نذكر بما ذكرته دائرة المعارف البريطانية في موضوع روايات الصلب حيث جعلتها أوضح مثال للتزوير في الأناجيل. ومن المنكرين أيضاً صاحب كتاب ” الدم المقدس، وكأس المسيح المقدس ” فقد ذكر في كتابه أن السيد المسيح لم يصلب، وأنه غادر فلسطين، وتزوج مريم المجدلية، وأنهما أنجبا أولاداً، وأنه قد عثر على قبره في جنوب فرنسا، وأن أولاده سيرثون أوربا، ويصبحون ملوكاً عليها. وذكر أيضاً أن المصلوب هو الخائن يهوذا الأسخريوطي، الذي صلب بدلاً من المسيح المرفوع. وإذا كان هؤلاء جميعاً من النصارى، يتبين أن لا إجماع عند النصارى على صلب المسيح، فتبطل دعواهم بذلك” (هل افتدانا المسيح علي الصليب للكتور منقذ)
و بالمناسبة فان قول صاحب كتاب “الدم المقدس” يتفق مائة في المائة مع قول بهاء الله في كتاب “نداء رب الجنود” وكذلك في “الكتاب المبين” حيث يقول ” ثمّ اذكر الأيام الّتی فيها اتی الرّوح و حكم عليه هيرودس قد نصر اللّه الرّوح بجنود الغيب و حفظه بالحقّ و ارسله الی ارض اخری وعداً من عنده انّه هو الحاكم علی ما يريد انّ ربّك يحفظ من يشآء لو يكون فی قطب البحر او فی فم الثّعبان او تحت سيوف الظّالمين ” (نداء رب الجنود ص 32) اذا فالمسيح عليه السلام حفظه الله ونقله الي ارض أخري كما يقول بهاء الله نفسه. وقبل أن يبدأ البهائي بممارسة هوايته المفضلة وهي تحريف النصوص ويقول أن حفظ الله للمسيح معناه ان جسد المسيح قتل ولكن شرعه لم يقتل فاني أذكره بما قال بهاء الله في الكتاب الاقدس ” ان الذي يؤول مانزل من سماء الوحي ويخرجه عن الظاهر انه ممن حرف كلمة الله العليا وكان من الاخسرين في كتاب مبين” وان أبي أصر علي التأويل فاليه ما ذكره بهاء الله في نفس الكتاب وهو كتاب نداء رب الجنود حيث يوقول ” اخی لمّا رأی الأمر ارتفع وجد فی نفسه كبراً و غروراً خرج عن خلف الأستار و حارب نفسی و جادل بآياتی و كذّب برهانی و جحد آثاری و ما شبع بطن الحريص الی ان اراد اكل لحمی و شرب دمی يشهد بذلك عباد هاجروا مع اللّه و عباد مقرّبون و شاور فی ذلك احد خدّامی و اغواه علی ذلك اذاً نصرنی اللّه بجنود الغيب و الشّهادة و حفظنی بالحقّ” (نداء رب الجنود ص 5) فان كان حفظ الله للمسيح هو حفظ لرسالته دون شخصه فما معني حفظه لبهاء الله؟ هل معني ذلك ان بهاء الله قتل وحفظت رسالته؟ الجواب كلا! اذا علي أساس يفرق البهائي بين قول الله ان الله حفظ المسيح وان الله حفظه هو؟؟ لماذا حفظ احدهما هو حفظ لرسالته دون شخصه وحفظ الاخر هو حفظ شخصه ورسالته؟؟
واليك هذا الرابط لموقع نصراني وهو يعترف بوجود طوائف في النصرانية كانت تنكر صلب المسيح حتي قبل الاسلام http://www.ortmtlb.org.lb/Massuh/MortdeJesus.htm
واليك ايضا هذا الكلام من موقع نصراني أخر حيث يقول “وتنبئنا المصادر التاريخية أن أسطورة الشبه هذه كما أشار إليها القرآن لم تكن أمراً مستحدثاً، بل سبق لهراطقة المسيحية في القرون الستة الأولى الميلادية أن نادوا بمثل هذه البدعة. فهذه فرقة البازيليديسيين الغنوسية تدّعي أن سمعان القيرواني الذي حمل الصليب عن المسيح عندما أعيا، رضي أن يُصلب عوضاً عن المسيح، فألقى الله عليه شبهه، فصارت هيئته مثل هيئة المسيح وتمَّ صلبه.
وكذلك قال الدوكيتيون إن المسيح لم يُصلب مطلقاً إنما بدا أو تراءى لليهود أنهم صلبوه. والواقع أن اسم الدوكيتيين مشتق من فعل يوناني معناه “يظهر” أو “يتراءى”، وهو رمز لمجمل عقيدتهم في الصلب.
ولم تندثر بدعة عدم صلب المسيح في سياق تاريخ الكنيسة بل ظلت تطل برأسها بين الفينة والفينة بين الأوساط المسيحية على أيدي أفراد أو جماعات متفرقة من دعاة المعرفة. ففي سنة 185 م ادّعت طائفة هرطوقية من نسل كهنة طيبة الذين اعتنقوا المسيحية أنه “حاشا للمسيح أن يُصلب، بل رُفع إلى السماء سالماً”. وفي سنة 370 م ظهرت إحدى الفرق الغنوسية الهرموسية التي أنكرت صلب المسيح وقالت: “إنه لم يُصلب بل شُبه للناظرين أنهم صلبوه”. وفي سنة 520 م فرّ ساويرس أسقف سوريا إلى الإسكندرية فوجد فيها فئة من الفلاسفة يعلّمون أن المسيح لم يُصلب بل شُبه للناس أنهم صلبوه. وفي سنة 560 م أنكر الراهب تيودورس طبيعة المسيح البشرية وبالتالي أنكر صلبه. وفي سنة 610 م شرع الأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص ينادي مدعياً بأن المسيح لم يصلب بل شُبه للناظرين أنهم صلبوه[8] .
ومن جملة الذين نادوا بنظرية الشبيه أيضاً ماني المتنبّئ الفارسي (27 م) فقد ادّعى أن يسوع هو ابن أرملة، وأن الذي صُلب هو ابن أرملة نايين الذي كان المسيح قد أقامه من بين الأموات. ونقرأ في تقليد مَانَوِي آخر أن الشيطان الذي سعى في صلب المسيح وقع في حفرة مؤامرته وصُلب مكانه.
يتضح من هذا العرض التاريخي الموجز أن بدعتي الشبه وإنكار صلب المسيح، قد أخذهما الإسلام عن الهرطقات المسيحية، ولا سيما أن هذه الهرطقات كانت شائعة في عصر ظهور الإسلام، وفي شبه الجزيرة العربية بالذات، بين الفرق الغنوسية التي لم تقم حجتها على الوقائع التاريخية أو المستندات الرسمية، بل كانت وليدة تصورات شخصية تدور في جوهرها حول طبيعة جسد المسيح[9] . بل إننا نجد أن مجمع القسطنطينية الذي انعقد في سنة 381 م قد أرسل المطران غريغوري النيقي لزيارة الكنائس في العربية والقدس التي انفجرت فيها النزاعات وهددتها الانقسامات
واليك الرابط الذي نقلت منه http://www.light-of-life.com/arb/agospel/
اذا فأين الاجماع الذي زعمته اذا كان النصاري أنفسهم يعترفون أن الكثيرين كانوا ينفون صلب المسيح؟؟؟؟ وكيف يعترف النصاري بأن الكثير منهم كان ينكر الصلب ثم تأتي أنت لتقول أن حادثة الصلب كانت محل اجماع؟ لماذا تكون ملكيا أكثر من الملك؟؟
ثم يقول ابن الورقاء ” إذ نتصفح العهد القديم من التكوين إلى ملاخي نجد الكثير من النبوات عن المسيح وقد سبق وأوضح لنا المسيح أهمية معرفة هذه النبوات التي تحدثت عنه، وأقول اثبت العرش ثم انقش ما تشاء وماكان لكتاب محرف ان يكون دليلا علينا. ولكن من باب التسليم الجدلي و ألزام الخصم بما ألزم به نفسه فاليك هذه النبوؤات من العهد القديم علي أن المسيح لم يصلب
” لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل، قام ملوك الأرض، وتآمر الرؤساء معا على الرب، وعلى مسيحه، قائلين: لنقطع قيودها ولنطرح عنا رُبُطهما.
الساكن في السماوات يضحك، الرب يستهزئ بهم، حينئذ يتكلم عليهم بغضبه، ويرجفهم بغيظه ” ( المزمور 2/1 – 5 ). فلماذا كان يضحك الرب هل لان مسيحه قتل؟؟؟ و أنا لا أستبعد أية اجابة سفسطائية من بهائي وعليه فسأترك الاجابة للعهد القديم الذي يعلل ضحك الرب قائلا ” “الشرير يتفكر ضد الصدّيق، ويحرق عليه أسنانه، الرب يضحك به، لأنه رأى أن يومه آت، الأشرار قد سلّوا السيف، ومدوا قوسهم لرمي المسكين والفقير، لقتل المستقيمِ طريقُهم، سيفهم يدخل في قلبهم، وقسيّهم تنكسر” (المزمور 37/12-15)، لقد ضحك لفشل المؤامرة، وعودها على أصحابها، فقد وقعوا في الحفرة التي حفروها للمسيح الذي نجاه الله.
” يا رب، إلهي عليك توكلت، خلصني من كل الذين يطردونني، ونجني لئلا يفترس كأسد نفسي، هاشماً إياها، ولا منقذ. يا رب، إلهي، إن كنت قد فعلت هذا، إن وجد ظلم في يدي، إن كافأت مسالمي شراً، وسلبت مضايقي بلا سبب، فليطارد عدو نفسي، وليدركها، وليدس إلى الأرض حياتي، وليحط إلى التراب مجدي، سلاه. قم يا رب بغضبك، ارتفع على سخط مضايقي، وانتبه لي. بالحق أوحيت، ومجمع القبائل يحيط بك، فعد فوقها إلى العلا، الرب يدين الشعوب، اقض لي يا رب كحقي، ومثل كمالي الذي فيّ، لينته شر الأشرار، وثبت الصديق، فإن فاحص القلوب والكلى: الله البار، ترسي عند الله مخلص مستقيمي القلوب.
الله قاض عادل، وإله يسخط كل يوم، إن لم يرجع يحدد سيفه: مد قوسه وهيأها، وسدد نحوه آلة الموت، يجعل سهامه ملتهبة.هو ذا يمخض بالإثم، حمل تعباً، وولد كذباً، كرى جُبّاً حفره، فسقط في الهوة التي صنع، يرجع تعبه على رأسه، وعلى هامته يهبط ظلمه. أحمد الرب حسب بره، وأرنم لاسم الرب العلي” (المزمور 7/1-17 ) . جاء في كتاب ” دراسات في المزامير ” لفخري عطية: ” واضح أنه من مزامير البقية، إذ يشير إلى زمن ضد المسيح، وفيه نسمع صوت البقية، ومرة أخرى نجد روح المسيح ينطق على فم داود بالأقوال التي تعبر عن مشاعر تلك البقية المتألمة، في أيام الضيق العظيمة “. والربط واضح وبيّن بين دعاء المزمور المستقبلي ” يا رب، إلهي، عليك توكلت، خلصني من كل الذين يطردونني ونجني…. ” وبين دعاء المسيح ليلة أن جاءوا للقبض عليه “إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس”. ثم يطلب الداعي من الله عوناً؛ أن يرفعه إلى فوق، في لحظة ضيقه ” فعد فوقها إلى العلا “، ويشير إلى حصول ذلك في لحظة الإحاطة به ” ومجمع القبائل – يحيط بك، فعد فوقها إلى العلا “. ثم يذكر المزمور بأن الله ” قاض عادل ” فهل من العدل أن يصلب المسيح أم يهوذا ؟ ثم يدعو الله أن يثبت الصديق، وأن ينتهي شر الأشرار، ويؤكد لجوءه إلى الله، مخلص القلوب المستقيمة. ثم يتحدث المزمور عن خيانة يهوذا. وقد جاء ” مد قوسه وهيأها، وسدد نحوه آلة الموت ” (القُبلة الآثمة) ” ويجعل سهامه ملتهبة “. ولكن حصل أمر عظيم، لقد انقلب السحر على الساحر، ” هو ذا يمخض بالإثم، حمل تعباً، وولد كذباً، كَرَى جُبّاً، حفره فسقط في الهوة التي صنع، يرجع تعبه على رأسه، وعلى هامته يهبط ظلمه ” لقد ذاق يهوذا ما كان حفره لسيده المسيح، ونجا المسيح في مجمع القبائل إلى العلا. لقد تحقق فيه قانون الله في الخائنين ” من يحفر حفرة يسقط فيها، ومن يدحرج حجراً يرجع عليه” (الأمثال 26/27)، وفي موضع آخر “الشرير تأخذه آثامه، وبحبال خطيته يمسك، إنه يموت من عدم الأدب، وبفرط حمقه يتهور” (الأمثال 5/22-23)، وفي سفر الجامعة “من يحفر هوة يقع فيها، ومن ينقض جداراً تلدغه حية” (الجامعة 10/8). وهذا ما أسفر عنه المزمور التاسع بوضوح حين قال: ” لأنك أقمت حقي ودعواي، جلست على الكرسي قاضياً عادلاً، انتهرت الأمم، أهلكت الشرير.. تورطت الأمم في الحفرة التي عملوها، في الشبكة التي أخفوها انتشبت أرجلهم، معروف هو الرب قضاءً أمضى: الشرير يعلق بعمل يده ” ( المزمور 9/4 – 16)، فهل تراه علق يهوذا بشرِّ يديه أم نجا من قانون الله وقضائه، وأفلت من الشبكة التي نصبها للمسيح؟ ثم ينتهي المزمور بحمد الله على هذه العاقبة ” أحمد الرب حسب بره، وأرنم لاسم الرب العلي ” وهكذا نرى في هذا المزمور صورة واضحة لما حصل في ذلك اليوم، حيث نجى الله عز وجل نبيه، وأهلك يهوذا.
واليك هذه النبوؤة الاخري ” “طوبى للذي ينظر إلى المسكين، في يوم الشر ينجيه الرب، الرب يحفظه ويحييه، يغتبط في الأرض، ولا يسلمه إلى مرام أعدائه، الرب يعضده وهو على فراش الضعف” (المزمور 41/1-3).” فالله تعالي لا يسلم مسيحه الي أيدي أعدائه
فهذا هو العهد القديم المحرف الذي تستشهد به ومع ذلك ففيه ما ينسف قولك
ثم بعد ذلك بدأ ابن الورقاء يدلس علي القرءان الكريم و يحرف معانيه كماهي عادة البهائية فرسان التحريف ..
التكملة في الجزء الثاني.. المقالة التالية