الصواعق المرسلة علي ردود ابن الورقاء المهلهلة
الجزء الثاني- بقلم مسلم فور ايفر
يضيف ابن الورقاء قائلا:
” وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {آل عمران/169} هذه الآية الكريمة تنفي صفة الموت عن الشهداء كما نفت الآية 157 من سورة النساء صفة القتل و الصلب عن عيسى عليه السلام.
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ {البقرة/154} هذه الآية 154 من سورة البقرة تنفي الموت عن كل من يقتل في سبيل الله و تؤكد أن لهم الحياة الأبدية و إن كان هذا حال الشهداء في النص القرآني فما بالنا بحال كلمة الله روح الله عيسى عليه السلام وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا {مريم/33} ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ {مريم/34} و عد الله في سورة مريم بظهورين لعيسى عليه السلام ظهوره الأول بين اليهود و ظهوره الثاني يوم القيامة و الآية تؤكد موت المسيح مع بقاء حقيقته الأزلية التي يبعثها الله في ظهور جديد يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا {مريم/12} وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا {مريم/13} وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا {مريم/14} وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا {مريم/15} الآيات الكريمة تتحدث عن يوحنا المعمدان يحيى ابن زكريا عليه السلام المبشر بظهور عيسى عليه السلام و قد أجمعت المصادر المسيحية و الإسلامية أنه استشهد على يد اليهود و نلاحظ التطابق الواضح بين آية 15 من سورة مريم المتعلقة بيحيى و الآية 33 من نفس السورة المتعلقة بالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام. إذن الاستشهاد كان مصير كل منهما. و الآية الكريمة تؤكد حقيقة بعث يوحنا المعمدان و رجعته مثل رجعة عيسى عليه السلام التي وردت في الكتاب المقدس. وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ {آل عمران/54} إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {آل عمران/55} الآية الكريمة تؤكد أن الله خذل الماكرين و كتب النصر لعيسى عليه السلام و أنه متوفيه و رافعه إلى سماء المشيئة الإلهية التي جاء منها و أن الله تعالى قد نصر دعوته و نفى عنه كل الشبهات و الافتراءات و أنه سيحكم بين الأمم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه. لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ {المائدة/70}
القرآن الكريم يؤكد على أن المرسلين في بني إسرائيل كانوا فريقين فريق قتل و فريق كذب و هذا يرجح أن يكون عيسى عليه السلام ممن قتلوا كما هو الحال بالنسبة ليحيى ابن زكريا”
أولا نفي الموت عن الشهداء لا دلالة فيه لان الله سبحانه وتعالي أثبت أن بعض الانبياء قد قتلوا و هم شهداء قطعا ومع ذلك قتلوا وذكر الله قتلهم وأن بقتلهم لم تقتل كلمة الله ثم ان كل الانبياء بل كل ذي روح هم من روح الله لان الله نفخ فيه من روحه. وانما نسبة المسيح الي الله بأنه كلمة الله انماهي نسبة تشريف فكلنا كلمة الله كما نسب الله لنفسه البيت الحرام فقال بيت الله مع أن كل بيت هو لله و كمانسب لنفسه ناقة صالح فقال ناقة الله مع أن كل ناقة هي ناقة الله فاذا هذه النسبة هي للتشريف وليست للاختصاص . فلو أن الامر كما ذكرت فلماذا لم يقل الله تعالي أن المسيح قتل كما قتل غيره من الانبياء؟؟ فلو كان المقصود بقوله “وما قتلوه ” أي ماقتلوا شريعته فماالمقصود اذا بقوله تعالي “فريقا كذبتم وفريقا تقتلون”؟؟؟؟؟ هل قتلت شرائعهم ؟ هل قتلت كلمات الله التي نزلت اليهم؟؟ الجواب كلا. اذا لماذا فرق الله بين المسيح و بين اولئك الانبياء الذين تم قتلهم مادامت النتيجة واحدة وهي أن جميعهم قتل و سفكت دمائهم ولكن روح الله قطعا لم يقتل وأمره لم يغلب كما قال تعالي كتب الله لاغلبن أنا ورسلي ؟؟؟؟ فلما قال الله تعالي أن اؤلئك قتلوا وأن المسيح لم يقتل فهو حقيقة علي معناه ولا يحرفه الا من لا تعرف حمرة الخجل الي وجهه طريقا.
ثم من أين جئت بقولك “رافعه الي سماء المشية”؟؟؟؟ أين القرينة؟؟ ألم تقل أن الكلام لا يصرف عن ظاهره الا بقرينة ؟ فأين قرينتك؟ ووالله وبالله وتالله لن تجد. ثم كيف تقول ان “وفاة المسيح” ترجح أنه مات علي الصليب؟ حتي ولو سلمت معك جدلا أن الوفاة هنا بمعني الموت فهذا لا يستلزم بحال أن يكون موتا علي الصليب اذا قد يكون مات علي فراشة كما نقول توفي فلان ولا يلزم أنه صلب. اذا فاستشهادك محتمل وجها آخر والدليل اذا تطرق اليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
يضيف ابن الورقاء قائلا” الآية الكريمة تؤكد أن عيسى عليه السلام الكلمة كتبت له السلطنة الأبدية في الدنيا و الآخرة و تشير الآية 46 من آل عمران إلى أن عيسى عليه السلام يكلم الناس في المهد أي في مهد رسالته و في مجيئه الأول و من المعلوم أن واقعة الصلب قد تمت و عيسى عليه السلام كان لا يزال شاباً فكيف يكلم الناس و هو كهل فالمراد هنا ظهوره الثاني و هذا قد تحقق فعلا بظهور حضرة بهاء الله الذي أعلن دعوته سنة1863م و هو كهل في سن 46.”
وأقول من بأي كتاب أم بأية سنة جئت بكلمة “مهد رسالته” أم هو التحريف الذي هم سمة البهائي أين ما حل وارتحل؟؟؟ ثم أين القرينة السياقية التي تدل علي أنه مهد الطفولة وليس مهد الرسالة. فقوله ويكلم الناس في المهد وكهلا تدل علي بمفهوم المقابلة أن المهد هو مرحلة من العمر وليست من الرسالة وأنت نفسك اعترفت ضمنيا بذلك حينما قلت أن”كهلا” تشير الي عمر بهاء الله 48 سنة اذا فعلي أي أساس جعلت “المهد” مهدا مجازيا يقصد به مهد الرسالة “وكهلا” تركتها علي حقيقتها و أولتها بأنها عمر بهاء الله الذي بدأ به دعوته؟؟؟ ام هو التحريف فقط؟
ثم أن هذه الاية تنسف خرافة الصلب من أساسها وتنسف معها تأويلات البهائيين المتهافتة وهي أن كلام المسيح في الكهولة دليل علي أنه سينجو من الموت وسيكلم الناس في كهولته. و هذه بشارة لامه مريم عليها السلام فمن المعروف أن كلامه في المهد هو معجزة لان الناس لم يعهدوا ذلك ولكن ما الاعجاز في كلامه في الكهوله فكل الكهول يتكلمون بل لعل بعض ثرثار ؟ وهنا يأتي الجواب أن كلام المسيح في الكهولة هو عودته الثانية و لوكانت هذه العودة هي ظهور بهاء الله فما وجه البشارة لمريم أن يقال لها ابنك يستكلم في المهد ولكن شخصا أخر وهو حسين علي النوري المازندراني الذي لا تعرفه مريم ولم تسمع عنه هو من سيكلم الناس في الكهولة. بالله عليكم أهذا كلام يخرج من عاقل؟؟؟؟
ثم يقول ابن الورقاء ” اختلاف المصادر الإسلامية في موضوع الصلب و تضارب الروايات حول شُبه لهم”
وأدرج تحت هذا العنوان عدة روايات تتحدث عن تفاصيل نجاة المسيح و الاختلافات في ذلك و بذكائه الحاد توصل الي النتيجة التالية ” ملاحظات هامة على تضارب الروايات و تفسير شبه لهم و السؤال من نصدق من هؤلاء الرواة؟ وماذا نصدق من تلك الروايات؟؟ هل الذي وقع عليه شبه المسيح فصلب عوضا عنه هو: سرجس؟ أم يهوذا؟ أم الحارس؟ أم طيطاوس اليهودي أم إنسان آخر؟ أم من؟؟؟؟ ونحن نعلم جيدا القاعدة القانونية التي تقول أنه إذا تضاربت أقوال الشهود كان ذلك برهانا على بطلان الادعاء أساساً!!!”
فأقول وبالله التوفيق أولا ان الاختلاف المذكور هو من صلب بدلا عن المسيح عليه السلام أي ان الاجماع منعقد علي نجاة المسيح وانما السؤال هو من الذي صلب بدلا عنه. فاذا كان الاختلاف يثير الشك فهو يثير الشك حول من صلب بدل المسيح وليس هل صلب المسيح أم لم يصلب اذ ان هذا أمر مفروغ منه. ثم ماذا لو أجمعوا علي أن المصلوب هو يهوذا مثلا هل كان ابن الورقاء أو غيره من البهائيين سيقبلون؟؟ الجواب كلا . لان الاجماع منعقد علي عدم صلب المسيح و علي ختمية النبي صلي الله عليه وسلم للرسل وعلي أن القيامة يوم يجمع الله فيه الاولين والاخرين الي غير ذلك ومع ذلك نري ابن الورقاء و غيره من البهائيين لا يقيمون لهذا الاجماع وزنا فما وجه احتجاجهم اذا بالاختلاف في أمر فرعي هو من صلب بدل المسيح و يتركون الاجماع المنعقد علي ان المسيح نفسه لم يصلب قط؟؟؟؟ الجواب في قوله تعالي ” بل هم قوم خصمون”
ثم يقول ” ونحن نعلم جيدا القاعدة القانونية التي تقول أنه إذا تضاربت أقوال الشهود كان ذلك برهانا على بطلان الادعاء أساساً!!!” و هذه حفرة حفرها لنفسه دون أن يشعر ونحن نلزمه باختلاف النصاري أنفسهم كما تقدم معنا فقد اعترف النصاري ان الكثير منهم لم يكن يعتقد بصلب المسيح و اختلفوا في ذلك أشد الاختلاف كما قال تعالي “وان الذين أختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم الا اتباع الظن وماقتلوه يقينا بل رفعه الله اليه” . ثانيا ما رأيه في تناقضات الاناجيل الاربعة في مسألة الصلب؟ هل سيطبق عليها قاعدته التي قررها؟ أم أنه سيتخلي عنها؟ فالاناجيل الاربعة متناقضة متناطحة في مسالة الصلب فللنظر اذا الا بعض تناقضات العهد الجديد في مسألة الصلب.
“هل ذهب رؤساء الكهنة للقبض على المسيح؟ مَن الذي ذهب للقبض على يسوع ؟ يقول متى: ” جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب ” ( متى 26/52 )، وزاد مرقس بأن ذكر من الجمع الكتبةَ والشيوخ (انظر مرقس 14/43 )، وذكر يوحنا أن الآتين هم جند الرومان وخدم من عند رؤساءَ الكهنة (انظر يوحنا 18/3 ) ولم يذكر أي من الثلاثة مجيء رؤساء الكهنة.
ولكن لوقا ذكر أن رؤساء الكهنة جاءوا بأنفسهم للقبض على المسيح إذ يقول: ” قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه ” ( لوقا 22/52 ). فالتناقض بين لوقا والباقين ظاهر.
متى حوكم المسيح؟
وتذكر الأناجيل محاكمة المسيح، ويجعلها لوقا صباح الليلة التي قبض عليه فيها فيقول: ” ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب رؤساء الكهنة والكتبة، وأَصعدوه إلى مجمعهم قائلين: إن كنت أنت المسيح فقل لنا؟ ” ( لوقا 22/66 – 67 ). لكن الثلاثة يجعلون المحاكمة في ليلة القبض عليه فيقول مرقس: ” فمضوا بيسوع إلى رئيس الكهنة، فاجتمع معه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة…..” ( مرقس 14/53 ) ( وانظر: متى 26/57، ويوحنا 18/3 ).
نهاية يهوذا
يتحدث العهد الجديد عن نهايتين مختلفتين للتلميذ الخائن يهوذا الأسخريوطي الذي خان المسيح وسعى في الدلالة عليه مقابل ثلاثين درهماً من الفضة، فيقول متى: “فأوثقوه ومضوا به، ودفعوه إلى بيلاطس البنطي الوالي، حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم وردّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ، قائلاً: قد أخطأت، إذ سلمت دماً بريئاً. فقالوا: ماذا علينا.أنت أبصر. فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه. فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم. فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم إلى هذا اليوم”. (متى 27/2-5) ولكن سفر أعمال الرسل يحكي نهاية أخرى ليهوذا وردت في سياق خطبة بطرس، حيث قال: “أيها الرجال الأخوة، كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع. إذ كان معدوداً بيننا، وصار له نصيب في هذه الخدمة. فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم، وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها. وصار ذلك معلوماً عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما أي حقل دم”. (أعمال 1/16-20). فقد اختلف النصان في جملة من الأمور: - كيفية موت يهوذا، فإما أن يكون قد خنق نفسه ومات” ثم مضى وخنق نفسه”، وإما أن يكون قد مات بسقوطه، حيث انشقت بطنه وانسكبت أحشاؤه فمات ” وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها “، ولا يمكن أن يموت يهوذا مرتين، كما لا يمكن أن يكون قد مات بالطريقتين معاً. - من الذي اشترى الحقل، هل هو يهوذا ” فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم”، أم الكهنة الذين أخذوا منه المال. ” فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري “. - هل مات يهوذا نادما ً” لما رأى يهوذا الذي أسلمه نه قد دين ندم…قد أخطأت، إذ سلمت دماً بريئاً” أم معاقباً بذنبه كما يظهر من كلام بطرس. - هل رد يهوذا المال للكهنة ” وردّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ ” أم أخذه واشترى به حقلاً ” فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم “. - هل كان موت يهوذا قبل صلب المسيح وبعد المحاكمة ” ودفعوه إلى بيلاطس البنطي الوالي، حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم… فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ثم مضى وخنق نفسه ” أم أن ذلك كان فيما بعد، حيث مضى واشترى حقلاً ثم مات في وقت الله أعلم متى كان.
ما موقف المصلوبين من جارهما على الصليب؟
وتتحدث الأناجيل عن تعليق المسيح على الصليب، وأنه صلب بين لصين أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، ويذكر متى ومرقس أن اللصين استهزءا بالمسيح، يقول متى:” بذلك أيضاً كان اللصّان اللذان صلبا معه يعيّرانه”(متى 27/44، ومثله في مرقس 15/32). بينما ذكر لوقا بأن أحدهما استهزء به، بينما انتهر الآخر، يقول لوقا: ” وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً: إن كنت أنت المسيح فخلّص نفسك وإيانا. فأجاب الآخر وانتهره قائلاً: أولا تخاف الله،.. فقال له يسوع: الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس” ( لوقا 23/39 – 43
آخر ما قاله المصلوب قبل موته
أما اللحظات الأخيرة في حياة المسيح فتذكرها الأناجيل، وتختلف في وصف المسيح حينذاك، فيصور متى ومرقس حاله حال اليائس القانط يقول ويصرخ: ” إلهي إلهي لماذا تركتني ” ثم يُسلم الروح ( متى 27/46 – 50 ومرقس 15/34 – 37 ). وأما لوقا فيرى أن هذه النهاية لا تليق بالمسيح، فيصوره بحال القوي الراضي بقضاء الله حيث قال: ” يا أبتاه في يديك أستودع روحي ” ( لوقا 23/46 ). وتتحدث الأناجيل الأربع عن قيامة المسيح بعد دفنه، وتمتلىء قصص القيامة في الأناجيل بالمتناقضات التي تجعل من هذه القصة أضعف قصص الأناجيل.
هل أسرت الزائرات الخبر أم أشاعته؟ ويتناقض مرقس مع لوقا في مسألة: هل أخبرت النساء أحداً بما رأين أم لا ؟ فمرقس يقول: ” ولم يقلن لأحد شيئاً، لأنهن كن خائفات ” ( مرقس 16/8 )، ولوقا يقول: ” ورجعن من القبر، وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله ” ( لوقا 24/9 ).” (هل افتدانا المسيح علي الصيب للدكتور منقذ)
والقائمة تطول فهلا شككت أيضا في الصلب لان الكتبة المجهولين للعهد الجديد تناقضوا؟ أم التناقض يكون ذا معني فقط اذا اختف المفسرون أعيد وأكرر المفسرون وليس كلام الله كما في الكتاب المقدس في من صلب بدل المسيح؟؟؟ أعتقد أن هذا من التناقضات الكثيرة التي ينام البهائي وهو متسربل بها. فهل يملك ابن الورفاء أو غيره من البهائيين الشجاعة العلمية لتطبيق هذه القاعدة القانونية التي أتحفنا بها وهي أن التناقض معناه كذب الخبر؟؟
نأتي الان الي مفترياته علي المفسرين و كيف كذب عليهم و نسب اليهم ما لايقولون به
زعم ابن الورقاء أن الامام الرازي كان يقول بصلب المسيح عليه السلام ولعل ابن الورقاء كان ينقل من بعض جهلة النصاري الذين هم فرسان التدليس و الكذب وبتر النصوص و الامام الرازي أنما كان ينقل أقوال الناس المختلفة وكان يورد ما استشهدوا به و العجيب ان الامام الرازي نفسه قام بالرد علي هذه الشبه وتفنيدها و منها الشبهة الواهية التي ذكرها ابن الورقاء و يذكرها غيره من البهائيين الذين لم يفتحوا كتابا قط وانما ينقلون كل غث وسمين وجدوه عند أخوانهم عباد الصليب. وأنقل اليكم الان كلام الرازي بالحرف و انظروا مدي التدليس الذي قام به الورقاء فيما نسبه الي الرازي رحمه الله .
(فكيفما كان ففي إلقاء شبهه على الغير إشكالات:
الإشكال الأول: إنا لو جوزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر لزم السفسطة ، فإني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانياً فحينئذ أجوز أن يكون هذا الذي رأيته ثانياً ليس بولدي بل هو إنسان ألقي شبهه عليه وحينئذ يرتفع الأمان على المحسوسات ، وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمداً صلى الله عليه وسلم يأمرهم وينهاهم وجب أن لا يعرفوا أنه محمد لاحتمال أنه ألقي شبهه على غيره وذلك يفضي إلى سقوط الشرائع ، وأيضاً فمدار الأمر في الأخبار المتواترة على أن يكون المخبر الأول إنما أخبر عن المحسوس ، فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات كان سقوط خبر المتواتر أولى وبالجملة ففتح هذا الباب أوله سفسطة وآخره إبطال النبوات بالكلية .
والإشكال الثاني : وهو أن الله تعالى كان قد أمر جبريل عليه السلام بأن يكون معه في أكثر الأحوال ، هكذا قاله المفسرون في تفسير قوله { إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ } [المائدة: 110] ثم إن طرف جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام كان يكفي العالم من البشر فكيف لم يكف في منع أولئك اليهود عنه ؟ وأيضاً أنه عليه السلام لما كان قادراً على إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلى إسقامهم وإلقاء الزمانة والفلج عليهم حتى يصيروا عاجزين عن التعرض له ؟
والإشكال الثالث : إنه تعالى كان قادراً على تخليصه من أولئك الأعداء بأن يرفعه إلى السماء فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره ، وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه ؟
والإشكال الرابع : أنه إذا ألقى شبهه على غيره ثم إنه رفع بعد ذلك إلى السماء فالقوم اعتقدوا فيه أنه هو عيسى مع أنه ما كان عيسى ، فهذا كان إلقاء لهم في الجهل والتلبيس ، وهذا لا يليق بحكمة الله تعالى .
والإشكال الخامس : أن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح عليه السلام ، وغلوهم في أمره أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً مصلوباً ، فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر ، والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم ، ونبوّة عيسى ، بل في وجودهما ، ووجود سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكل ذلك باطل.
بقية المقالة - المقالة التالية والجزء الثالث
كتبه مسلم فور ايفر السباعي
http://bahaismexplained.wordpress.com