السراج المنير في عدم أهلية بهاء الله للتفسير
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي اله
وصحبه ومن اهتدي بهداه وبعد: فان تفسير كتاب الله تعالي أمر له شروط لا بد أن يتصف بها المفسر قبل أن يخوض في هذا الآمر الجلل وهو تبيين ما أراد الله من كتابه. ليس الغرض هنا أن نذكر الشروط باستفاضة بل سنركز علي شرطين اثنين فقط من بين الشروط التي يجب توافرها في المفسر. ونري هل تنطبق هذه الشروط علي بهاء الله الذي عين نفسه مفسرا لكتاب الله أم انه في الحقيقه أبعد الناس عنها.
الشرط الاول هو عدم اتباع الهوي. “وليتق التحريف فيه والهوي ومن يكن محرفا فقد هوي” و هذا التحريف في الحقيقة هو الاصل والاساس الذي لولاه لما قامت للدين البهائي قائمة. فبهاء الله اتخذ من التفاسير الباطنية المتعسفة مطية للوصول الي مراده ولاثبات عقائده الالحادية. وفي الحقيقة بهاء الله ليس بدعا من المحرفين فقد سبقه الكثيرون بذلك و خصوصا الشيعة الاثني عشرية الذين خرجت منهم البهائية. فبهاء الله وجد الرافضة يحرفون معاني كتاب الله حتي يثبتوا الامامة والعصمة و خرافة الامام الثاني عشر و غيبته الي غير ذلك. فقرر أن ينتهج نهجهم في التفسير. فلا نجد في تفسيره جديدا الا الاسماء فقط. فمثلا يفسر الرافضة قول الله تعالي “عم يستائلون عن النبي العظيم” بأن النبأ العظيم هو علي بن ابي طالب رضي الله عنه. فيأتي بهاء الله و يسبدل اسم علي باسمه هو ويقول ان الاية تدل علي قدومه وعلي رسالته. ولذلك هو يسمي نفسه بالنبأ العظيم. وكذلك نجد الرافضة يأولون قول الله تعالي “يأتكم كفلين من رحمته” بأنهما الحسن والحسين رضي الله عنهما, فيأتي البهاء و يستبدل الحسن والحسين بالباب والبهاء. وهكذا نري أن البهائية انما هي في الحقيقة فرع من شجرة التشيع الخبيثة. فمثل هذا التلاعب بكتاب الله يبطل مصداقية المفسر لانه من أهل الهوي لا يراعي في تفسير النص نقلا ولا عقلا و لا لغة وانما يتبع هواه وهذا النوع من التأويل يسمي تلاعبا بالقرءان و لا يستحق أن يسمي تأويلا كما قال الشيخ سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم الشنقيطي في مراقي السعود حينما عرض لقضية التأويل
حمل لظاهر علي المرجوح ** واقسمه للفاسد و الصحيح صحيحه وهو القريب ماحمل ** مع قوة الدليل عند المستدل وغيره الفاسد والبعيـــد ** وما خلا فلعبا يفيــــد
فالتأويل لا بد له من قرينة تدل عليه والا فهو محض تلاعب وتحريف للنصوص . وبهاء الله لا يستطيع لا هو ولا أتباعه الاتيان بقرينة لغوية واحدة تدل علي هذه التأويلات الباطنية. بل ان بهاء الله زعم انها رموز لا يفهمها الا المظاهر الالهية كما قال بهاء الله كما زعم هو في كتاب الايقان ” ومن المعلوم ان تأويل كلمات الحمامات الازلية لا يدركه الا الهياكل الآزلية” ص 18 وبالتالي فلا دخل عنده للغة في تفسير القرءان الكريم وهذا هو عين الزندقة.
الشرط الثاني الذي يتحتم توفره في المفسر هو التضلع في اللغة العربية ” و أن يجيد النجو واللغات يميز الذين ثم اللاتي”. و لا شك أنه من خلال كتابات بهاء الله باللغة العربية يتضح جهله الشديد بها وبقواعدها. فهو لا يميز بين المذكر والمؤنث فتراه تارة يذكر والمؤنث ويأنث المذكر و عنده مشكلة كبيرة جدا في قواعد النعت والمنعوت. فتراه يأتي بنعت ومنعوته مختلف عنه تماما في التانيث والتذكير و التعريف والتنكير ولا حول ولا قوة الا بالله. ثم مع ذلك يخطئ مفسري المسلمين جميعا و يدعي أنهم ليسوا أهلا للتفسير. و حتي لا يقول قائل أني أتجني علي بهاء الله و أتهمه بتهم باطلة فأليكم الادلة من كتبه علي جهله باللغة العربية. يقول بهاء الله في سورة الاعراب ” أن يا قلم القدم ذكّر عبادنا الأعراب الّذين اختصّهم الله بنفسك وجعلهم ناظرًا إلى شطر رحمتك وانقطعهم عن المشركين ليفرحوا في أنفسهم ويستقيموا على أمر الّذي انفطرت منه سماء الإعراض واندكت كل جبل شامخٍ رفيعٍ”. فلا حظوا كيف أنه جاء بتاء التأنيث الساكنة في فعل اندك في حين أن الفاعل هو الجبل وهو مذكر كما لا يخفي. و لم يكتفي بهاء الله بتأنيث المذكر فحسب بل انه وفي نفس السورة يذكر المؤنث حيث يقول ” يا أعرابي اسمعوا قولي ولا تقرّبوا الّذين تهبّ منهم روائح النّفاق تجنّبوا عن مثل هؤلاء وكونوا في عصمة منيع”. فسبحان الله كيف جعل العصمة مذكرا و كان الاولي به أن يقول في عصمة منيعة. أفمثل هذا أهل لآن يفسر كتاب الله الذي أنزل بلسان عربي مبين؟؟؟
ليس هذا فحسب بل أن بهاء الله عنده مشكلة أخري فيما يتعلق بالنعت و العطف وهذا أشياء من بدائيات اللغة التي يعرفها أي عربي حتي ولو لم يكن يعرف القواعد الا ان سليقته ترشده الي استخدام النعت و العطف بشكل صحيح. وبداية فالنعت تابع للمنعوت في كل حالاته كماقال ابن مالك في الالفية
يتبع في الاعراب الاسماء الاول ** نعت وتوكيد وعطف بدل فالنعت تابع متم ما سبق *** بوسمه أو وسم ما به اعتلق
لكن بهاء الله له قواعده الخاصة في النعت والعطف واليكم امثلة علي ذلك . يقول بهاء الله في نفس السورة سورة الاعراب ” ” أولئك هم الّذين يصلّون عليهم أهل ملأ الأعلى ثمّ ملائكة المقرّبين”. وهذا النص وحده فيه من المصائب ما لو قرأه ابن مالك أو سيبويه لآلقيا بنفسيهما في بئر. ولن نتعرض لكل الاخطاء الموجودة في النص بل سنكتفي بما يتعلق بالنعت والعطف. فلاحظوا قوله “أهل ملآ الاعلي” فالاعلي هي نعت للملآ كما هو واضح و فات حضرة بهاء الله أن النعت تابع للمنعوت في كل حالاته فجاء بالمنعوت منكرا بينما جاء بالنعت معرفا و هذا خطأ لا يقع فيه نبي مرسل. ولو أنه عرفها بالاضافة لهان الامر ولكنه لم يعرفها لا بالاضافة ولا بلام التعريف فوقع في الخطأ. والجزء الاخير من النص فيه نفس المشكلة حيث جاء بملائكة منكرة بينما نعتها وهو المقربين جائت بالتعريف. و زيادة علي ذلك فان ملائكة من المفروض أنها مرفوعة لانها معطوفة علي “أهل” وأهل هي فاعل لفعل “يصلون” وبالتالي فهي مرفوعة لا محالة وأي معطوف عليها لا محالة مرفوع. فاذا تقرر ذلك فكيف جاء بهاء الله بالمقربين بالكسر؟؟؟ فالمفروض أنها المقربون وليس المقربين. وهكذا أخطأ مرتين في هذه الكلمة الاخيرة فقد أخطأ في مسألة التنكير والتعريف وكذلك في مسألة الرفع والكسر ولا حول ولا قوة الا بالله. وهذه سورة واحدة من السور التي زعم بهاء الله أنها أنزلت عليه ولم نتعرض لكل مافيها من أخطاء فضلا عن الكتب الاخري التي تعج بدورها بالاخطاء اللغوية التي تنزه الله سبحانه وتعالي عنها.
والسؤال الذي يفرض نفسه هل هذه الاخطاء موحي بها من الله أم أنها مجرد بنات أفكار بهاء الله؟؟؟ و أرجوا أن لا يجيبني البهائييون بالاجابة الباردة التي قررها لهم بهاء الله في الاقدس حيث قال ” قل يا معشر العلمآء لا تزنوا كتاب الله بما عندكم من القواعد والعلوم انّه لقسطاس الحقّ بين الخلق قد يوزن ما عند الامم بهذا القسطاس الاعظم وانّه بنفسه لو انتم تعلمونõ ” 100 فهذه الاجابة هي اقرب الي الهروب من مواجهة هذه الحقيقة ودفن للرؤوس في الرمال. ويبقي السؤال قائما هل مثل هذا هو أهل لان يفسر كتاب الله؟؟؟
مسلم فور ايفر السباعي
http://bahaismexplained.wordpress.com