الرد علي شبهات أحد البهائيين حول القرءان العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله وسلم علي نبيه الكريم وعلي آله وصحبه أجمعين وبعد
وصلني عن طريق أحدالاخوة الثقاة رد من أحد البهائيين علي فيديو كنت قد رفعته علي “اليوتيوب” ويتعلق بالبهائية ووحدة العالم الانساني. وقد ركز صاحب الرد علي الفيديو الاول فقط من الاجزاء الثلاثة و تجاهل الجزئين الاخيرين تجاهلا تاما ولا أستغرب من ذلك لانه اذا علم السبب بطل العجب. فالنصوص التي استشهدت بها هي من أمهات كتبهم ولا يستطيع أحد من أن ينكرها أو أن يفهمها علي غير ظاهرها. ولا أريد ان أطيل في هذا المسألة لانني سأركز علي قضية أخري ألا وهي زعمه المضحك أن في القرءان ما يخالف النحو بل و زعم أن في القرءان ثلاثمائة موضع تخالف النحو. وقبل أن أخوض في ذلك أصحح له معلومة غابت عنه فيما يتعلق بفيديو البهائية ووحدة العالم الانساني . فقد زعم أن العبارة الاولي التي استشهدت بها في الفيديو ليست من “سورة السلطان” وانما هي من سورة “ألاصحاب” وعليه فأنا أهديه هذا الرابط من المكتبة البهائية ليري بنفسه ما اسم “السورة” التي ورد فيها هذا النص
http://reference.bahai.org/ar/t/b/Q4/q4-143.html
ثم إنني استشهدت بنصوص كثيرة و فعلا بعضها كان من “سورة الاصحاب” ولكن كان ذلك في الجزئين الثاني والثالث علي كل حال لو كان رده علي مسألة وحدة العالم الانساني ردا متكاملا و تناول النصوص التي استشهدت بها لرددت عليه و شنفت آذانه بما يحب ولكن مادام قد اقتطع نصا واحدا و بني عليه رده الغير علمي فلن أضيع وقتي في الرد عليه وسأكتفي بتصحيح الخطأ الذي وقع فيه والمتعلق بمكان النص.
وها أنا أصل الي موضوعي الرئيسي المتعلق بمازعمه من أخطاء نحوية في القرءان فأقول رمتني بدائها وانسلت البهائييون وقعوا في ورطة حينما شاهدوا اللغة العربية الركيكة و الممجوجة التي كان يكتب بهاء بهاء الله فما وجدوا من حل لذالك إلا أمرين. أولها أن يزعموا أن قواعد النحو أمر لا شأن “للكلمات الالهية” به وأن الرب له أين يخرج عن النحو متي شاء وكيف شاء. وهذا كلام فيه من المرواغة والمغالطة ما فيه. إذكأنهم يربطون الامر بقدرة الله تبارك وتعالي وبالتالي فالله علي كل شيئ قدير. وهذه مغالطة واضحة لان الله سبحانه وتعالي لما تكلم بكلام العرب تكلم بأفصحه و أفضله حتي انه تحديهم أن يأتوا بمثله وحكم عليه بالفشل مسبقا.ثم إن بهاء الله كان دائم التبجح فصاحته و بلاغته حتي قال في “سورة اسمنا المرسل” ( قل فانصفوا ياقوم هل يقدر أحد من علمائكم أن يستن مع فارس المعاني في مضمار الحكمة والبيان) فهاهو بهاء الله يتحدي أن يجاريه أحد في الفصاحة والبلاغة. وكذلك في مقدمة “كتاب الاقدس” لم يفت البهائيين أن يثنوا علي فصاحة بهاء الله و بيانه بل هو نفسه قال في الاقدس ” اغتمسوا في بحر بياني لعل تطلعون بما فيه من لئالئ الحكمة والاسرار” وفاته في خضم هذا التفاخر أن “لعل” لا تدخل علي الافعال وإنما علي الاسماء والضمائر
ألآمر الثاني هو أن يتعلق البهائييون بما دندن عليه بعض عباد الصليب الحمقي الذين لا يميزون البٌر من البِر ولا الجهر من السر في اللغة العربية زاعمين أن في القرءان ما يخالف النحو. ولذلك تجدهم جميعا يرددون نفس الكلام ونفس الشبهات وماذلك الا لأن مصدرهم واحد وهو أحد كبار الجهلة باللغة العربية الذي ظن أنه اكتشف ما لم يكتشفه عباقرة اللغة العربية و فصحائها في عهد النبي صلي الله عليه وسلم. لقد ظن ذلك الجاهل أنه اكتشف أخطاءا لم يكشتفها أهل اللغة أنفسهم بل فاتتهم حتي جاء حضرته من خلف أستار من نور لينبه العرب و نحاة العرب علي تلك الاخطاء في لغة العرب
أيها البهائي إذا كان مازعمته حقا من وجود ثلاثمائة خطئ نحوي في القرءان فلماذا لم يكشتفها العرب الأقحاح الذين رضعوا اللغة العربية و تكلموها علي السليقة؟ ثانيا هل تعلم من أين أخذ النحاة قواعد اللغة العربية؟؟ اذا كنت لا تعلم فاعلم انهم أخذوها أول ما أخذوها من القرءان الكريم فهو أول مصدر للغة العربية السليمة وهو مقياس تُقاس عليه اللغة و ليس العكس هذا اذا افترضنا ان هنالك تنقاض بينها. ومثل من يزعم أن في القرءان خطئا نحويا كمثل من ذهب الي خياط ليفصل له ثوبا علي مقياسه فلما انتهي الخياط ولبس الرجل ثوبه تبين له أن الثوب أقصر منه فلما رجع الي الخياط زعم الخياط أن الخلل في طول الرجل وليس في الثوب هذا اذا افترضنا ان بين القرءان والنحو اختلافا كما بين الرجل و ثويه للزمنا تعديل النحو ليتقف مع القرءان لان القرءان هو الاصل الذي أُخذ منه النحو كما يلزمنا تعديل الثوب ليناسب طول الرجل لأن الرجل هو الاصل والمقياس الذي من أجله وُجد الثوب وكذلك النحو وجد حتي يُقرأ القرءان بشكل صحيح.
ثالثا هل تعلم أن النحاة لما أرادوا تقعيد قواعد اللغة كانوا يشتشهدون بكلام العرب و يستنبطون منهم قواعدهم فمثلا لاحظوا أن العربي القح يرفع الفاعل دائما فقالوا ان الفاعل يجب أن يكون مرفوعا … الخ و ليس كل العرب يٌحتج بهم بل أن عصر الاحتجاج كما قال النحاة يتوقف عن منصف القرن الثاني الهجري بالنسبة لاهل الحضر بينما يستمر قرنا اخر أو أكثر بالنسبة لاهل المدر لان الناس بعد هذه القرون فسدت سليقتهم (مثل صاحبنا) وأصبحوا يخطئون في لغتهم بل ويتكلمونها بركاكة لكن ألم تلاحظ شيئا أيها البهائي وهو أن عصر الاحتجاج يشمل عصر القرءان الكريم؟؟ أي أن كل كلمة في ذلك العصر وكل بيت من الشعر فهو أمر يٌحتج به لتقعيد قواعد اللغة. و أولها القرءان الكريم. ليس فقط لانه كلام الله ومعصوم بل لانه كلام جاء في ذالك العصر و تقبله العرب ولم يطعن أحد منهم أبدا في فصاحته أو في لغته مع أن بعضهم لم يقبله ككلام لله تعالي. مثله في ذلك كأشعار امرئ القيس والمهلهل وعنترة وغيرهم من الفصحاء فبغض النظر عن محتوي الكلام يٌعتبر فصيحا لان المتكلم به هو عربي قح رضع العربية ارتضاعا و تكلمها سلقية ولم يتعلمها في المدارس و انتهت خبرته بها الي مستوي الاعدادية كأغلب هؤلاء المطبلين لفكرة الاخطاء النحوية في القرءان.
رابعا أيها البهائي هل تعلم أن من شروط قبول القراءة القرءانية هو أن توافق النحو (أي توافق كلام العرب ) والا رٌفضت؟؟ يقول بن الجزري رحمه الله في نظم الشاطبية
وكل ماوافق وجه نحو وكان للرسم احتمالا يحوي وصح إسنادا هو القرءان فهذه الثلاثة الاركان
أي لا بد للقرءاة أن تكون لغة عربية صحيحة فلو ورد فيها نصب الفاعل مثلا فلايمكن أن تقبل لان ذالك أمر لا يقع في لغة العرب طيب فمابال الآيات التي يستشهد بها البعض (ومنهم صاحبنا) زاعمين أنها أخطاء نحوية ؟ أقول تلك المزاعم تدل علي ضآلة علمهم وطحالة فهمهم للغة العربية وسأعطيكم مثالين وهما المثالان اللذان اختارهما صاحبنا البهائي ليثبت أن في القرءان أخطاءا فبدأ بمثال شهير جدا لا يكاد يتكلم أحد هؤلاء الا أورده وقد رد عليه العلماء و بينوا جهل من يستشهد به ولكن لا مشكلة ففي الاعادة افادة فأقول وبالله التوفيق : الصابئون أم الصابئين؟؟؟ أما علي قوله الصابئين فلا إشكال أصلا لان هؤلاء فهموا (والحمد لله) أن اسم “إن” منصوب وبالتالي فالصابئين في محلها لكنهم استشكلوا قوله (والصابئون) كيف تأتي بالرفع وهي معطوفة علي اسم “إن”؟ فأقول من الناس من يعتقد أن كل مستدير كعك ومن الناس من يعتقد أيضا ان كل واو هي واو عطف لم يسمعوا أبدا بواو الاستئناف ولم سمعوا لما فقه أكثرهم وعليه فإن الواو في قوله (والصابئون) هي واو استئناف و مايليها فهومبتدأ ولا غرابة اذا جاء مرفوعا. وخبره محذوف تقديره كذالك. والمعني هو ان الذين ءامنوا والذين هادوا والنصاري أمرهم كذا وكذا و الصابئون كذلك. ومن أمثلته في كلام العرب قول الشاعر فمن يك أمسى بالمدينة رحله ***فإني وَقَيَّار ٌبها لغريب فقوله وقيار تبدو وكأنها معطوفة علي الضمير المتصل الذي في محل نصب إسم “إن” وهو الياء في قوله (فإني) ولكن الحقيقة هي أن الواو واو استئناف وما ورد بعدها فهو مبتدأ و خبره محذوف وتقديره كذلك تماما كما الاية الكريمة ولكن لعل صاحبنا البهائي لم يرض بهذا التفسير فيظل مصمما علي أن الواو واو عطف شاء من شاء وأبي من أبي وتنازلا مني وإكراما له فأنا أقبل ذلك جدلا ولكني أزف إليه بشري سارة من الامام محمد بن مالك صاحب الالفية المشهورة حيث يقول:
وجائز رفعك معطوفا علي منصوب إن بعد أن تستكمل وألحقت بإن لكن وأن من دون ليت ولعل وكأن
فهذا ابن مالك يقول بجواز رفع المعطوف علي اسم إن وبالتالي فسنترك بين صاحبنا البهائي وبين ابن مالك ليصفيا حسابهما معا وفقط نذكر صاحبنا البهائي ان لا يستعرض عضلاته علي ابن مالك و يعترض عليه بالقاعدة الشهيرة وهي أن اسم “ان” لابد منصوب لان العطف هنا هو عطف علي محل اسم إن وليس علي اسم “إن” . علي كل حل ابن مالك يستطيع الدفاع عن نفسه.
أما المثال الثاني الذي ضربه صاحبنا فقد كان أغرب وأغرب حينما زعم أن الله سبحانه وتعالي خالف النحو في قوله “إنك كنت من الخاطئين” ولا حول ولا قوة الا بالله فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالصيبة أعظم أيها المحترم أوما سمعت قط في لغة العرب بتغليب جانب الرجال علي النساء اذا كان في الجمع رجال ونساء معا؟؟ ألم تسمع قط بقول الله تعالي (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) طيب ماذا عن التوابات المتطهرات؟ أوما سمعت بقول الله تعالي (يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) طيب ماذا عن اللائي آمن ألسن داخلات في هذا الخطاب؟؟ وماذا عن قوله تعالي (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ) فهل ياتري للمرأة أكثر من قلب أم ان الخطاب لهما معا؟؟ بل ألم تسمع حتي بقول القائل ( صوت المواطنون اليوم في الانتخابات) ياتري هل المواطنات لم يصوتن أم ماذا؟ والله أجدني في حرج وأنا أعملك هذه القواعد البسيطة التي يعرفها كل من هب ودب الا البهائييون والنصاري مع الاسف الشديد والسبب أنهم يريدون أن يثبتوا أمرا مهما كلفهم الثمن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وأختم هذا الكلام بقولي محاولات البهائيين للتقليل من شأن الاخطاء النحوية الفادحة في كتبهم هي محاولة مع الاسف فاشلة والدليل انهم تناقضوا (كالعادة) فيها فهذا الجلبائجاني ينتقد كتب صبح الازل مدعيا أنها مجرد خرافات ويستشهد علي ذلك بأخطائه النحوية الفادحة وبأسلوبه الركيك في الكتابة
فلماذا باؤكم تجر وبائي لا تجر أيها البهائييون؟؟
كتبه مسلم فور ايفر السباعي
http://bahaismexplained.wordpress.com