| اسم المقال : مقدمة عن معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( القران الكريم ) | كاتب المقال: webmaster4 | بسم الله الرحمن الرحيم الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد
قال الله تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق
و قال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
تم نقل المقال من موقع الهيئة العالمية للأعجاز العلمي فى القرأن والسنة www.nooran.org
ونشكر لهم السماح بنشر الأبحاث من هيئتهم المحترمة -----------------------
بداية احب ان اوضح شيئا ليكون معروفا قبل قراءة مقالات الاعجاز العلمي فى القران و الحديث الشريف ان من يكذب الاسلام قد يكون فى نظر الاسلام كافر به و لكن من يكذب العلم فهو بالضرورة جاهل متخلف عن عصره و لذا ارجوا لكل من يقرا مقالات الاعجاز العلمى ان يتحلى بالحكمة كي لا يكون حكمه على نفسه و ليس على الاخرين و ان يتأكد من صحة العلوم القرانية بنفسه من مصادر علمية غير اسلامية اى من معامل و جامعات علمية متخصصة فى مجالات الدراسة و ليس من رهبان وقساوسة همهم الوحيد ابطال هذه المعجزة التى اتفق عليها كل عالم و باحث حتى يتبين له المعجزة الظاهرة من 1400 عام حتى الان و حتى يعرف الحقيقة فى كون القران الكريم اعجازا علميا متقدما ربما نتسأل عن الماهية التي يمتلكها هذا العنوان المسمى بالدين ؟. ولماذا هو لاينتهي ؟. ومتى نحتفل جميعا بالأجل المسمى للمشروع الديني ، ونقيم مأتمه الختامي ؟. أليس المشروع الديني هو مجموعة من الكتل الاسطورية والاعجازية الخرافية التي اتت لزمان معين كانت العلوم وتكنلوجيا الصناعة غير مهيئة لمعرفة بعض قوانين الطبيعة مما دفع الانسان للاعتماد على الخرافة والدين ليعلل بعض الظواهر الكونية والاجتماعية الانسانية التي لم يكن يحيط بقوانينها الطبيعية ؟. فاذا كيف لم يزل الدين ومواضيعه التفصيلية فاعلة ومؤثرة على الاجتماع الانساني الكوني حتى بعد ان تمكن الانسان من شطر الذرة نصفين ؟. الحق ان مثل هذه الاسئلة حول المشروع الديني هي أسئلة قديمة جديدة على الفكر الانساني ، فقد استغرب احد المفكرين بقوله :( عندما نستمع في صباح الاحد الى دقات النواقيس القديمة ، نتساءل : أهذا ممكن ؟. ان كل ذالك من أجل يهودي صلب منذ الفي عام ، كان يقول انه ابن الله ، وهو زعم يفتقر الى البرهان ؟.....، فلنتصور الها ينجب أطفالا من زوجة فانية ، وخطايا ترجع الى الاه ، ويحاسب عليها نفس الاله ؟... وخوفا من عالم آخر يكون الموت هو المدخل اليه ؟.. ، لكم يبدو لنا كل ذالك مخيفا ، وكأنه شبح قد بعث من الماضي السحيق . أيصدق أحدا أن شيئا كهذا لايزال يصدقّ ؟./ نيتشه / أمور انسانية ). ان لنيتشه - حقيقة - الحق بهذا التساؤل ، كما ان للبعض الاخر الحق ايضا عندما يتساءل بنفس الصيغة ولكن من زاوية وجانب وجهة وجبهة أخرى ليطرح :أيعقل ان يكون الانسان مستمرا بتصديق معاجز الانبياء ونزول وصعود الملائكة والبعث بعد الموت لحياة جديدة ؟. وهل يعقل ان الملايين من بني الانسان لم يزل للدين عليهم هذه السيطرة العظيمة ؟. واين الفعل العلمي والتكنلوجي على الانسان في العصر الحديث بقبال الفعل الديني الخرافي ؟. ولماذا لم تنتصر تكنلوجيا العصر وتقدم العلوم على الرؤى والتصورات الدينية التي تسيطر على الانسان حتى مع ادراكه وقناعته ان الله لايمكن ان يكون ظالما او متجسدا باقنوم بشري فاني ؟. ولماذا وبالعكس هذه المرة من مقولة المتفلسفة ، كلما تقدم العلم اصبحت الحاجة اكثر الحاحا للدين والتدين وليس العكس ؟. هل حقا اننا بحاجة للدين ؟. ان الجواب عن كل تلك الاسئلة وغيرها وبكل صراحة وموضوعية هو : بالايجاب ؟. نعم لم يزل للدين ومواضيعه التفصيلية قوة تفوق بكثير هذيان نيتشه ونوبات الصرع لسارتر ، وخدع وتذاكي ماركس ، وتذبذب وخلط باروخ سبينوزا ؟.
و بالنسبه لنيتشه نعم لايعقل او يصدق : ( ان الله ينجب اطفالا من زوجة فانية ؟. ولايعقل او يصدق : ان خطايا ترجع الى الله ويحاسب عليها نفس الاله ...../ كما طرح نيتشه ) ، ولكن يصدق :( ان الله ليس كمثله شيئ وكامل من جميع الجهات ؟. و يصدق ان الله خلق الكون و لم يلد ولم يولد وان جميع البشر من خلقه ؟. و يصدق : ان الله يأمر بالعدل والاحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر ...، وانه لايظلم مثقال ذرة في الارض او في السماء .)
ان قول الفكر الاسلامي وتعريفه لمعادلة ( المعجزة ) الكونية او الطبيعية ، على اساس انها ( الامر الخارق للعادة ؟./ انظر الطباطبائي / ج 1 / ص 75 ومابعده ). هو تعبير دقيق بالاضافة الى انه تعبير اسلامي - اي - ان الاسلام ينظر للعالم وشبكته القانونية على اساس انه نظام قائم على الدقة المتناهية من التقدير الالهي ، وهذا التقدير المحكم لايمكن نقضه او تخلف عمله القانوني :( انا كل شيئ خلقناه بقدر ) ( وخلق كل شيئ فقدره تقديرا ) ( والذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ......الخ ) ، وعليه كان الفكر الاسلامي يتعامل مع قانون العلية والسببية الكوني والطبيعي بواقعية ، فلكل شيئ سبب طبيعي في منظومة الفكر الاسلامي وان كان في النهاية ولغايات تعبدية وتوحيدية يرجع الاسلام كل شيئ لله سبحانه وتعالى ، ولكنه مع ذالك لايقول بأمكانية نقض او خرق المنظومة القانونية المقدرة والمحكمة لهذا العالم ، ولكنه يقول من جانب اخر ب(غالبية الامر الالهي ) وهو ما يسمى في الاطروحة الاسلامية بالمعجزة ، اي ان للكون والعالم قوانين هي بشكل او بآخر عناوين لأمر الخالق واطلاق تقديره ....، وباقي العناوين التي يدركها العلم الالهي المحيط بهذا العالم او قوانينه الطبيعية ، والتي ومن خلال حدث معين تكون بعض القوانين الطبيعية والكونية اكثر غلبة وقدرة وتغلب على باقي القوانين الطبيعية والكونية الاخرى في عالم الانسان ، ومن خلال هذه الغلبة تكون عملية اعجاز الانبياء والرسل لاقوامهم لايصال رسالة مفادها : ان هذا العمل المعجز واللامألوف لبني الانسان ، كفلق البحر ، وتحويل العصا الى ثعبان حي ، او ابراء مريض ، او احياء ميت ....الى اخره من المعاجز المذكورة قرانيا لانبياء ورسل ، ماهي الا خوارق للعادة الانسانية بحاجة الى قدرة اكبر وعلم اوسع ...، بامكانه غلبة القانون الطبيعي او الكوني بقانون اعمق واكبر واقدر فعلا :( والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لايعلمون / يوسف :21/ قران كريم ) . اذا التعريف الذي يطرحه الكادر الفلسفي و ( التنويري ) الاوربي ، لموضوعة ( المعجزة ) الرسالية بالاضافة هو تعريفا ظلاميا منحدرا من الاديان التي وعى على افكارها اولئك الفلاسفة والمفكرون ، وعليه بنى سبينوزا كل مطارحته الفكرية لمعادلة ( المعجزة ) على هذه المقدمة الخاطئة ، ليصل اخيرا الى نتائج مشوهة ، لينفي وجود شيئ اسمه معجزة باعتبار :( ان القوانين العامة للطبيعة ، ليست الامجرد أوامر الهية تصدر عن ضرورة الطبيعة الالهية وكمالها ، واذن فلو حدث شيئ في الطبيعة يناقض قوانينها العامة كان هذا الشيئ مناقضا ايضا لأمر الله وعقله وطبيعته / ص 223 / ومن ذالك نستطيع ان نستنتج مرة اخرى ان اي معجزة ( تناقض ) الطبيعة او تتجاوز الطبيعة هي امتناع محض ، وبالتالي لانستطيع تفسير المعجزة في الكتب المقدسة الا بوصفها عملا للطبيعة يتجاوز الفهم الانساني او نعتقد انه كذالك / ص 227؟.). وربما يلاحظ البعض على هذه النتيجة والاشكالية التي يقول بها سبينوزا ، ان اعتقدنا بوجود معجزة خارقة للقانون الطبيعي ، مع العلم ان ليس هناك ما يسمى خرقا للقانون في عملية الاعجاز الرسالي حسب المنظور الاسلامي لمعادلة المعجزة ؟. كذالك ربما هناك من لاحظ الرؤى الظلامية الدينية والتي ينطلق منها الفيلسوف التنويري سبينوزا في ادراك وفهم معادلة الاعجاز الرسالي فهو يقول : بان القوانين الطبيعية ما هي الا انعكاس ل( اوامر الله وكمالها ... فلو حدث شيئ في الطبيعة يناقض قوانينها العامة كان هذا الشيئ مناقضا ايضا لأمر الله وعقله وطبيعته ؟) ولا يمكن - حقيقة - فهم هذه النقطة بالذات في فكر سبينوزا الا اذا رجعنا الى معتقديته الدينية الشخصية ورؤيته اللاهوتية لهذا الاله الذي هو ( روح العالم وقوانينه وطبيعته الثابتة ) ، فبأعتبار ان فكر سبينوزا ينطلق من الديانة اليهودية الظلامية والمنغلقة ، فانها تعتقد ان : الله قد احكم العالم بشكل صارم وآلي بحيث لامجال بعد ذالك الاحكام للعالم من ان يغير فيه شيئا على الاطلاق وليس هناك قوة حتى قوة الله نفسه من ان تستطيع ان تغير او تعدل من قوانين هذا العالم وتلك الحياة ، فقد فرغ الله من كتابة ووضع كل شيئ في هذا العالم والوجود وانتهى الامر ، وسار وسيضل يسير على وتيرة وقانون واحد الى ان تنتهي الحياة .
ولذالك كانت مميزات تلك المعاجز الرسالية ، انها آنية ومقيدة ومادية ، وليس لها حجة على من لم يشهدها عمليا الا النقل التاريخي ، فليس هناك دلالة بالنسبة لي ترغمني على الاطمئنان والايمان بان شخصا ما كان يحيي الموتى ويبرئ الاكمه والابرض ويعالج المرضى بشكل يفوق معالجات العقاقير الطبية الحديثة الا ثقتي بالنقل التاريخي وانه موثوق النقل ؟. اما من يريد الشك في عملية النقل التاريخية فله الحق في ذالك و ان صحت الرويات فما اختلاف القدرة بين عيسى الذى صنع طيرا من طين و موسى الذى صنع ثعبانا من عصى و ما اختلاف عيسى الذى اعاد الاعمى بصيرا و اخوة يوسف الذين اعادوا ابوهم بصيرا . ومن هذه الرؤية انبنت فلسفة ختم النبوة ، كما انبنت معادلة اعجازية هذه النبوة الخاتمة ، وما يناسبها من معجزة تكون اكثر تناسبا مع نمو العقل الانساني من جهة ، واخذ هذه المعجزة بنظر الاعتبار حالة التقدم والتكامل التي سيصلها العقل الانساني فكريا وعلميا وفنيا واجتماعيا ونفسيا في مستقبل الحياة العقلية للانسان من جهة أخرى ( سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم ) ؟. فكانت معجزة ختم النبوة مميزة في كونها : معجزة لها صفة الاستمرارية مع الانسان - كما ان الرسول الخاتم له نفس هذه الاستمرارية الرسالية ايضا - ، فكما ان القران معجز قبل الف واربعمائة عام على زيد من البشر ، هو كذالك معجز او دليل اعجاز نبوي عليّ في القرن الواحد والعشرين من هذا العصر الحديث ؟.، وكذا يقال بالنسبة لكون هذه الدلالة الاعجازية هي دلالة فكرية وعقلية وفنية اكثر منها دلالة حسية ومادية ، فللعقل الانساني والفكر الانساني حكمه الاول والاخير على هذه الدلالة الاعجازية الخاتمة ، وليس للحس والمادة تلك الدلالة التي كانت لمعاجز الانبياء السابقين (لقوم يتفكون ) ؟.، ويقال ايضا ان من مميزات هذه الدلالة الاعجازية الخاتمة انها دلالة وبرهان وآية مقروءة ، وليست مشهوده ، مما يترتب عليه بعض النتائج التي هي مقدمات لادراك دلالة الاعجاز الخاتمة لرسالة الرسالات السماوية
ان معرفة ماهية الاعجاز القراني هي التي تؤهلنا لمعرفة الكيفية التي استطاع من خلالها المقروء ان يكون معجزا لباقي البشر من الاتيان بمثله ، وموضوعة النداء والاعلان القراني والتحدي الذي يطرحه هذا المقروء على الناس كافة لعدم مقدرتهم الاتيان مثله لهو الامر الغريب حقيقة في عالم الاعجاز الرسالي الخاتم ؟. نعم ربما نصادف مشعوذا له من القدرة على ادارة فن الخداع والتمويه ما يجعلنا في حيرة من أمرنا ، ومما نراه من الاعاجيب الذي يأتي بها ذالك الفنان المخادع ، حتى نصل الى مرحلة الشك لما نراه هل هو شيئ يدخل في اطار الخارق للعادة البشرية والمتغلب على القوانين الطبيعية ، ام هو امر يدخل في اطار فن الخداع والتموية ؟. اما ان نأتي بكتاب مقروء ونضعه بين يدي الانسانية لنقول لهم : ان هذه معجزة الرسالة الخاتمة فهلموا وأتوا بمثله ان كان لكم شك في هذه المسألة ، فأن مثل هذه التحدي يلفت النظر ويثير الكثير من الكّتاب والمفكرين على التأمل في هذه الدعوة ؟.، اما من يتقن فن الخداع والدجل فليس له نصيب في هذه المعادلة المقامة بين كتاب معجز ومفكرين وكتاب واصحاب كلمة لهم القدرة على الادراك والوعي لمضمون الكلمة المقروءة
الحقيقة كون القران الكريم معجزة الرسالة الخاتمة شيئ ، وكون الكلمة ( آقرأ ) معجزة المعجزة شيئ اخر ؟. ليس لكون النبي الرسول محمد رسول الله ص ( روحي له الفدى) ، كان اميا لايقرأ ولايكتب ، ومع ذالك اتى بالعلوم والتواريخ والجمال ...الخ ، مما لايقدر عليه الاجتماع الانساني برمته فحسب ، ولكن ايضا لكون الكلمة القرانية ( آقرأ) هي المفتاح والبوابة التي يتعرف من خلالها العالم الانساني على معجزة الرسالة السماوية الاسلامية الخاتمة ؟. ففعل الكلمة القرانية (آقرأ) في مرحلة ختم النبوة والرسالة ، وبأعتبار انها العملية الوحيدة المفتوحة اليوم وغدا للتعرف على معجزة السماء ، يرتقى بالفعل (آقرأ) الى مستوى كونه فعلا ان أجيد فعله ، ان ينقل الانسان المفكر والقارئ الى مرحلة الاطلاع على الاعجاز الرسالي كظاهرة اخترقت المألوف والعادي من الفعل البشري وليس هناك حقيقة مفتاح او بوابة اخرى غير طريق (آقرأ) القرانية للتوصل الى هذه الحقائق الاعجازية الكونية والطبيعية والعلمية والفكرية والفنية والنفسية .....الخ ، التي يذكرها القران الكريم ، ولكن بشريطة ان تكون العملية مبدوءة بالكلمة والعملية (آقرأ) القرانية ، وما تحويه من مضامين فعل القراءة المفكرة والمتدبرة والواعية والفنية ....
ان الله في المنظور الاسلامي لايحتاج الى معجزة كونية او طبيعية ليكون قريبا من البشر ، انما يحتاج مفكرا تقول له الطبيعة بنظامها المتناسق والجميل ان لهذا القانون منظما الاها له القدرة على التنظيم فالخطاب الاساسى للعقل المفكر الصالح فى كل زمان و مكان اولها الامر بالقراءة و التدبر للقران الذى هو معجزة من 1400 عام الى يومنا الحالى و ليس معجزة واقفة فقط على من رأوها فى احد الازمنة
منقول بتصرف من مقالة لاياد الزاملي | اضيف بواسطة : | admin | رتبته ( | الادارة ) |
| | تاريخ الاضافة: 26-11-2009 | الزوار: 2423 | | | | |
| |
|